الانبا نيقولا يروي ذكرياته الشخصية بمناسبة مرور 20 عاما على سيامته اسقفا
أدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي،تحت شعار: "مسيرتي الكهنوتية"، وقال ان هذا التصريح جاء بمناسبة مرور عشرون عامًا على رسامته الأسقفية.
وروى الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، ذكرياته في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: تمت رسامتى شماسًا على يد مثلث الرحمات المتروبوليت بولس ميناس (مطران طنطا وتوابعها) في كنيسة رؤساء الملائكة بالظاهر عام 1980م. ثم ذهبت للدراسة في معهد القديس يوحنا الدمشقي- البلمند- في لبنان. وفي عام 1983م تمت رسامتي كاهنًا في كنيسة دخول السيد إلى الهيكل في طنطا أيضًا على يد المتروبوليت بولس.
في عام 1988م عُينت كاهنًا في كنيسة القديس نيقولاوس بمصر الجديدة. وكانت الكنيسة مغلقة ومهجورة، ومهملة داخليًا وخارجيًا، ودون رعية. خلال فترة وعن طريق اتصالاتي الشخصية وبالتعاون مع مجلس رعية الكنيسة أصبح للكنسية رعيتها الخاصة.
وكانت الكنيسة القديس نيقولاوس أول كنيسة في مصر تنظم إقامة القداس الإلهي في يوم الجمعة إلى جانب قداس يوم الأحد. وكذلك مشاركة الشعب في القداس الإلهي، وأصبح المصلين يرددون قانون الايمان والصلاة الربانية. كما أصبحت العظة في القداس الإلهي جزء أساسي فيه.
كما كانت أول كنيسة تُنظم للشباب والشبات دراسات منتظمة في دراسة كتاب مقدس وتاريخ كنيسة والعقيدة، وذلك بالاستعانة بمذكرات البلمند، وكان اللقاء يتم مرة في الإسبوع. وكذلك أول كنيسة تقيم معارض للكتب المسيحية، لتشجيع أبناء رعية الكنيسة وغيرهم من أبناء الكنائس الأخرى على القراءة. وأيضًا أول كنيسة تنظم رحلة جماعية إلى دير سانت كاترين. كما تم إعداد دورات لتعلم الترتيل الكنائسية، وأصبح هؤلاء الشباب اليوم من أنجح المرتلين في الكنائس صوتًا وأداءً.
نتيجة لكل ما سبق ذكره وازدياد الشعب المصلي في الكنيسة، بالتعاون مع مجلس وكلاء الكنيسة تم توسيع طول الكنيسة ستة أمتار من الناحية الغربية وأربعة أمتار من الناحية الشرقية، وأصبح طول الكنيسة عشرون مترًا بعد أن كان عشرة أمتار. كما تم تركيب أجهزة تكييف الهواء بدلًا من المراوح الكهربائية. وتزويد الكنيسة بكرسي أسقفي وشمعدانان نحاس أمام الأيقونستاس، وذلك بمشارك شعب الكنيسة المؤمن بتبرعاته في هذا العمل.
خلال عضويتي في برنامج Sharing Resource التابع لمجلس الكنائس العالمي، في عام 1992م ضرب مصر زلزال أدى إلى تهدُم مدرسة القديس جرجس التابعة لجمعية مار جرجس الخيرية للروم الأرثوذكس الناطقين بالعربية، ولم تكن الجمعية لديها المال الكافي لإعادة بنائها. تقدمت بمشروع إعادة بناء المدرسة للبرنامج وحصلت على مبلغ من المال، وكذلك من بعض الكنائس الغربية التي كان يحضر ممثلون عنها كمراقبين في البرنامج. وأيضًا باتصالاتي ببعض الكنائس في مصر حصلت على تبرعات عينية لتأسيس فصول المدرسة.
كذلك عملت على طباعة معظم كتب الخدم الطقسية والصلوات في كتيبات يسهل حملها، بتبرعات الشعب المؤمن، التي تم إعادة طباعتها مرات أخرى. وهي لاتزال يستخدم المصلون في الكنائس بمصر حتى اليوم.
