الراهب بولس رزق يكتب: أمنا الأرض والبيت المشترك
في إطار المؤتمر المنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر ويهدف إلى الحفاظ على بيتنا المشترك.
في قلب الطبيعة تجد الله لأنه مبدع الكون وخالقه ومع تحديات والظروف التي تعصف على الطبيعة ولكن جعل الإنسان هو المسؤول عن الطبيعة والحفاظ عليها، ولكن هذا الإنسان قد تعامل مع الطبيعة بسلبية خاصة في الفترة الاخيرة.
في ظل الصعوبات التي يمر بها كوكبنا الأرض والأزمات التي أثرت على المناخ بسبب عدم الحفاظ على البيئة وكوكبنا الأرض يصرخ بسبب الانتهاكات التي تصدر من الإنسان. وتمثل التغيرات المناخية مشكلة عالمية ذات أبعاد بيئية وأجتماعية وأقتصادية وتوزيعية وسياسية خطيرة وهي تشكل إحدى أهم التحديات الحالية للبشرية.
وفى العصور الماضية سطع علينا نجمًا لأمعًا وهو شخصية تاريخية من القرن الثاني عشر عرفته كل العصور هو القديس فرنسيس الأسيزي بايطاليا لذلك كتب عنه الشاعر الكبير دْانت أْليغييري في كتابه الكوميديا الإلهية عن عيد ميلاد القديس فرنسيس قال "ولد في العالم شمس "يكتب لنا نشيدًا جديدًا يدعونا إلى تسبيح الله من خلال الطبيعة وايضًا إلى الحفاظ عليها لأنها هي بمثابة أمنا الأرض. ويقول:
"كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، لأختنا وأمِّنا الأرض، التي تَحمِلُنا وتقودنا وتُنِتجُ ثمارًا متنوِّعةً معَ زهورٍ ملوَّنة وأعشاب. والقديس فرنسيس هو قديس الطبيعة ومازال حتي اليوم يدعونا من خلال كلمات النشيد أن نسبح الله من خلال المخلوقات: كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، لأخينا القمر والكواكبِ التي في السماء، فَقَدْ كوَّنتها صَافيةً فاخرةً وجميلة.
كُنْ مُسبَّحًا، يا سيِّدي، لأختنا الريح والهواءِ والسُحُب والسماءِ الصافيةِ ولكلِّ الأزمنةِ التي بها تَحفظُ حياةَ المخلوقات.
كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، لأخينا الماء الكثيرِ الفائدة، الوضيع، الثمين،العفيف.
كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، لأختِنا النار، التي بها تُنيرُ الليلَ، الجميلةِ، البهيجة القويِّة.
كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، لأختنا وأمِّنا الأرض، التي تَحمِلُنا وتقودنا وتُنِتجُ ثمارًا متنوِّعةً معَ زهورٍ ملوَّنة وأعشاب.
كُنْ مُسَبَّحًا، يا سيِّدي، للّذين مِن أجلِ حبِّك يغفرون، ويَحتَمِلون المرضَ والشدِّة.
هذه الكلمات التي سطرها لنا القديس فرنسيس وأصبحت مكتوبة في قلب كل إنسان يحافظ على البيئة إلى اليوم وقد نحتاج إلى هذه الكلمات خاصة في هذا الزمن ومع تطويرات السريعه في الصناعة وعدم الحفاظ عليها.
وأيضًا هذا النشيد يدعونا إلى الحفاظ على البيئة المناخية والله يريد منًا أن نحافظ على بيتنا المشترك.ومن خلال هذا البيت المشترك نسمع همسات الله في الكون.
علينا أن نحافظ على البيئة البشرية لأن تدميرها هو أمر بغاية الخطورة لأن الله أعطانا أن نحافظ عليها وخاصة حياة الكائن البشري لكي يديره بل يحافظ عليها لأن الحياة الإنسانية بذاتها هي عطية الله ويجب حمايتها من أشكال التدمير. وقد أقترح علينا البابا بندكتوس السادس عشر الاعتراف بأن البيئة الطبيعية متألمة بجراح ونحن المسؤلين عنها. يجب على الإنسان التغير إلى الأفضل وعالم الطبيعة والحفاظ عليها.
المناخ هو خير عام، للجميع ومن أجل الجميع، يجب على الإنسان الحفاظ عليه بكل الطرق المتاحة للبشرية.
الطبيعة تعاني من انبعثات الدخان الناتج من الوقود المستخدم في المصانع ووسائل الموصلات. وحرق الأعشاب والتلوث الناتج عن النفايات، والحفاظ على البيئة من الاستهلاك المباشر. يدعونا القديس يوحنا بولس الثاني بابا روما "إلى توبة بيئية عامة "وهذه الكلمات تدعونا إلى التفكير فيها والأعمال التي يقوم بها الإنسان من السليبات لمصالح أقتصادية قد تأثر على البيئة وهذا يؤدى إلى تدمير البيئة البشرية هو أمر بغاية الخطورة.
وفي عام 1971 كتب الطوباوي البابا بولس السادس، عن مشكلة الايكولوجية، مقدمّا إياها كأزمة هي نتيجة مأساوية لممارسات الكائن البشري غير الخاضعة للرقابة، ويُعرض الأرض للتدمير، وحدوث كأرثة بيئية حقيقية كرد فعل من الطبيعة، وقد تواجه الأرض مشكلة الحضارة الصناعية والنموو الأقتصادي الذي يؤثر على البيئة.
