كل ما تريد معرفته عن دير أبوحنس في المنيا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


نشر الباحث ماجد كامل عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، دراسة عن القديس العظيم الأنبا يؤانس أو يحنس) القصير وديره الأثري بأنصنا المعروف بدير أبو حنس.
وقال في دراسته تحتفل الكنيسة القبطية يوم 20 بابة من الشهر القبطي الموافق 30 أكتوبر من الشهر الميلادي بتذكار نياحة القديس يوحنا القصير، وهو واحد من كبار آباء الرهبنة العظام في القرن الخامس الميلادي (تنيح في 409م).
أما عن يوحنا القصير نفسه، ولد في عام 339 ببلدة طيبة (الأقصر حاليا) من عائلىة  فقيرة وشعر يوحنا بالدعوة الرهبانية في سن مبكرة في نحو الثامنة عشر من العمر، فتوجه إلي القديس الأنبا بموا طالبا الرهبنة؛ فلما رأي الأنبا بموا حداثة سنه طلب منه التريث قليلا لعله لا يحتمل الجهاد فرد عليه يوحنا أنه مستعد لطاعة معلمه في كل ما يطلبه منه، وصلى الأنبا بموا وصام لمدة ثلاثة أيام، وبعد هذه الأيام الثلاثة ظهر له ملاك الرب في حلم وقال له: "نعم ما فعلت بقبولك الشاب يؤانس تلميذا لأنه سيكون أبا لجماعة كبيرة وسيخلص كثيرون بسببه". ففرح الأنبا بموا بهذه الرؤيا وبالفعل ألبسه ثياب الرهبنة في عام 357 م تقريبا.
اشتهر بحياة الطاعة الشديدة حتى أنه صار مضرب الأمثال في الطاعة، وبعد نياحة الأنبا بموا، عاش الأنبا  يؤانس مع الأنبا بيشوي، وفي تلك الفترة قام البابا ثاؤفيلس (385- 412 م) بطريرك الكنيسة القبطية رقم 23 بزيارة المنطقة، وسيم يؤانس القصير قسا، وعندما وضع اليد عليه، سمع جميع الحاضرون صوتا من السماء يقول "أكسيوس أكسيوس أكسيوس أي مستحقا مستحقا مستحقا". ولما هجم البربر علي الدير نحو عام 407 م ؛ ترك الأنبا يؤانس الدير  وهرب إلي برية القلزم، وسكن في مغارة هناك.
ويؤكد القمص ميصائيل بحر ( 1901- 1983 )  كاهن دير أبو حنس بملوي في كتابه البالغ الأهمية " تاريخ القديس الأنبا يرحنس القصير ومنطقة أنصنا ( انتيونيه )  أن القديس يؤانس القصير زار منطقة الدير، وأسس فيها هذا الدير، ومكث به فترة بعد نياحة القديس الأنبا بيشوي في 8 أبيب حيث قام بكتابة سيرة القديس بنفسه. وبنى هناك سورا حول الدير بنفس مساحة ديره ببرية شيهيت وهي 3 أفدنة و419 قيراطا و6 أسهم، وفي داخل السور بني كنيسة وإلى الغرب منها حفر الآباء ساقية لإخراج الماء.
وتنيح القديس يؤانس القصير في 20 بابة 409 م تقريبا، ودفن جسده في دير القلزم،  ثم نقل بعدها إلي برية شيهيت في يوم 29 مسري، وكان ذلك نحو عا م 520 للشهداء الموافق 804 م، في عهد البابا يؤانس الرابع (777- 799 م) بابا الكنيسة القبطية رقم (48) بنقل الجسد إلى ديره الأثري ببرية شيهيت، وبعد خراب الدير تم نقل الجسد  الطاهر  إلى دير القديس العظيم مكاريوس الكبير، ومازل مدفونا هناك مع أجساد الثلاثة مقارات القديسين.