عدد خاص من "الكتاب الذهبي" يناقش التغيرات المناخية والتجربة المصرية
صدر اليوم العدد الجديد من "الكتاب الذهبي"، أحد أعرق إصدارات مؤسسة روزاليوسف، تحت عنوان: "الطريق إلى "COP27".. التغيرات المناخية والتجربة المصرية"، وذلك بمناسبة استضافة مصر قمة الأطراف للتغير المناخي، نيابة عن قارة إفريقيا بمدينة شرم الشيخ، بداية من السادس من نوفمبر.
وتستهل صفحات الكتاب بالكلمة الترحيبية للرئيس عبدالفتاح السيسي على الموقع الرسمي لـCOP27، فيما يقدم العدد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لـCOP27، حيث يتكون الكتاب من خمسة فصول.
وجاءت مقدمة الدكتور محيي الدين، تحت عنوان: "قمة إنفاذ التعهدات والحلول المبتكرة للتحديات"، مؤكدًا أن تلك القمة التي يتطلع لها العالم، بمدينة السلام شرم الشيخ، تأتي في ظروف عالمية وتحديات كبرى، وفي أعقاب قمم سبقتها بتعهدات واتفاقات دولية، متطرقًا لأهم هذه القمم، خاصة اتفاق باريس الذي يقوم بتحديد أولويات العمل المناخي، خاصة ملفات التصدي للخسائر والأضرار الناجمة عن تغيرات المناخ وتدبير التمويل اللازم للمجالات الخاصة بالعمل المناخي على مستوى الدول المختلفة.
وأشار محيي الدين، إلى أنه كلما تأخرنا في التعامل مع العمل المناخي وأولوياته في مجال التخفيف، نضطر للإنفاق بشكل أكبر على جهود التكيف، وإذا فشلنا في الأمرين نجد أن هناك أضرارًا وخسائر طائلة نلمسها اليوم في عدة بقاع حول الأرض، منها الفيضانات التي اجتاحت باكستان فأغرقت ثلث الأرض المعمورة بها.
وشدد محيي الدين على أن العالم ينظر إلى القمة، التي تُعقد في مصر على أنها قمة إنفاذ التعهدات ويُنتظر أن تقدم فيها الحلول مشفوعة بالتمويل والتعاون الفني، وبالقدرات اللازمة للتعامل مع المطالب الخاصة للعمل المناخي.
وحدد الدكتور محيي الدين خمس أولويات، تناولها في مقدمته تفصيلًا؛ لتحقيق نجاحات عالمية حقيقية في قضيتي التخفيف والتكيف.
حرر الفصل الأول، تحت عنوان "فيزياء التغيرات المناخية.. كيف ظهرت المشكلة"، الدكتور هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشامبان الأمريكية.
وأشار الدكتور العسكري إلى أن التغيرات المناخية ظاهرة عالمية تنعكس آثارها السلبية على جميع مناحي حياة البشر، فلا خلاف بين العلماء والساسة والمهتمين من شعوب العالم على أنها قضية العصر، التي يزداد الاهتمام العالمي بها مع تنامي آثارها على مناحي الحياة وأثرها المباشر على جودة حياة الإنسان.
وأكد العسكري أن الحاضر المُعاش يشهد الأثر الملموس لتغير المناخ بشكل مباشر، فالشعوب اليوم تلمس وتكتوي اقتصاديًا ومعيشيًا وبيئيًا بنيران الاحترار الذي أصاب الكوكب.
ويشرح العسكري في الكتاب فيزياء المناخ وطبقات كوكب الأرض، وماذا يحدث علميًا في رحلة أشعة الشمس، ما يسقط منها على الكوكب للتدفئة وما يختزن حبيس الغلاف الجوي، محدثًا احترار الكوكب، ومفهوم الغازات الدفيئة ومصادرها ودورها فيما يعانيه كوكب الأرض، والمراحل المقبلة التي تُشكل خطورة، وأثر معدلات احترار الكوكب على المحيطات والمدن الساحلية والتربة الزراعية وجميع مجالات الحياة.
فيما يتناول السفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية المصرية، نشأة مؤتمر الأطراف في الفصل الثاني، الذي حمل عنوان: "COP كآلية دولية للمواجهة"، مؤكدًا أن الحديث عن التغيرات المناخية، لم يُعد شيئًا من الرفاهية، بل مواجهة حقيقية لتعزيزات تواجه واقع ومستقبل البشرية.
