السعودية.. كل ما تريد معرفته عن بئر زمزم
يعتبر بئر زمزم من العناصر المهمة داخل المسجد الحرام، وهو أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة.
ويختلف بئر زمزم عن باقي الآبار المعروفة، فالبئر في العادة يكون عبارة عن مخزن تحت مستوى سطح الأرض، تخزن فيه كمية من المياه الجوفية، وعند الحفر فوق البئر، يتم الوصول إلى هذا الماء، ليبدأ الإنسان في استخدامه، وبعد فترة من الاستخدام المستمر، يجف البئر.
حفرة تحت الأرض
ولكن بئر زمزم، فهو عبارة عن حفرة تحت الأرض، وتتقاطع هذه الحفرة مع عدة تصدعات موجودة في طبقات الأرض، وعندما تهطل الأمطار على سطح الأرض، تقوم الأرض بامتصاص هذه المياه، لتتسرب في شقوق وتصدعات الأرض، لتصل إلى بئر زمزم، أي أن قاع بئر زمزم لا يحتوي على مخزون من المياه، إنما هو حفرة تحت الأرض، تصب فيه المياه في حال هطول الأمطار، وهو لا ينضب، لأنه لو سحبت منه المياه، فإنه بمجرد هطول المطر مرة أخرى، فإن المياه تعيد تعبئة الحفرة من جديد، مما يجعل البئر مميزًا وقادرًا على إنتاج المياه لآلاف السنين.
في العام 1978م، الموافق لسنة 1399هـ، بدأ العمل على توسعة الحرم المكي، وخلال عمليات الحفر في منطقة المطاف وحول بئر زمزم، تفجّرت من بعض المناطق كميات من المياه الجوفية، وهو أمر أخاف القائمين على المشروع لأن الأمر لم يكن في الحسبان خلال التخطيط لعملية التوسعة.
ولحل المشكلة، تم جلب المضخات لتقوم على شفط المياه بسرعة لتبعدها عن البئر. وفي ذلك الوقت، لم يكن أحد يعرف من أي فتحة تصدع ومن أي اتجاه تأتي مياه زمزم بالتحديد، وتم إرسال الغواصين إلى البئر ليتفحصوه من الداخل.
استنتج الغواصون أن عمق البئر حينئذ كان نحو 19.5 م، وللأسف كان قاع البئر مليء بالنفايات المعدنية التي عملت على تعطيل البوصلة التي حاول استخدامها الغواصين داخل البئر لتحديد مكان الشقوق التي تعتبر مصادر المياه.
عملية تنظيف البئر صعبة، لأن البئر عميق وضيقة جدًا، فعرضه لا يزيد على المتر ونصف تقريبًا، إلا أنه مهم جدًا لأن النفايات فيه، تؤثر على جودة ونوعية المياه فيه، وكان الغواصون يعتقدون أن عمق البئر هو 19.5 م فقط، ولكن بعد تنظيف قاعه، اكتشفوا أن المسافة الأولى كانت مسافة ابتدائية، وأن عمق البئر الحقيقي يصل إلى 30.5 م، أي أن ثلث بئر زمزم كان مسدودًا بالمخلفات.