«المياه ركيزة الحضارات».. ننشر نص كلمة رئيس الوزراء خلال انطلاق جناح المياه بمؤتمر المناخ
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن المياه كانت منذ بداية الكون الركيزة الأساسية لتطور الحضارات، فمصر "هبة النيل" كما قال هيرودوت، موضحًا أن الضغط المتزايد على الموارد المائية المتاحة، أدى إلى وصول الجنس البشري إلى مرحلة حرجة، تواجه فيها العديد من الدول تحديات ضخمة لتوفير الاحتياجات المائية الأساسية.
انطلاق جناح المياه بمؤتمر المناخ COP27
جاء ذلك خلال كلمتة الدكتور مصطفى مدبولي خلال الإنطلاق الرسمى لجناح المياه بمؤتمر المناخ COP27، بتشريف الرئيس إمام علي رحمون رئيس جمهورية طاجيكستان، والدكتور مارك روت رئيس الوزراء الهولندي، وبحضور الدكتور هاني سويلم ىزير الموارد المائية والري.
الآثار السلبية للتغيرات المناخية
وأشار "مدبولي" - خلال كلمته - إلى أن تغير المناخ أدى بدوره إلى تفاقم التحديات الحالية، لا سيما في البلدان التي تعاني من ندرة المياه، بصورة أصبحت تؤثر بشكل سلبي خطير على السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، لافتا إلى أن تقرير حالة المناخ في إفريقيا لعام ٢٠٢١ أظهر حالة الإجهاد المائي، مقدرًا بأنها تؤثر على نحو ٢٥٠ مليون شخص في إفريقيا، كما توقع التقرير أن يؤدي ذلك إلى نزوح ما يصل إلى ٧٠٠ مليون شخص بحلول عام ٢٠٣٠، مضيفا أن التقرير اعتبر أنه من غير المرجح أن تكون أربعة من أصل خمسة بلدان أفريقية قد تمكنت من إدارة موارد المياه على نحو مستدام بحلول عام ٢٠٣٠.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته: "تُظهر الأزمة المتفاقمة التي تلوح في الأفق في منطقة القرن الأفريقي الجافة، كيف يمكن لتغير المناخ أن يؤدي إلى تفاقم ازمات المياه، بما يهدد حياة مئات الآلاف من الأفراد، ويزعزع استقرار المجتمعات والبلدان والمناطق بأكملها".
وأضاف: كان مصير مصر أن تكون في قلب هذه التحديات الثلاثة المتشابكة "المياه والأمن الغذائي وتغير المناخ"، حيث تعد ضمن أكثر دول العالم جفافًا، إذ تعتمد على نهر النيل في توفير مواردها المائية المتجددة، ويستفيد قطاع الزراعة بنحو ٨٠٪ من هذه الموارد، والذي يمثل مصدر الكسب الرئيسي لأكثر من ٦٠ مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان مصر.
دلتا نهر النيل تعدُ من أكثر المناطق المهددة عالميا والأكثر تأثرًا بتغير المناخ
ولفت رئيس الوزراء إلى أن دلتا نهر النيل تعدُ من أكثر المناطق المهددة عالميا والأكثر تأثرًا بتغير المناخ، الأمر الذي يفرض حتمية حماية المناطق الساحلية، للحفاظ على سلامة المواطنين والاستثمارات القائمة سواء كانت صناعية أو زراعية أو سياحية، وذلك بطريقة تدعم خطط التنمية المستقبلية.
وأشار الدكتور مدبولي خلال كلمته إلى أنه بالنظر إلى ما سبق، فإن نجاح مناقشات اليوم يعتمد على القدرة الجماعية على تقديم مبادرات جادة وفعالة وقابلة للتنفيذ، حيث أشار إلى أنه في إطار جهود الحكومة المصرية لمواجهة تغير المناخ وآثاره، فإن مصر ستطلق مبادرة "العمل من أجل التكيف مع المياه والصمود"، داعيًا جميع الأطراف لدعمها من خلال الاستثمار فيهاة، ووضعها موضع التنفيذ كنقطة انطلاق على المستوى الأفريقي.
واختتم رئيس الوزراء كلمته، قائلًا إنه لمن دواعي سروري في ضوء تواجد المشاركين في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بمراجعة منتصف المدة الشاملة لتنفيذ أهداف العقد الدولي للعمل، والمقرر عقده في مارس ٢٠٢٣، التأكيد على أن مصر، من خلال أسبوع القاهرة للمياه في نٌسخه ٢٠٢١ و٢٠٢٢، كانت على خارطة الطريق لمؤتمر الأمم المتحدة ٢٠٢٣، وقامت مصر في أسبوع القاهرة للمياه بتقديم دعوة للعمل الذي يستهدف التركيز على البلدان التي تعاني من ندرة المياه.