اغناطيوس بطريرك القسطنطينية.. قديس الكاثوليك المصريين
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس اغناطيوس بطريرك القسطنطينية، ووفقا لدراسة طرحها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد اغناطيوس في القسطنطينية من عائلة ملكية. جدّه كان الإمبراطور نيكفوروس الأول ووالده الإمبراطور ميخائيل رينغابي، وتربَّى على محبة الله والفضيلة. ولمَّا شبَّ دخل أحد الأديرة وسيم كاهنًا. وأصبح موضوع ثقة الرهبان واحترامهم، فأقاموه رئيسًا عليهم. فكان لهم خير أبٍ يقوم امامهم بجميع الواجبات، ويسوسهم بالمحبة والفطنة. ولما اشتهرت قداسته، انتُخب بطريركًا على القسطنطينية سنة 846م.
ولفرط غيرته على مجد الله وخلاص النفوس قام يقرِّع الخطأة، ولا سيما المشهورين منهم، فاصطدم بالأمير برداس قيصر، خال الملك ميخائيل الثالث، لأنه كان طلَّق امرأته وسار مسلكًا مشكِّكًا، فمنعه البطريرك من التقدُّم إلى مائدة الخلاص، يوم عيد الظهور، وأعلن حرمهُ. فغضب برداس وأضمر له الحقد. وراح يوغر صدر الملك عليه، حتى عزله عن كرسيه ونفاه. واقام مكانه فوتيوس المقرَّب من القصر، بعد ان رُقِّيَ الدرجات المقدسة حتى الاسقفية بستة ايام. فبات اغناطيوس مبعدًا، يقاسي الاهانات وامرَّ الآلام بصبر جميل.
ولما عرف البابا نقولا الأول بما جرى، استاء كلَّ الاستياء، وامر بإرجاع اغناطيوس البطريرك الشرعي إلى كرسيه، وبتنحي فوتيوس عنه. فغضب هذا جدًا وابى الخضوع لأمر البابا وقطع صلاته معه، مستقلًا بنفسه. وجاء اغناطيوس يعمل على تهدئة الخواطر والقاء الامن والسلام في الشعب.
وقيل إن اغناطيوس وفوتيوس التقيا، يومًا، في القصر الامبراطوري، فركع كلُّ منهما على ركبتيه، طالبًا المغفرة من صاحبه.
واستمر اغناطيوس عاكفًا على الصلاة والتأمل، مستسلمًا لارادة الله في كل شيء، إلى ان رقد بالرب سنة 877.