في هذه الفترة التي يمر بها كوكبنا الأرض على الإنسان أن يعترف بأن أغلب المشكلات هو مصدرها التي حلت على الكوكب. وعوامل أخرى أثرت على الأرض.
من ضمن مشكلات المناخ والطبيعة هي مشكلة المياه هي مسالة ذات أهمية قصوى لأنه لا غنى عن المياه بالنسبة للحياة البشرية والحفاظ على النظام الأيكولوجية البرية والمائية، هذه المشكلة ظهرت بصورة قوية فى الآواني الأخيرة على مستوى العالم. والحروب بين الدول قد يؤدي إلى استنزاف الموارد وأهدار المال العام وتأثر على كوكبنا الأرض والاسلحة النووية وتلويث الطبيعة وعلينا ان نسهر على بيتنا المشترك والحراسة تعني الحماية على الطبيعة. والطبيعة التي يريدها الله ومن خلألها نسمع همساته في الكون لأن العالم هو "كتاب الطبيعة هو واحد ولا يتجزّا" الله أعطي هذه المسؤلية تْجاه أْرض هْي مْلك لْله، تْستلزم مْن اْلكائن اْلبشري، وْقد وْهب اْلذكاء، أْن يْحترم قْوانينْ الطبيعة وْالتوازن اْلدقيق بْين كْائنات هْذا اْلعالم، إن مْوضوع اْلتدهور اْلبيئي يْضع فْي قْفص اْلاتهام تْصرفات كْل وْاحد مْنا على كوكب الأرض.
يقول البابا فرنسيس في رسالته "كن مسبحًا" عن الطبيعة."لقد كْتبْ اْلله كْتابًا رأئعًا، أحرفه هْي أْعداد اْلمخلوقات اْلغفيرة اْلموجودة فْي اْلكون" امام الطبيعة الخلابة التي أبدعها الله ووضع فيها لمساته التي تذهل العالم، يكلمنا من خلال هذه الطبيعة والمخلوقات ويدعونا أن نحافظ عليها.
همسات الله، في الطبيعة يكلمنا من خلالها على مثال موسى النبي عندما تحدث الله معه من خلال العليقة المشتعلة.
همسات الله، من خلال صوته في النسيم يدخل في القلوب والأعماق وتطرح تساؤلات داخل قلوبنا.
همسات الله، في ابداع تشكيل الخليقة وهي تعطينا تفكيرا في عظمة وأعمال الله المبدعة في الطبيعة.
همسات الله، في النور الذي يبدد ظلمات قلب الإنسان وتجعله يسلك في وصايا الرب. همسات الله في كوكب الشمس الذي يضئ بيتنا المشترك).
همسات الله، في النسيم وصوت الله يخاطب إلياس عندما دعاه (ما بالك أنت هنا يا إيليا).
همسات الله، في هدوء البرية ويخاطب قلوبنا على مثاله.
همسات الله، في الصحراء الجرداء التي تحدثنا بصمت رهيب عن ابداع الله في الكون ويخاطب قلوب تعشق الصمت فقلب الإنسان ينشد ويهلل بالإله الحي لأن الطبيعة اصبحت كتاب مفتوح لكل إنسان يبحث عن الله.
همسات الله، في النسيم العليل التي تدعونا أن نسبح الله، ويدخل في قلوبنا بالفرح والابتهاج.
همسات الله، في هؤلاء المقيمين في قلب الصحراء ويعلنون عن وجود الله بحياتهم اليومية.
همسات الله، في الجبال الشامخة التي بظلالها يعلن الإنسان أن الله يحفظه في ظل الحر الصيف.
همسات الله، في الينابيع التي تخرج منها المياه الصافية النقية والتي استقي منها شعب بني إسرائيل وهذه المياه ترمز إلى يسوع الينبوع الحي.
همسات الله، في الكواكب والنجوم التي تُنيروا لنا الطريق.
همسات الله، في صوت المخلوقات التي تعطينا نغمات هادئة تدعونا أن نسبح الله ونعلن كم أنت عظيم يا الله.
همسات الله، في طيور السماء التي تسبح الله الخالق، وتسكن بين الصخور وهى تشبه الإنسان الذي يختبئ في صخرة الله لذلك قال داود النبي(الرب صخرتي وخلاص).
على المجتمع أن يعيش في بناء مناخ صافي بعيدًا عن العنف والاستغلال والحروب ويلتجيء إلى اْلمحبة الإجتماعية
هي مفتاح النمو الحقيقي" والمجتمع أكثر إنسانية، أكثر جدارة بالإنسان ينبغي إعادة القيمة للمحبة في الحياة
الإجتماعية على المستوي السياسي والأقتصادي، الثقافي.
جلالك يا إلهي يعلو الكون بأسره فُينشد الإنسان ويقول:" أنت مبدع وبأصبعك شكلت العالم وجعلته في أجمل صورة". وتوجت الإنسان على الخليقة كلها، فاجعلنا يا رب نحافظ على خليقتك التي تعكس قوتك المبدعة وشعاع نورك الإلهي.