عالم الخدام المتطوعين داخل الكنيسة.. شروط اختيارهم ومواصفاتهم
طرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية تصريحا صحفيا، يحمل شعار «الفعلة في حقل الرب»، قائلا: أهم عامل في تعليم الناس الإيمان الأرثوذكسي إنما هم الذين يحملون هذه المهمة على عاتقهم، فاليوم إلى جانب العدد يجب أن يكون الفعلة في حقل الرب (الشمامسة والكهنة) ممن لا يعملون لذواتهم وقناعاتهم الشخصية وأهداف دنيوية، هذا لا ينطبق فقط على حاملي المهام التبشرية والروحية ومن هم في مراكز الخدمة الكنسية، بل أيضًا ينسحب على كل من له علاقة بالتربية والخدمة في الكنيسة ومجالس الرعايا.
وأضاف أن الفعلة في حقل الرب يجب ألا يكونوا من حديثي الإيمان (المنضمين) في الكنيسة الأرثوذكسية. لأنه إن كان الوالدين من غير الملتزمين بالإيماني الإنجيلي الأرثوذكسي (أي من خارج كنيستنا)، أو كان هؤلاء الفعلة لم يتربوا في الكنيسة الأرثوذكسية، فهؤلاء حديثي الإيمان سوف يكونوا على غير جاهزية نفسية وروحية كما يجب ليسلموا الخدمة بسبب التناقض داخلهم على ما تربوا وشابوا عليه في عائلاتهم ووسطهم ومع وضعهم الجديد.
وكذلك بسبب الوسط العائلي غير الأرثوذكسي الذي سيكون وضعهم فيه كشيء شاذ، كما أن أرسالهم للدراسة في المدارس اللاهوتية لن يخلق منهم مؤمنًا أرثوذكسيًا ولن يتأصل فيهم الإيمان والعقيدة الأرثوذكسية بسبب خلفياتهم غير الأرثوذكسية المتأصلة في وجدانهم وميلهم إليها، وبذلك لن يعطوا للخدمة التي أُسندت إليهم حقها ولن تثمر معهم الوزنة التي أخذوها، في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "من الأفضل أن نترك الرعية عشرة سنوات دون راعي من أن نسلمها لراعٍ يدمرها لمدة مائة عام".
إذًا المشكلة ليست في وجود عدد وافر من الأشخاص الذين يحملون خدمة العمل في حقل الرب، بل بنوعية هؤلاء الأشخاص.. لأن هذه الخدمة تسمو على خدمة الملائكة، والتي هي رعاية أمور المؤمنين ليس في هذه الدنيا فقط بل أيضًا في إيصالهم إلى ميناء الخلاص.