في عام 2001م على يد مثلث الرحمات البابا بتروس السابع في كاتدرائية القديس نيقولاوس بالمقر البطريركي في القاهرة، تم رسامتي متروبوليتًا على إبراشية إرموبوليس (طنطا) وتوابعها، ووكيلًا بطريركيًا للشؤون العربية.
بعد رسامتي مطرانًا على إبراشية طنطا، بالتعاون مع مجلس وكلاء كنيسة القديس جيورجيوس في طنطا تم جمع تبرعات من كنائسنا ومؤمنيها في مصر لإتمام الترميم الذي تحتاجه الكنيسة من الداخل ومن الخارج، بسبب طول الفترة الزمنية على بنائها، مع الحفاظ على شكلها الأثري. كما تم تجديد الأيقونستاس وتزويده بأيقونات جديدة من اليونان بدلًا من الأيقونات المستهلكة، وكذلك رسم أيقونات جدارية حديثة لم تكن في الكنيسة من قَبل، وتم بناء مدخل جديد للكنيسة يتماشى مع طقس الفن البيزانطي في بناء الكنائس، وكذلك تركيب أجهزة تكييف الهواء بدلًا من المراوح الكهربائية للكنيسة. وأيضًا تم ترميم قاعة الكنيسة وتجديد أثاثها، وبناء مكتب للكنيسة، وإعادة بناء دورات المياه. بعد الانتهاء من كل هذه الأعمال قام بافتتاح الكنيسة وتدشينها صاحب الغبطة البابا يثوذوروس الثانى في عام 2009م.
وفي عام 2012م تم ترميم كنيسة القديس نيقولاوس فى القائمة في مدافن الطائفة العربية بطنطا وتزويدها بالأيقونات من اليونان، بالإضافة إلى تجديد المدافن القديمة والمنطقة المحيطة بها داخل حرم السور الذي تم إعادة بنائه أيضًا. وتم بناء مدافن أخرى جديدة من أجل احتياجات أبناء الكنيسة.
في عام 2014م تكرم صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني بمنحي لقب "TAXIARKHIN"، وأعطاني نجمة وقلادة القديس مرقص الرسول مؤسس بطريركية الإسكندرية وأول أسقف عليها.
أما كنيسة دخول السيد إلى الهيكل التابعة للجمعية اليونانية بالقاهرة، حيث مقر المطرانية، فقد تم الاتفاق مع الجمعية على ترميم الكنيسة التي انشقت طوليًا من قُبتها إلى أسفل، بسبب قدمها ورخوية الأرض المقامة عليها. بعد الانتهاء من الأعمال الأساسية للترميم وقبل البدء في التشطيبات، توقف العمل بسبب خلاف مالي بين المهندس القائم بالأعمال وبين الجمعية.
كما أنه خلال أسقفيتي نشرت عدة كتب منها: خمسة كتب عن أسرار الكنيسة السبعة، وقداس القديس مرقص الرسول، وتفسير سفر الرؤيا، وكتاب عن علاقة الدولة المملوكية (الإسلامية) بدير القديسة كاترينا في سيناء (وكان هذا الكتاب أطروحة تخرجي في دير البلمند) وغيرهم من الكتب.
أخيرًا أتطلع أن تشجيع الأسر أبنائهم على الانخراط في السلك الكهنوتي وعدم الاعتراض. وأن مَن يتقدمون للكهنوت عليهم أن يدرسوا في كليات اللاهوت سواء في أنطاكيا أو اليونان أو روسيا وليس عبر الانترنت. لأنه بعد خبرتي في الدراسة بالبلمند، فإن الكهنوت يُكتسب في الحياة المعاشة وليس بالفكر نظري.
كما أرى أن على أعضاء مجالس رعايا الكنائس أن يكون لديهم فكر كنسي في إدارة الكنيسة، لأن الكنيسة ليست مؤسسة بشرية.