يعاني الائتلاف المنتهية ولايته من نتائج سيئة في الانتخابات حيث تفقد بعض أحزاب اليسار صوتها في الكنيست تماما
عودة نتنياهو.. تحذيرات من صعود اليمين المتطرف وفشل الأحزاب اليسارية (تقرير)
خرجت الأحزاب اليسارية والأحزاب المؤيدة للحقوق العربية في دولة الاحتلال وهي تجر خسائرها في أعقاب الانتخابات التي بدأت الثلاثاء الماضي وبينما انتهى فرز الأصوات أمس الخميس، كان "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء السابق وحلفاؤه من اليمين المتطرف قد فازوا بأغلبية.
وبينما توقعت استطلاعات الرأي فوزاً مقنعاً للمعسكر اليميني ليلة الثلاثاء، بسبب ارتفاع عدد مقاعد الصهاينة المتدينين في الكنيست، حاول جناح اليسار الصغير في أن يظل متفائلاً، ولكن مع زيادة تقدم كتلة نتنياهو تلاشي التفاؤل .
كما أشارت استطلاعات الرأي في الفترة التي سبقت الانتخابات إلى أن النتائج ستكون متقاربة مرة أخرى، ولكن على الرغم من فوز الليكود بزعامة "نتنياهو" بنسبة 49.95% من الأصوات بشكل عام، فإن المعسكر المناهض سيشغل 50 مقعدًا فقط في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا.
فيما عكف قادة ائتلاف حكومة التغيير بزعامة نفتالي بينيت ويائبر لابيد في تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم على أدائهم السيئ خلال فترة الدعاية الانتخابية.
الاقتتال الداخلي.. أبرز أسباب سقوط الحكومة السابقة
في الصيف الماضي، نجح ائتلاف واسع النطاق في تحقيق رغبتهم المتبادلة في طرد نتنياهو والذي يحاكم حاليا بتهم الفساد من منصبه، "حكومة التغيير" المكونة من أحزاب اليمين واليسار والوسط بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد، دخلت التاريخ لأنها ضمت حزبا عربيا مستقلا لأول مرة لكن التجربة الطموحة تعرقلت منذ البداية بسبب الاقتتال الداخلي.
وقالت "تامار هيرمان" زميلة أبحاث بارزة في كيان الاحتلال عبر تغريدة لها على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، إن الحكومة التي قادها بينيت أولاً، ثم بقيادة لابيد الوسطي في الآونة الأخيرة، أدت أيضاً إلى نفور الناخبين الذين سئموا من عدم الاستقرار السياسي.
وبعد خسارة أغلبيتها الضئيلة، انهارت حكومة "لابيد/بينيت" بعد ان أتمت عامها الأول، الأمر الذي أدى إلى إجراء الانتخابات الخامسة في أقل من أربع سنوات.
تفتيت أصوات عرب 48 رفع من أسهم المتطرفين
يعد رفض الأحزاب الصغيرة الاندماج على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر أنها كانت في خطر فقدان كتلتها الانتخابية، والانقسام في اللحظة الأخيرة في القائمة العربية المشتركة، ليسا سوى سببين من الأسباب وراء عدم ترجمة الأصوات خلال الانتخابات، حيث يري المحللين أن بناء الائتلافات أمر ضروري للحكم وكان من الممكن أن تسفر استراتيجية أكثر اتحادا، أو حتى تحولات طفيفة في إقبال الناخبين.
وعلق "عيساوي فريج" ثاني وزير مسلم في دولة الاحتلال، عبر تغريدة له على تويتر على نتائج الانتخابات، محذرًا من وصول الأحزاب اليمينية المتطرفة إلي الأغلبية وتشكيل حكومة عنصرية، قائلاُ:"لم يعد هذا منحدرًا زلقًا. هذه هي الهاوية نفسها."
معاناة التيارات السياسية في دولة الاحتلال
لقد عانى الجناح اليساري الإسرائيلي أكثر من غيره على حساب فوز نتنياهو، فيما يعاني حزب "ميريتس" وهو حزب ديمقراطي اجتماعي صغير كان جزءًا من الحكومة الأخيرة، فشل للتو في تجاوز العتبة الانتخابية البالغة 3.25%، مما يعني أن صوته سيكون خارج الكنيست القادمة، كما خسر حزب التجمع الذي يدافع عن حقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل مقعده الوحيد.
أما القائمة الأخرى المؤيدة للعرب وهي جبهة التغيير، فستحصل على خمسة مقاعد، بعد أن كانت ستة، وسيخسر حزب العمل الذي كان قويا ذات يوم ثلاثة مقاعد ليحتل أربعة مقاعد.
وكان التيار السياسي السائد يعتمد على أصوات عرب 48 الذين يشكلون 20% من السكان، باعتبارها العائق الرئيسي ضد فوز نتنياهو، لكن العديد من أصواتهم ضاعت بسبب الانقسام.