من هم الإخوة الشهداء الذين يحتفل بهم كاثوليك مصر؟
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديسان زينوبيو وزنوبيا - الإخوة الشهداء.
وفقا لدراسة طرحها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد هذان القديسان الشقيقان في القرن الثالث الميلادي في مقاطعة كيليكي، في بلدة اسمها ايجه. وقد كان والداهما تقيين ربياهما على الإيمان ومحبة الله، وكانا من أصحاب الثروات الطائلة.
فلما توفي أبواهما وزعا ميراثهما على الفقراء. ولما كان زينوبيو قد تلقن مهنة الطب فقد اخذ يعالج المرض مجانًا. وإذ كان رجل الله فقد كانت كلمة الله لديه الدواء المميز الشافي لكل مرض وعلة، حتى منّ عليه السيد بموهبة الشفاء بمجرد لمس المريض والدعاء له باسم الرب. وإن كثيرين برئو، بواسطته، من أمراضهم المستعصية. كل ذلك جعل صيت زينوبيو ينتشر في تلك الأنحاء عطرًا مما حمل القوم على اختياره أسقفًا عليهم فساسهم بالرأفة والدراية. وكانت أخته زينوبيا خير معين له على إتمام خدمته، لا سيما في مجال العناية بالأرامل والأيتام والعذارى.
وإذ كان زينوبيو وزينوبيا في أوج عطائهم، عين الإمبراطور ذيوكلسيانوس على مقاطعة كيليكيا حاكمًا فظًا غليظًا محاربًا للمسيحيين اسمه ليسياس. هذ، ما كاد يصل إلى قلب المقاطعة حتى أخذ يتقصى أخبار المسيحيين وتحركاتهم وأبرز من فيهم. فأخبر عن الطبيب الشافي زينوبيو وما كان له من أثر بين المسيحيين. فبعث بكوكبة من جنده وقبض عليه.
مثل زينوبيو أمام الوالي الجديد فظن هذا الأخير أنه بالحنكة والدهاء يمكنه أن يستميل الأسقف إليه، وبه يظفر بالرعية كلها. فحاول إقناعه بالحسنى وبالكفر بالمسيح والعودة إلى آلهة الآباء والأجداد فوجد في زينوبيو حاجزًا فولاذيًا غير قابل للاختراق. فهدده وتوعده فلم يكن أوفر حظًا. إذ ذاك لجأ إلى العنف، فأسلم الأسقف إلى الجلادين متوخيًا زرع الرعب في نفوس المسيحيين فيتخلوا عن إيمانهم.
سيق زينوبيو إلى ساحة التعذيب، وبدأ الجلادون ينكلون به، وهو ثابت، صامد لا يتزعزع.
وبلغ أخته خبر ما كان يحدث له فأسرعت إلى الساحة، وأخذت تقرّع الحاكم على وحشيته معترفة أنها هي أيضًا مسيحية ولا تبالي بكل تدابيره. فأسرع إليها الجند وألقوا القبض عليها وضموها إلى أخيها شريكة له في العذاب.
وتفنن الظالمون في أصناف تعذيباتهم إلى أن عيل صبرهم، فساقوا الأخوين زينوبيو وزينوبيا خارج المدينة وقطعوا هامتيهم، ففازا بإكليل الاستشهاد في 30 أكتوبر.