رفع أسعار الكهرباء في لبنان
رفعت شركة كهرباء لبنان الحكومية أسعار الكهرباء لأول مرة منذ التسعينيات، ما يضاعف الأزمات المعيشية التي يغرق فيها الشعب اللبناني.
ويمثل إصلاح قطاع الكهرباء في لبنان مطلبا رئيسيا للدول المانحة التي تعهدت بمساعدة لبنان في الخروج من أزمته المالية إذا قام بإصلاحات.
قال متحدث باسم شركة كهرباء لبنان الحكومية إن الشركة رفعت اليوم الثلاثاء سعر الكهرباء، مضيفا "سيتم تسعير الكهرباء الآن بعشرة سنتات أمريكية لكل كيلو وات/ساعة لأول 100 كيلو وات مستهلكة، و27 سنتا لكل كيلووات للاستهلاك فوق ذلك".
ومن المقرر أن يتم احتساب تكاليف الكهرباء بالليرة اللبنانية بسعر صرف منصة صيرفة التابعة لمصرف لبنان المركزي، والذي بلغ نحو 30 ألف ليرة للدولار اليوم الثلاثاء.
كان السعر بالليرة اللبنانية في السابق يعادل سنتا واحدا تقريبا لكل كيلو وات/ساعة.
يشهد لبنان انقطاعات متكررة في الكهرباء منذ التسعينيات، وتسببت التحويلات النقدية للمؤسسة لتغطية الخسائر الحادة في زيادة الدين العام للبلاد بعشرات المليارات من الدولارات.
وعانى لبنان خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية من أزمة اقتصادية حادة، تفاقمت وسط نقص الوقود.
ويقول محللون إن انتشار الفساد وسوء الإدارة هما من الأسباب الجذرية لمشكلات قطاع الكهرباء، وهي أمور لم تتم معالجتها إلى حد كبير.
ويعتمد الكثير من اللبنانيين بالفعل على مولدات الكهرباء الخاصة التي تعمل بالديزل. ومع ذلك، فقد أصبح تشغيلها مكلفًا بشكل متزايد وسط نقص الوقود، كما أنها لا يمكن أن تعوض انقطاع إمدادات الكهرباء على مستوى البلاد.
ويقول مسؤولون حكوميون إن رفع سعر الكهرباء سيسمح للدولة بشراء المزيد من الوقود لتشغيل محطات الطاقة، وبالتالي زيادة ساعات التغذية من ساعة أو ساعتين في اليوم لما يصل إلى عشر ساعات.
ودفعت الأزمة المالية اللبنانية المستمرة منذ ثلاث سنوات ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية بما يزيد على 11 مثلا، مع الصعود الأحدث للأسعار في المتاجر الكبرى خلال الأيام الماضية.
وفقدت الليرة أكثر من 95 بالمئة من قيمتها منذ عام 2019 عندما قُدرت عند 1500 قبل بدء الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وفي 24 أكتوبر الجاري قال نائب رئيس الوزراء اللبناني سعادة الشامي إن خطة الحكومة لإنعاش الاقتصاد الذي سحقته أزمة مالية مستمرة منذ ثلاث سنوات لن تكون قادرة على إعادة أموال جميع المودعين بالكامل.
وإلى جانب الانهيار المالي، تلوح في أفق لبنان أيضا أزمة سياسية، ومع دخول لبنان في "فراغ رئاسي" بعد انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية، تصاعدت الدعوات الدولية لانتخاب رئيس جديد؛ لتجاوز المرحلة الصعبة الحالية.
ودخل لبنان الثلاثاء، رسميا مرحلة "الفراغ الرئاسي" مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون عند منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، بعد فشل البرلمان خلال 4 جلسات في انتخاب رئيس جديد للبلاد يحصد الأكثرية المطلوبة.
ويأمل الكثير من اللبنانيين أن تدعم عمليات التنقيب عن الغاز خزينة بلادهم.
وصف وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، نجاح لبنان في توقيع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بأنه "فارقة تاريخية" لبلاده وللمنطقة بأكملها.