ما هو علم الحساب الأبقطي الخاص بالكنيسة المصرية؟
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى نياحة البابا ديمتريوس الكرام الـ12 واضع حساب الأبقطي.
وعن علم حساب الابقطي، قال الأرشذياكون رشدي واصف بهمان، في كتاب التقويم القبطي وحساب الأبقطي (علم الأبقطي) إن التقويم عبارة عن إحصاء الأيام والشهور والفصول والسنوات وتحديدها وربطها بحادثة معينة لتكون دليلًا ومرشدًا يقارن أو يرتب الحوادث التاريخية.
ويرتبط نشاط الإنسان الزراعي والصناعي والتعليمي بالتقويم كما ترتبط الأعياد والمواسم الدينية بالتقويم أيضًا.
وقد دل اختبار الأمم التي بلغت شأنًا عظيمًا من الحضارة أن التقويم العلمي السليم هو الذي يصح لمثل هذه الأمم وهو ما ينطبق على التغيرات الجوية، بحيث تقع الفصول المناخية الأربعة في موعدها تمامًا بلا اختلال أو تصحيف.
والإحصاء إما أن يكون عن طريق القمر في وجوهه المختلفة ومجموعها، أو الفترة بين ظهور هلالين متتاليين وتعتبر شهرًا قمريًا، وتؤلف 12 شهرًا قمريًا سنة قمرية مثل السنة الهجرية فهي سنة هلالية.
وإما أن يكون الإحصاء عن طريق دورة الكرة الأرضية حول الشمس فتتكون بذلك السنة الشمسية وقد قسمت هذه السنة إلى فصول وشهور وأيام وساعات.
وأجمع المؤرخون على أن المصريون هم أول من قسم الزمن فقال أقدمهم، أبو التاريخ هيرودوت: (أما ما يتعلق بأمور البشر فالجميع على اتفاق في ذلك، وقد كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة وقد قسموها إلى اثنيّ عشر قسمًا حسب ما كان لهم من معلومات عن النجوم. ويظهر لي أنهم أحذق من الأغارقة (اليونانيين) الذين يحسبون شهرًا كبيسًا كل ثلاث سنين تكملة للفصول. فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يومًا ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكي يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية.
وقد بدأ المصريون أولا باليوم وكان يبدأ من منتصف الليل ويستمر إلى منتصف الليل الذي يليه ثم عرفوا الشهر الهلالي ولاحتياجهم إلى فترة زمنية معلومة تربط بين اليوم والشهر نظموا الأسبوع.
ويذكر المؤرخ ديون كاسيوس أن المصريين سموا الأيام السبعة بأسماء السيارات وهى زحل المشترى المريخ الشمس الزهرة عطارد القمر.
فلما أخذ الرومان هذه التسمية منهم أطلقوا على الأيام التسميات التالية:
يوم الشمس وهو الأحد، ويوم القمر وهو الاثنين، ويوم المريخ وهو الثلاثاء، ويوم عطارد وهو الأربعاء، ويوم المشترى وهو الخميس، ويوم الزهرة وهو الجمعة، ويوم زحل، وهو السبت.
وقد حفظت هذه التسميات بين الأمم الأوربية إلى اليوم. غير أن المصريين ولو أنهم استعملوا الأسبوع واخترعوا تسمية للأيام إلا أنهم اكتفوا بتسميتها بالأول فالثاني.. إلى السابع.
وبعد أن انتهوا من ترتيب الأسبوع وأيام الشهر القمري على ما ذكرنا راحوا يراقبون التغيرات المناخية والزراعية والفيضان. فاستدلوا منها على أن الاعتماد على القمر لا يرتبط مع الدورة المناخية والزراعية والفيضان فاستبعدوا من حسابهم الاعتماد على القمر كأساس للتقويم واكتشفوا السنة الشمسية وقسموها إلى اثنيّ عشر شهرًا ورمزوا للسنة بهذه العلامة وأما الشهر فقسموه إلى ثلاثين يوما ثم قسموا الشهر إلى أسابيع.
وقسموا اليوم أربعة وعشرين ساعة وقسموها إلى ستين دقيقة وقسموا الدقيقة إلى ستين ثانية وقسموا الثانية إلى ستين ثالثة وهكذا مما هو مشروح على الآثار.