كل شىء عن تاريخ بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوكس وألقاب بطريركها

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر، نشرة تعريفية عبر صفحته الرسمية عن بطريركية الإسكندرية للروم الأرثوكس وألقاب البطريرك، قال خلالها إن بطريركية الإسكندرية مبشرها هو الرسول مرقص الإنجيلي الرسول. بطريركها الحالي هو البابا ثيودوروس الثاني. مقرها مدينة الإسكندرية (مصر). وهي البطريركية الثانية بعد البطريركية القسطنطينية المسكونية في الترتيب الكنسي بين البطريركيات الأرثوذكسية في العالم.
تتبع لها: كل بلاد إفريقيا. يبلغ عدد رعاياها حاليًا نحو المليون والنصف أرثوذكسي موزعين في كل إفريقيا. وهي في حالة انتشار واسعة في إفريقيا كما ستري انتشارًا أوسع في المستقبل.
يحمل بطريرك الإسكندرية ألقاب أخرى إلى جانب لقب "بابا".
اللقب الأول "أسقف":
في القرن الثالث أضحت كنيسة الإسكندرية أُمًا لكل كنائس مصر وشمال إفريقيا بـ "أسقفها". وقد حافظ القانون السادس للمجمع المسكوني الأول (325م) على حدودها بتحديد مناطق كل كنيسة، بذكره: «لتحفظ العادات القديمة في مصـر ولـيبية والـمدن الخمسة في أن "لأسقف" الإسكندرية الرئاسة عليها كلها. على مثال ما هي العادة من جهة أسقف روما أيضًا. هكذا في أنطاكية والإبراشيات الأخرى لتبق لكل كنيسة امتيازاتها».
اللقب الثاني "بابا":
منذ منتصف القرن الثالث الميلادي حمل أسقف الإسكندرية إلى جانب لقبه الأسقفي لقب «بابا» أي «أبو النساك»؛ لأن في ذلك العصر بدأت تشتد حركة التيار النسكي إلى حد كبير في مصر. وكان أول مَنْ حمل لقب «بابا» من باباوات الإسكندرية متفق عليه هو  (إيراكلاس أو هيراكلاس أو هيراكليوس) (232-248م)، تلميذ أوريجانوس، والذي عُرف كمدير لمدرسة الإسكندرية الإكليريكية الشهيرة. ويظهر هذا من رسالة لأسقف روما ديونيسيوس (259-268م) أرسلها إلى فيليمون (القسيس الروماني) كتب له فيها: جملة ترجمتها العربية «لقد تلقيت هذه القاعدة والمرسوم من المبارك بابانا إيراكلاس».

بسبب هذا اللقب «بابا» كان، وحتى اليوم، أسقف الإسكندرية يضع على رأسة التاج البابوي، والذي لا يضعه غيره من الأساقفة. وهو غير التاج البطريركي الذي يضعه اليوم جميع بطاركة العالم الأرثوذكس، بما فيهم بابا الإسكندرية، بمعنى أن بابا الإسكندرية يستخدم في القداس الإلهي التاجين.
اللقب الثالث "رئيس أساقفة":
في المجمع المسكوني الأول 325م وُضع نظام «الميتروبوليتِيّة». وأصبحت عواصم الإمبراطورية الرومانية (روما والإسكندرية وانطاكية، أما القسطنطينية فلم تكن أُسست بعد) تحمل اسم «ميتروبوليتِيّة»، وأسقفها يحمل لقب «متروبوليت»، أو «رئيس أساقفة».
اللقب الرابع:
كما أنه في القرن الرابع حمل أسقف الإسكندرية عدة ألقاب أخرى مثل «بابا الإسكندرية وكل أرض مصر»، و«أبونا المُطّوَّب»، و«البابا المُطّوَّب». كما حمل مثله مثل سائر رؤساء أساقفة الكنائس الأخرى ألقاب: «أبو الأباء وراعي الرعاة»، «رئيس رؤساء الكهنة»، و«ثالث عشر الرسل القديسين». وقد إستعار غير الخلقيدونيين، الرافضون للمجمع المسكوني الرابع، في مصر (الأقباط) هذا اللقب «بابا» لبطريركهم بعد انفصالهم عن الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة الرسولية عام 536م.
أما أسقف الكرسي الروماني، روما القديمة، فأول ذِكر للقب «بابا» اختص به فقد جاء في رسالة كتبها بطرس الثالث (476-488م) البطريرك الأنطاكي غير الخلقيدوني- المعروف باسم بطرس القصار- إلى رئيس أساقفة إكيليا «وأن لقب الحبرين الروماني والإسكندري هو بابا«. وفي عام 529م ثبت له هذا اللقب الإمبراطور يوستينيانوس الأول (527-565م). 