وأضاف السفير محمد نصر، من هنا يلتقي زعماء العالم سنويًا في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، مشيرًا إلى أن هذه القمة بالغة الأهمية التي يُشارك بها من 15 إلى 30 ألفًا مما يقارب 120 دولة، بينهم نحو 200 من رؤساء الدول وحكومات حول العالم.
وتناول السفير محمد نصر نشأة مؤتمرات الدول الأطراف، منذ بداية حديث العالم في ستوكهولم عام 1972، عن قضايا البيئة بشكل عام، ومرورًا بـ "كوب" ومكوناته واتفاقية كوبنهاجن، وما فعلته الدول الأطراف في اتفاقية باريس ومستهدفات المساهمات الوطنية للدول، وصولًا إلى مفاوضات الدول الأطراف في COP27، منذ إعلان الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية اختيار مصر لرئاسة القمة ممثلة عن إفريقيا.
ويتناول السفير محمد نصر، التكتلات الدولية في المفاوضات ومستهدفات القمة ورؤية مصر الطموحة، التي تشمل أربعة أهداف رئيسية، تجمع ما تطمح إليه من نتائج من انعقاد المؤتمر على المستوى المحلي والإفريقي والعالمي.
ويتناول الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق، في الفصل الثالث الذي حمل عنوان: "الآثار الاقتصادية للتغيرات المناخية بين مسؤولية العالم المتقدم واحتياجات العالم النامي"، الآثار والتحديات الاقتصادية لقضية تغير المناخ.
وقال فهمي إنه لا خلاف على أن المشكلات التي يواجهها العالم نتيجة التغيرات المناخية، ما هي إلا مرآة عاكسة لحال الاقتصاد العالمي، وتوزيع الثروات والقوى.
ويناقش الدكتور عطية الطنطاوي، أستاذ الجغرافيا المناخية، القائم بأعمال عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا في الفصل الرابع الذي حمل عنوان: "إفريقيا البريئة تدفع ثمنًا باهظًا لما اقترفته الدول الصناعية"، آثار التغيرات المناخية على الحياة في القارة الإفريقية، في قطاعات الزراعة وموارد المياه والبيئة والغذاء والأمن والاستقرار.
ورصد الدكتور الطنطاوي بالإحصائيات الآثار السلبية للتغيرات المناخية في إفريقيا، الأقل انبعاث للملوثات، والأكثر تضررًا من التغيرات، داعيًا لتحمل العالم المتقدم مسؤولية دعم التنمية وجهود التكيف في القارة العذراء.
وقال أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف والكتاب الذهبي"، إن هذا العمل يستهدف المساهمة في بناء حصون الوعي بقضية التغيرات المناخية، وهي من القضايا بالغة الأهمية في تشكيل مستقبل البشرية وسياساته التنموية.
ولفت عبدالمجيد إلى أهمية استضافة مصر لمؤتمر الأطراف COP27، في توقيت بالغ الأهمية مع تنامي آثار التغيرات، ومن ثم تسعى مصر لنقل التوافقات العالمية إلى قرارات تنفيذية بجداول زمنية، تُحقق دعمًا فعليًا للدول النامية لتعزيز قدراتها على التكيف وفي القلب منها القارة الإفريقية.
وشدد عبدالمجيد، على أن الفصل الخامس من الكتاب "التغيرات المناخية والتجربة المصرية"، يعرض بالأرقام والتحليل الجهود المصرية في الإيفاء بمساهماتها الوطنية في مواجهة التغيرات المناخية، عبر ربط استراتيجية التنمية 2030، وكل المشروعات القومية باستراتيجية وطنية لتغير المناخ 2050.
ويتناول الفصل استراتيجية مصر لتغير المناخ ومستهدفاتها، وأثر شرايين التنمية، المتمثلة في الشبكة الوطنية للطرق على خفض الانبعاثات والتكيف، معززة بالإحصائيات والأرقام، وكذلك وسائل النقل النظيفة كالقطار الكهربائي، وإنجازات مصر في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بالأرقام، والآثار المناخية لذلك.
وأضاف عبدالمجيد، يناقش المحور الرابع من الفصل الخامس المدن الذكية وأثرها في تعزيز أهداف خفض الانبعاثات وتعظيم قدرات التكيف.
ويحوي العدد الخاص من الكتاب الذهبي كلمات افتتاحية للمهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وهبة صادق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف.
العدد بمكتبة "روزاليوسف" وعدد من المكتبات بداية من اليوم الإثنين.