«حياة ما بعد الموت» دورة تدريبية جديدة من مطرانية شبرا الخيمة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أعلن مركز القديس مارمرقس للدراسات الكنسية المُلحق بإيبارشية شبرا الخيمة، عن دورة تدريبية جديدة تحمل شعار «الحياة ما بعد الموت».
يتناول المركز عدة موضوعات مثل مفهوم الموت ورأي المسيحية في القضايا المتعلقه به، وخروج الروح وأحداث الموت، ومقار الانتظار، والمجئ الثاني والدينونة، والقيامة العامة والجسد الممجد، والخلود والأبدية، وجهنم والهلاك.
يأتي ذلك تحت رعاية الأنبا مرقس مطران الإيبارشية، وإشراف القمص مكاري القمص تادرس شحاتة، أستاذ علم الوعظ.
وقال الموقع الرسمي لدير القديس أبو مقار، عن حياة ما بعد الموت، إن التعليم المسيحي في هذا الشأن ينبع من الإيمان بأن الإنسان يمكنه أن ينال نصيبًا في عدم الموت، فالرجاء في المسيحية ليس قائمًا على استحالة عدم موت النفس البشرية، بل على قوة قيامة المسيح التي منحت الإنسان المؤمن الحياة الأبدية.
وبصورة مُطلقة، الله هو الذي «له وحده عدم الموت»، وهذا لا يعني أن البشر لا يمكنهم أن ينالوا نصيبًا في عدم الموت، ولكن الإنجيل يؤكِّد أن الله هو وحده الذي له الخلود كصفة أساسية في جوهره، فالله وحده هو واجب الوجود، أما باقي الخلائق فلهم الوجود المشتقُّ أو المعتمد على الوجود الإلهي، وهذا ينطبق على النفس والجسد البشريَّيْن، فحينما نؤكِّد على الوجود الشخصي للإنسان بعد الموت، فهذا لا يعني أن الحياة الأبدية للبشر تجعلهم مثل الله أزليين أي غير مخلوقين.
وبهذا المفهوم، تؤكِّد المسيحية على أن الحياة البشرية المخلوقة ستبقى حيَّة بعد الموت الجسدي، الجسد البشري بطبيعته مائت لكن الجوهر الحي لنفس الإنسان قد نال خاصية أن يبقى حيًّا مع الله حتى حينما تتحلَّل كل خلايا الجسد، وهكذا، فالحياة الأبدية مع الله ليست حقًّا يدَّعيه الإنسان المسيحي، بل هي عطية من الله في تدبيره للخلاص.
فالحياة بعد الموت ليست خاصية غريزية في الإنسان، بل هي الحياة المُعطاة والموهوبة من الله بالفداء الإلهي، والله يظل يحفظها في المؤمنين، وهذا التواصُل في المحافظة على الحياة الأبدية هو أيضًا من قبيل نعمة الله، وليس من أعمالٍ ولا من مجهودٍ بشري، إن البشرية المخلوقة حسب صورة الله، نالت عطية عدم الموت من يديِّ الله، ولكن ليس كخاصية ذاتية في الإنسان.
ولا التعليم المسيحي عن النفس يدَّعي أن عدم موت النفس ناتجٌ عن أنَّ النفس غير مادية، فتعبير "عدم موت" النفس يصير صحيحًا حينما يعني أن النفس الحيَّة التي خُلِقَت لا تموت بموت الجسد، بل هي تنتظر قيامة الجسد لتتمجَّد بلبسها جسد القيامة المُمجَّد.