اللقب الخامس "بطريرك":
منح المجمع المسكوني الرابع (451م) لقب «بطريرك» لرؤساء أساقفة الكراسي الرسولية الخمس (روما القديمة، لروما الجديدة القسطنطينية، الإسكندرية، أنطاكية، وأورشليم). وهذا اللقب «بطريرك»، وهو يتكون من كلمتين، الأولى:  بمعنى "أب"، والثانية  بمعنى "رئاسة". على ذلك فهذا اللقب يعني «الرئاسة الأبائية»، بمعنى «رئيس الآباء». وقد استُخدم لقب «الأباء البطاركة» في الكنيسة بداية لرؤساء أباء إسرائيل: إبراهيم وإسحق ويعقوب.  وأصبح مقر كل كرسي من هذه الكراسي يُسمى «بطريركية»، بمعنى مقر «الرئاسة الآبائية»، أي مقر «رئيس الأباء». 
هذا اللقب (البطريرك) كان قد اختص به بطريرك أنطاكية قبل غيره، فقد جاء في رسالة كتبها بطرس الثالث الأنطاكي- المعروف باسم بطرس القصار- إلى رئيس أساقفة إكيليا: «إن البطريرك الأنطاكي وحده اختص منذ القدم باللقب بطريرك وأن البطاركة الآخرين لقبوا بهذا اللقب جوازًا لا وجوبًا».
ثبَّت نظام ترتيب البطريركيات نهائيًا الإمبراطور يوستنيانوس الأول (527-565م) في تشريعاته الكنائسية التي صدرت عام 529م. كما ثُبّت هذا التقدم في الأولوية بين البطريركيات على أنه تقدم بين أخوة وليس ترأُس.
اللقب السادس "قاضي المسكونة":
في عام 996م أُعطي بابا الإسكندرية لقب «قاضي المسكونة»، بسبب نجاح وساطة بابا الإسكندرية إيليا الأول (963-1000م) في حل مشكلة قامت بين الإمبراطور باسيليوس الثاني، ذابح البلغار، (958-1025م) وبين البطريرك القسطنطيني سيسينيوس الثاني (996-998م)- بسبب محاولة الأول الاستيلاء على أراضي الكنيسة. لهذا أُعطي له أن يضع على صدره بطراشيل فوق الساكوس، والذي لا يضعه غيره من البطاركة الأرثوذكس، بالإضافة إلى البطرشيل الذي تحت الساكوس الذي يضعه جميع البطاركة الأرثوذكس، بما فيهم بابا الإسكندرية. 
اللقب السابع "وسائر إفريقيا":
وفي عام 1926م أضاف البابا البطريرك 117 ملتيوس (ميتاكساكيس) الثاني (1926-1935) الإسكندري إلى ألقاب بابا وبطريرك الإسكندرية بالإضافة إلى "بابا وبطريرك الإسكندرية" لقب «وسائر إفريقيا». ويلاحظ المراقب أن تمسك الإسكندرية بأنها صاحبة الولاية على القارة الأفريقية ابتداءً من العام ١٩٢٧م لم يلقَ أي اعتراض يُذكر من قِبل الكنائس الأرثوذكسية المحلية الأخرى. ربما يعود ذلك بسبب عدم اكتراثها بالقارة الأفريقية الفقيرة، وعدم اعتبارها لهذه القارة من بين أراضي الانتشار.
ثم في ٢٣ تشرين الأول ٢٠٠١م أصدر البطريرك برثلماوس (الأول) القسطنطيني طرسًا بطريركيًا، منح بموجبه بطريركية الإسكندرية «الولاية القانونية والمسؤولية التامة والمطلقة على الأراضي التابعة للقسطنطينية في القارة الأفريقية»، وذلك بالاستناد إلى نظرية الفنار المتنازَع عليها في العالم الأرثوذكسي، والتي تَعتبر بأن القسطنطينية هي صاحبة الولاية على جميع الأراضي التي لا تقع ضمن الولاية القانونية لكنيسة محددة، بالاستناد إلى تفسير مستحدَث لعبارة «البرابرة» الواردة في القانون ٢٨ من قوانين مجمع خلقيدونية. وقد شكل الطرس الذي أصدره البطريرك برثلماوس تكريسًا للأمر الواقع.
هذه الألقاب جميعها محفوظة حتى اليوم في  (فيمي)- هذه الكلمة اليونانية بمعنى "تعريف"- الخاص ببابا وبطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس: «(فلان) الأبُ الأقدس الطوباوي والجزيل الاحترام بابا وبطريرك مدينة الإسكندرية العظمى. والليبية والخمس مُدّن. وبلاد الحبشة وكل أرض مصر وسائر إفريقيا. أبو اللآباء وراعي الرعاة ورئيس الرؤساء. ثالث عشر الرسل القديسيين الأطهار. وقاضي المسكونة. أبونا وسيدنا لتكن سنوهُ عديدة».