راهب دومينكاني يترجم شهادة راهب نجى من مذبحة رواندا 1994 إلى العربية
نشر الأب الدكتور جون غبريال الدومينكاني، خبرة يحكيها جوستاف نويل الدومنيكاني الناجي من مذبحة رواندا ١٩٩٤، مترجمة للغة العربية.
وقال الدومينكاني إنه حدثت مع الأخ ألبرت نولان الدومنيكانيّ الذي رحل منذ أيامٍ قليلة، قصة كان يودّ جوستاف أن يلقيها في جنازته بعد أيّام ولكنّه خارج جنوب إفريقيا.
وضمنت بعد ترجمتها للعربية التي قام بها الأب جون الدومينكاني: «قصة قصيرة حدثت لي مع ألبرت نولان عام ٢٠٠٨، ربّما كانت الأغلى عندي، وصلتُ إلى جمهوريّة جنوب إفريقيا في أكتوبر ٢٠٠٦، كان ألبرت قد وافق للتوّ على مغادرة دير الرهبان الدومنيكان الطلبة في بيترماريتسبورج لأنه لم يكن هناك الكثير من الإخوة الذين يريدون أن يصبحوا معلّمين للرهبان المبتدئين في جوهانسبرج (هذا ما قيل لي). وافقَ إذًا على تعليق عمله كمعلِّم للطلبة في دير بيترماريتسبورغ لمدة عام للسنة الأولى وافق الأخ مارتن بادنهورست على أن يكون معلِّم الطلبة، على الرغم من أنه كان أيضًا وقتَها رئيس الدير وأستاذًا (على الرغم من أنه كان الشخص الأكثر انشغالًا في الدير، فقد خصّص وقتًا ليرينا البلد ويتحدّث معنا، وجعلنا نحبّ البلد خلال عامنا الأوّل في جنوب إفريقيا).
وتابع: "مضى العام سريعًا، وعاد ألبرت نولان في نهاية عام ٢٠٠٧ (تبدأ السنوات الأكاديمية في جنوب إفريقيا في شهر يناير)، من يناير ٢٠٠٨ إلى ديسمبر ٢٠١٠ كان ألبرت يتولّى مسؤوليّة تكوين الرهبان الطلبة. اعتاد ألبرت أن يطلب من طلّابه الجدد كتابةَ سيرةٍ ذاتيّة في صفحات أربع، كان عليه أن يقرأها قبل أن نتمكّن من بدء اجتماعاتنا نصف الشهريّة. لقد منحنا أسبوعًا كاملًا لإنهائهم (لم يكن من الضروريّ أن يكتَبوا بأسلوب شكسبير) بعد أسبوعين، جاء إليّ وقال: جوستاف، لقد سلّم الجميعُ سيرهم الذاتيّة! ما زلتُ لا أملك سيرتَك الذاتية!، اعتذرتُ وطلبتُ أسبوعًا اضافيًّا. فسألني: "كم عدد الصفحاتِ التي كتبتَها؟ أجبته عشرينَ صفحة، قال ألبرت، (ياه، في أي فترة من حياتك أنت؟ فأجبتُه (عندما كنتُ في الحادية عشرة من عمري!)، أوه! غوستاف، خذ الوقت الذي تريده، بعد أيّام قليلة ذهبتُ لرؤيته، وأعطيته نحو أربعين صفحة مكتوبةً بأسوأ إنجليزيّة ممكنة (كنتُ استخدم اللغة منذ عامٍ فقط)، استغرق الأمر من ألبرت يومين لإنهاء فراءة سيرتي الذاتية، في الواقع، أنهى قراءتها في اليوم ذاته... وطلب مني أن أقابله بعد يومين، كانت كلماته الأولى: "جوستاف، أشعر بالأسى لما مررتَ به في صغرك". وبما أنّ أصدقاء قريبين لي قالوا لي ذلك مرّاتٍ عدّة أجبتُه ببساطة "شكرًا لك!"، لكنّ ألبرت أردف: "هل تدرك أنّك في سنّ الحادية عشرة رأيتَ الكثير من الوفيات، بعضها كان يحدث أمام عينيك، أكثر من جميع الإخوة في إقليم الدومنيكان مجتمعين؟"... لا أعتقد أنّني قلتُ أيّ شيء.، لقد فوجئتُ بسماع ذلك.
واستطرد: "فأنا لم أفكّر قطّ في الأمر بهذه الطريقة، ربّما لأنني كنتُ قادمًا من مكان (رواندا) رأى فيه كلّ شخصٍ يبلغ من العمر ١١ عامًا في عام ١٩٩٤ آلاف القتلى، ومكث بينهم، وكان يُخاطر بأن يُقتَل معهم. ثم قال ألبرت أهمّ كلمات سمعتُها على الإطلاق: "غوستاف، سأساعدك في العثور على شخصٍ تتحدّث معه، عندما تحدّد موعدًا للاجتماع، سأصطحبك بنفسي إلى هناك إذا لم يتوفّر أخٌ آخر." منذ ذلك الحين، رتب ألبرت لي أن أتحدّث مع شخصٍ ما. كان يقود السيّارة كل شهر لحضور اللقاءات، حتّى حصلتُ على رخصة القيادة الجنوب الأفريقيّة في منتصف عام ٢٠٠٨، لا أعرف أين كنتُ سأكون إذا لم أكن محظوظًا للغاية بمقابلة شخصٍ استطاع أن يفهم فهم أنني كنتُ لم أزل بحاجة إلى المساعدة في عام ٢٠٠٨، قد تظنّون أن هذا كان عملًا عاديًا يصدر من معلّم الطلبة لكن يجب أن تكون في مكاني لتذكر الرأفة الذي حدث بها كلّ هذا، إذا حالفني الحظّ ليكون عندي ٢٪ من رأفة ألبرت فسأحمد الله".