من هو الملك الانجليزي الذي اعترفت به الكنيسة كقديس؟
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس إدوارد المعترف ملك إنجلترا.
وفقا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد إدوارد عام 1004 ميلاديا بمدينة إسليب - أكسفورد في إنجلترا، وانعكف منذ نعومة أظفاره على التقوى والعبادة وخوف الله.
وتبين منذ حينئذ أن الله قد اصطفاه ليكون ناصرًا ومحاميًا لبلاده ومنقذًا لها من البؤس والشقاء.
كان إدوارد هادئ الطبع عاقلًا حليمًا وديعًا متدينًا يكثر من التردد إلى الكنائس ومخالطة الإكليروس.
وكان الدانيون وهم أهل الدنمارك في تلك الأيام قد غزوا بلاد الإنجليز وهدموا كنائسها وأديرتها وقتلوا كهنتها ورهبانها.
وأفسدوا جميع ما فيها من الدينيات والدنيويات وأخربوها وبقيت تلك البلاد مدة واقعة تحت هذه البلايا. وذات يوم بينما كان أسقف المدينة يصلى بخشوع طالبا من الله أن يمن عليهم بالسلام، رأى القديس بطرس أمامه إدوارد وعليه حلة الملك وهو يضحك مبتسمًا. فأقبل القديس بطرس ومسح إدوارد ملكًا وأودعه وصايا جليلة نفيسة. وقال له إنه مزمع أن يصير ملكًا لخير أمته. ثم اضطربت أحوال بلاد الإنجليز وساءت أمورها وأفضت إلى قتل الملك إيمند أخو إدوارد فجعل إدوارد حينئذ يطلب إلى الله ويستمد منه الرحمة لتلك المملكة وأهاليها وأن ينجيهم من يد الأعداء. واستشفع بالقديس بطرس. ونذر أن يحج إلى قبره في روما إن بلغ إربه فاستجاب الله دعاء إدوارد.
وعما قليل طُرِد الدانيون من تلك البلاد. واستراحت المملكة من بغيهم ومساوئهم. ثم بويع إدوارد بالملك ففرح به جميع الناس ونهض إدوارد وأزال بأنوار فضائله الساطعة تلك الظلمات المكتنفة بها تلك البلاد من كل ناحية. وجعل يحمل الناس بعلمه وقوله على الصلاح والمعروف، كان متواضعًا مع الكهنة وديعًا مع الرعية رحومًا مع الفقراء والمحتاجين وملجأ للمظلومين وناصرًا للأرامل وأبًا للأيتام وفي قليل من الزمان عاد السلام والراحة والأمان فى المملكة، ثم ألحت عليه الأمة بأن يتزوج لكى يخلد للمملكة بذريته النجاح، فوقع إدوارد فى حيرة عظيمة وذلك لأنه كان قد نذر في قلبه أن يبقى بتولًا فجعل يتفكر ويتأمل في الأمر ويكثر الصلوات طالبًا الرشد من الله وأخيرًا تزوج بأوديثـة ابنة جـودوين أحد شرفاء المملكة وقصد بذلك إرضاء الأمة واستمالتها إليه لمجد الله ولخير البلاد ولكنه أعلم قرينته بنذره وطلب إليها أن توافقه على حفظ البتولية فرضيت فلبثا على الدوام متمسكين بالعفة وجازاهما الله عن ذلك بأفضل النعم وزادهما نجاحًا وإقبالًا من جملتها أن الدانيين ولو أنهم كانوا قد طردوا ونفوا من بلاد الإنجليز أغاروا بعد ذلك عليها ثانية، ولكنهم بادوا قاطبة في البحر، ثم قصد الملك أن يحج بمقتضى نذره إلى روما ودعا عظماء المملكة ووزراءها وخاطبهم فى ذلك.