قلب العروبة النابض يتألم في صمت.. لماذا لم تحضر سوريا القمة العربية
في ظل التحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة العربية، وعلى رأسها ـ قلب العروبة الجريح، ولكنه لا زال نابضا ـ سوريا، الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة، والتي أطلق عليها لقب قلب العروبة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، لا زالت تتألم وتدفع فاتورة الإرهاب باهظة، حد أنه لم تعرف أي دولة على مر التاريخ تدفع فاتورة مبادئها، وكرامتها، كما دفعت سوريا الجريحة.
ففي ظل الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري، وبداية مكاسب جديدة للنظام العربي السوري بقيادة الدكتور بشار الأسد، وبدء السيطرة على معظم التراب السوري، إذ انحصر الإرهاب والاحتلال الصهيوني على حد سواء في أماكن قليلة مترامية الأطراف على الحدود، حتى يسهل تمويل الإرهاب من الخارج، سواء من العدو الصهيوني وغيره، ظهرت أزمة القمة العربية بالجزائر.
القمة العربية بالجزائر
اتجهت الأنظار العربية، نحو العاصمة الجزائر، ولكن ظل السؤال يتردد، هل سيحضر الرئيس بشار الأسد القمة، وقد كانت جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا بها، منذ بداية الأزمة السورية، وتعالي الأصوات المؤيدة للإرهاب في حينها، وذلك كان بعد مؤتمر جماعة الإخوان المسلمين ـ الإرهابية وفقا لحكم قضائي مصري ـ بقيادة رئيسها محمد مرسي، ومرشدها محمد بديع بعد إعلانهم الحرب على سوريا في مؤتمر ضخم، بستاد القاهرة.
الجزائر تقدم دعوة رسمية.
ومع أن الحضور للقمة العربية كان فرصة كبرى للنظام السوري، ولكن وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، أعلن عدم مشاركة قلب العروبة النابض، في القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر؛ يومي 1 و2 نونبر المقبل.
وقالت وزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائرية إن “الوزير رمطان لعمامرة أجرى، اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري فيصل المقداد، في سياق استكمال المشاورات التي تقوم بها الجزائر مع الدول العربية لجمع كافة شروط نجاح القمة العربية، التي ستنعقد بالجزائر".
أضافت الوزارة أن “علاقة الجمهورية العربية السورية بجامعة الدول العربية كانت من جملة المسائل التي تمت مناقشتها بهذه المناسبة”، مبرزة أن “المقداد أكد أن بلاده تفضل عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بجامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر”.
وأوضح المصدر الجزائري نفسه أن “المقداد أشار إلى أن الموقف السوري يأتي حرصا منها على المساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة؛ على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
كما لفت الانتباه، من جهة أخرى، إلى أن “الجزائر وسوريا أعربتا عن تطلعهما لأن تكلل القمة العربية بمخرجات بناءة من شأنها أن تسهم في تنقية الأجواء، وتعزيز العلاقات العربية، للدفع قدما بالعمل العربي المشترك”.