المسيرة الكاملة لحرب الكنيسة ضد أعداء الأيقونات

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

 

طرح المركز الإعلامي لكنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة للأنبا نيقولا أنطونيو متحدثها الرسمي حول احتفالاتها بتذكار الآباء المجتمعين في المجمع المسكونيّ السابع الذين أقروا بإكرام الأيقونات، المعروف باسم "أسبوع انتصار الأرثوذكسية"، قال خلالها: «في عام 725م أصدره الإمبراطور لاون الثالث الإيصوري مرسوما ملكيا يحضر فيه إكرام الأيقونات. وشن حرب ضد وجود الأيقونات في الكنائس وبيوت المؤمنين واضطهد مكرميها.

استمرت هذه الحرب في عهده إلى العام 741م. ثم في عهد ابنه قسطنطين الخامس (741 – 775م).

وقد أدّت موجات الاضطهاد المتلاحقة في هذه الحقبة إلى استشهاد البعض وتعذيب ونفي الكثيرين، واستمرت حرب الأيقونات مئة وعشرين عامًا وكانت على مرحلتين (٧٢٦-٧٨٧م و٨١٣-٨٤٢م).

انتهت المرحلة الأولى (٧٢٦-٧٨٧م) في ظل حكم الإمبراطورة إيريني بعد موت زوجها الإمبراطور.

وانتهت المرحلة الثانية (٨١٣-٨٤٢م) عندما أوقفت الإمبراطورة ثيودورة الاضطهاد الشنيع بعد موت زوجها الإمبراطور ثيوفيل المحارب للأيقونات.

خلال هاتان المرحلتان دُمّرت وأحرقت الكثير من الأيقونات، وسُفكت دماء الكثيرين من الرهبان والمؤمنين الذين دافعوا بشراسة عن لاهوت الأيقونة وارتباطها بسر التجسّد.

أما الأسباب أدت إلى هذا الاضطهاد الدموي فهي عديدة ومختلفة، لكنهّا كلّها تعزى إلى سبب واحد، هو: "رفض تجسّد المسيح"، أيّ "رفض أن يكون الله أصبح إنسانًا".

كانت حجج الهراطقة مناهضي إكريم الأيقونات:

- أن الله حرَّم في وصاياه رسمًا له لأنه لم يُرَ ولا يُرى.

- إن إكرام الأيقونات لا يجوز لأنه حينئذٍ يعبد الناس المادة.

التأم مجمع المجمع المسكوني السابع في مدينة نيقية بين الرابع والعشرين من شهر سبتمبر والثالث عشر من شهر أكتوبر من العام 787م، رعت أعماله الأمبراطورة إيريني بصفتها الملكة الوصيّة على ابنها القاصر قسطنطين السادس البرفيري الذي لم يكن قد تجاوز العاشرة من العمر. رأس المجمع البطريرك طراسيوس، بطريرك القسطنطنيّة، وحضره ممثلون عن البابا أدريانوس وبطاركة كلّ من الاسكندرية وانطاكية وأورشليم. وقد بلغ عدد المشتركين 376 شخصًا، إلى جانب عدد كبير من الرهبان.

كان الغرض الأساسيّ من هذا المجمع هو إبداء موقف الكنيسة بشأن موضوع إكرام الأيقونات، استنادًا إلى المجامع المسكونية السابقة وتعليم الآباء الموقرين، وإعادة الأيقونات إلى صلب الحياة الكنسيّة بعدما كان الموقف الرسميّ المدعوم من السلطات المدنيّة الموحى به منها قد حظّر إكرام الصور الكنسيّة وعمل على مصادرتها وإتلافها وملاحقة مكرميها والمدافعين عنها.

عَقَد المجمع ثماني جلسات وأصدر 22 قانونًا، وقد اقتبل عددًا من الأساقفة المبتدعين ممن جاؤوا تائبين. كما أَبطَلَ المجمع البطاركة الهراطقة والمجمع المزعوم المنعقد في هنغاريا في العام 745م. وغَبّطَ المجمع ذكر الآباء الذين دافعوا عن الايمان الأرثوذكسيّ.

مما جاء في هذه القوانين:

- نقبل الأيقونات المكرّمة. ومن لا يرون ذلك نخضعهم للحُرم.

- من لا يعترف بأن المسيح ربّنا هو محدود حسب الناسوت، فليكن مُبسلًا.

- من لا يقبل أن يُرسم بالأيقونات ما جاء في الإنجيل فليكن مُبسلًا.

- من لا يُقبّل هذه الأيقونات التي صُنعت على اسم الرب وقدّيسيه، فليكن مُبسلًا.

- من ينبذ كلَّ التقليد الكنسيّ المكتوب أو غير المكتوب، فليكن مُبسلًا.

ومما جاء في تحديد المجمع لموقف الكنيسة من الأيقونات ما يلي: ".. إننا نحافظ على كلّ تقاليد الكنيسة حتّى يومنا هذا بلا تغيير أو تبديل ومن هذه التقاليد الصور الممثلة للأشخاص.. وهو تقليد مفيد من عدّة وجوه، ولا سيما إذ يظهر أنّ تجسّد الكلمة إلهنا هو حقيقة وليس خيالًا أو تصوّرًا، لأن الصور عدا ما فيها من إشارات وإيضاحات تثير المشاعر الشريفة".

هكذا أبرز هذا المجمع لاهوت الأيقونة بصورة نهائيّة.

من أقوال الآباء القديسين:

- «إننا نعبد المسيح ونكرّم القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله وبالتالي نحن لا نكرّم المادة (الخشب - الحجارة) بل الكائن المرسوم فيها، أيّ ما تمثّله»، القدّيس يوحنا الدمشقي.

- «لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك، وغير المحدود، أما الآن وقد ظهر الله بالجسد وعاش بين البشر، فأنّا أرسم الله الذي تراه العين فأنّا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي استحال مادة لأجلي»، القدّيس يوحنا الدمشقي.

- «من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف، فلا يمكن أن يكون للمسيح صور، أما من حيث إنه ولد من أم عذراء، قابلة للوصف، فله صور تطابق صورة أمه قابلة الوصف»، القدّيس ثيودوروس الستوديتي.