تعرف على مار حارث.. قديس الموارنة والروم الملكيين
تحتفل كنيسة الروم الملكيين في مصر، المعروفة بالكنيسة البيزنطية وكذلك الكنيسة المارونية، بتذكار القديس العظيم في الشهداء الحارث والذين معه.
في عهد الإمبراطور انسطاسيوس (491-518) كانت تعيش في بلاده الحميريين بين اليهود، في جنوب الجزيرة العربية، جماعة مسيحية صغيرة، استوطنت مدينة نجران، ثم احتلَّ ملك الحبشة الالصبهان البلاد المذكورة، وأقام حامية عسكرية في صافار، فثار اليهودي ذو نؤاس على الاحباش، وقتل افراد الحامية، ومشى على نجران، واحتلَّها. واذ استتب له الامر فيها، اسلم وغدر برئيس القبيلة المسيحية المدعو الحارث، وقتله وجنوده وسائر افراد القبيلة وعددهم اربعة آلاف، وذلك سنة 522-523.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الاحتفاظ بقوّتنا للربّ، هو توحيد كياننا بكليّته بالصمت الداخليّ، هو استجماع كلّ قوانا وتشغيلها بعمل الحبّ فقط؛ هو التمتّع بالعين البسيطة التي تسمح للنور بأن يفيض علينا إنّ الروح التي تتناقش مع نفسها، والتي تهتمّ بأهوائها وتلاحق أفكارًا عديمة الفائدة أو رغبة ما، هذه الروح تبدّد قواها، وليست بالتالي مكرّسة لله.. إنّ ما يغلب عليها هو الطابع البشريّ، وهي تعيش في ضجيج وضوضاء.
إنّ الروح التي تحتفظ بشيء في مملكتها الداخليّة الخاصّة، والتي لا تكون قواها متّحدة بالله، لا يمكن أن تكون "تسبحة مجد" كاملة؛ فهي ليست في حالة تمكّنها من أن تغنّي دون انقطاع "نشيد المجد"، النشيد الكبير الذي يتحدّث عنه القدّيس بولس لأنّها ليست متّحدة؛ وعوضًا عن متابعة ترنيم المجد من خلال كلّ شيء في البساطة، يجب أن تجمع دون توقّف أوتار آلتها الموسيقيّة المفقودة قليلًا من كلّ الجهات.