مشروعية العمرة للميت.. وهل تجوز لغير الأقارب؟
يتزايد البحث حول شروط العمرة للميت، وهل هل تجوز العمرة لغير الأقارب، وهل يجوز عمل عمرة لشخصين متوفيين.
خلال السطور المقبلة يستعرض “الفجر”، الإجابة على هذه الأسئلة السابقة فتعد العمرة من العبادات التى يقوم بها عدد من المسلمين نيابة عن الأموات والأحياء، طمعا في تكفير الذنوب والثواب العظيم، فقد قال الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ”.
◄ ما هي شروط العمرة للميت؟
يجب عن من يريد أن يؤدى العمرة للميت أن يكون قد أدى العمرة لنفسه أولًا، ولا فرق بين إن أداها لمرة واحدة قبل ذلك أو عدة مرات، وفي حال إذا لم يكن قد اعتمر من قبل فيجوز له أن يعتمر عن نفسه أولًا، ثمّ يؤدّي العمرة عن غيره في نفس الرحلة.
ويجوز لمن يؤدي العمرة عن الميت أن يأخذ من أولاد المتوفي مبلغًا من المال يكفيه لقضاء الحاجيات الأساسية أثناء السفر والعمرة، ولا يجوز له أخذ أكثر من ذلك عامدًا بها التجارة والربح.
◄ هل تجوز العمرة لغير الأقارب؟
قال الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز أداء مناسك العمرة عن الشخص المتوفى، سواء كان من الأقارب أم لا، ويجوز أيضًا أداؤها عن الأحياء ولكن بشرط.
وأضاف “عبد السميع” خلال فيديو عبر صفحة دار الإفتاء المصرية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنه إذا كان هناك أحد الأقرباء سواء أب أو أم أو عم أو من أهل الزوجة أو الزوج أو الأصدقاء وما زال على قيد الحياة، لكن المرض أنهكه، فلا يستطيع أداء مناسك العمرة بنفسه، فحينئذ يجوز أداء العمرة عنه.
◄ هل يجوز عمل عمرة لشخصين متوفيين؟
كما قال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من يريد أن يؤدى العمرة عن غيره فله أن يؤديها عن نفسه أولًا ثم بعد ذلك يؤديها عمن يشاء من الأحياء والأموات نفلًا ولا ينقص ذلك من أجره شيئًا.
وأضاف عبدالسميع، فى إجابته عن سؤال: هل أهب ثواب العمرة لأكثر من شخص؟، أنه يجوز لك أن تعتمر عن نفسك أولًا وتهدي ثوابها لمن تشاء من أقاربك مهما كان عددهم، فيصل لكل واحد منهم أجر عمرة كاملة ويبقى لك أجرك.
وأشار إلى أنه لا يجوز أن تنوي العمرة عن أكثر من واحد، فإهداء الثواب شيء، وأن تكون العمرة عن أكثر من واحد شيء آخرK ;lh قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز تكرارُ العُمرةِ أكثر مِن مَرةٍ مُطلَقًا، بل الإكثار منها مُستحبٌّ مُطلَقًا، وهو مذهب جماهير علماء المسلمين سلفًا وخلفًا، وهو قول الحنفية والشافعية، وقول جماعةٍ مِن المالكية.
وأضافت الإفتاء فى إجابتها عن سؤال: سافر إلى السعودية لأداء عُمرةٍ عن أبي ثم أمي ثم زوجتي، بالإحرام كُلَّ مَرَّةٍ مِن التنعيم فاختلفت الآراء بين الرفض وبين التأييد، برجاء الإفادة عمَّا يُتَّبَعُ لِتَكُونَ العُمرةُ مقبولةً؟».
وأوضحت الإفتاء أن تكرار العمرة والموالاة بينها جائزٌ شرعًا، وهذا ما عليه جمهور العلماء سلفًا وخلفًا، بل إن الإكثار منها مُستحبٌّ مُطلَقًا، لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا» متفقٌ عليه، ومعلومٌ أن الإكثار من مُكَفِّرَات الذُّنُوب مُطلوبٌ شرعًا مُطلَقًا، ولأن العُمرةَ عِبادةٌ غيرُ مؤقتةٍ فلا تَتَعَيَّن في السَّنة بوقتٍ ويجوز تكرارها.
ولفتت إلى أن الإحرام عند تكرار العمرة في السفرة الواحدة يكون بالخروج من الحرم إلى أدنى الحِلِّ أو إلى التنعيم والإحرام بالعمرة من هناك.
◄ ما هي مشروعية العمرة للميت؟
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز شرعا لأى شخص مسلم بالغ عاقل أدى العمرة عن نفسه أولا، أن يعتمر عن أى شخص متوفي يعرفه أو لا يعرفه فيقول لبيك اللهم بعمرة عن فلان أو فلانة.
وأضاف أن الله يعلم النوايا من الداخل ويعلم مقاصد النفوس وغاياته، وثواب العمرة يذهب للشخص المتوفي، وقبوله من عدمه بيد الله وكذلك أمر علمها بأن أهلها لهم يد في أداء العمرة يعلمه الله.