استشاري مناخ يؤكد لـ "الفجر" أهمية مؤتمر شرم الشيخ في مواجهة التغيرات
أكد الدكتور السيد صبري، استشاري المناخ، ومستشار وزير البيئة الأسبق أهمية مؤتمر المناخ COP27 هذا العام في مواجهة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعاون جميع دول العالم لمناقشة التصدي لظاهرة التغيرات المناخية، وتوفير التمويل اللازم لمساعدة الدول النامية في مواجهة التغيرات المناخية.
أهمية مؤتمر المناخ COP27
وأشار الدكتور السيد صبري، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن المؤتمر سيساهم في تحويل التعهدات والأقوال التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر المناخ العام الماضي COP26 في جلاسكو، إلى أفعال يتم تنفيذها على أرض الواقع، من خلال خطط تمويلية محددة ومشروعات للتصدي بالفعل وليس بالاقوال لظاهرة التغيرات المناخية.
وقال إن هناك تحديات حقيقية أخرى تواجه العالم بجانب التغيرات المناخية، منها فيروس كورونا مما يزيد من الأزمة الاقتصادية العالمية ونأمل أن يكون مؤتمر المناخ هذا العام نقطة تحول لمواجهة التغيرات المناخية.
ولفت "صبري" إلى أنه في ظل الأزمة الإقتصادية التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، قد يكون هناك تراجع من بعض الدول التي تعهدت بتقليل الانبعاثات التي تتسبب في زيادة التغيرات المناخية، والعودة لإستخدام الفحم مرة أخرى مما يؤثر على الدول النامية الأكثر تضررا بالتغيرات المناخية، مؤكدًا أهمية المؤتمر في إلزام هذه الدول بتعهداتها خلال مؤتمر المناخ العام الماضي COP26.
ضرورة التعاون بين مختلف الدول لمواجهة التغيرات المناخية
ونوه إلى ضرورة التعاون بين مختلف الدول لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية قائلا: " كلما قل التعاون بين الدول كلما زادت المخاطر على دول كثيرة وبالاخص الدول التي لم تأخذ بالأسباب" مضيفا أن ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية والمتسبب بها الدول الصناعية الكبرى، مؤكدًا أن الدول النامية والصغيرة هي أكثر الدول المتأثرة بتغير المناخ.
أسباب تغير المناخ
وأوضح الدكتور السيد صبري، أن التغيرات المناخية تحدث لأسباب منها تدخل البشر، ومنها طبيعة، وتحدث على فترات طويلة جدًا، مؤكدًا زيادة حدتها منذ الثورة الصناعية منتصف القرن ١٨ واختراع الآلة، والإعتماد على الفحم واكتشاف الغاز والبترول، بالاضافة إلى تزايد الأنشطة في مجالي الطاقة، والصناعة، واستخداماتها.
مؤكدًا أن الثورة الصناعية، تسببت في زيادة الأنشطة الصناعية التي أدت إلى تصاعد مجموعة من الغازات إلى الغلاف الجوي، نتيجة إحتراق الوقود بتركيزات كبيرة تسببت في تخزين كمية من الحرارة في الغلاف الجوي لفترات طويلة، مما جعلت الغلاف الجوي "صوبة زجاجية" تسببت في تخزين جزء من الطاقة القادمة من الشمس في الغلاف الجوي، مما أدى لإرتفاع درجات حرارة الأرض، وظهور ما يسمى بالاحترار العالمي أو الاحتباس الحراري.
تأثير التغيرات المناخية على المناطق الساحلية
واشار إلى ان ظاهرة الاحتباس الحراري، تسببت في خلل النظام المناخي للكرة الأرضية، مما أدى إلى ظهور ما يسمى بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، والتي لها الكثير من الآثار السلبية، منها ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد في القطب الشمالي، مما يؤثر على مختلف الشواطئ بمختلف دول العالم، لافتا إلى أن الأكثر تأثرا بظاهرة إرتفاع منسوب سطح البحر، المناطق الساحلية المنخفضة، حيث تكون أكثر عرضة للغرق، ومنها دلتا نهر النيل بمصر.
تأثير التغيرات المناخية على قطاعي المياه والزراعة
وأضاف "إستشاري المناخ" أن ظاهرة ارتفاع سطح البحر، تتسبب أيضا في تغلغل مياه البحر المالحة داخل الشواطئ، مما يتسبب في فقدان خصوبة الأراضي في تلك المنطقة، لافتا إلى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، مؤكدا أن إرتفاع درجات الحرارة لها تأثير سيئ جدا على المحاصيل الزراعية، حيث يوجد بعض المحاصيل تحتاج إلى درجات حرارة ورطوبة معينة للنضج مما يؤثر على الإنتاجية الزراعية.
تأثير التغيرات المناخية على النواحي الصحية
ونوه إلى ما يسمى بالظواهر المناخية الجامحة، مثل الموجات الحارة، والباردة، مؤكدا تأثيرها السيء على الزراعة، وكبار وصغار السن، بالاضافة إلى زيادة معدل العواصف الرملية، والترابية، بالاضافة إلى التاثير على حزام المطر، بسبب تغير المناخ، مما يتسبب في حدوث أمطار غزيرة وسيول في مناطق، وجفاف وتصحر في مناطق أخرى.
وقال الدكتور صبري إن التغيرات المناخية، لها تأثير سيئ على النواحي الصحية، بسبب نقص المياه، ونقص الإنتاجية للمحاصيل، مما تسبب في زيادة أمراض سوء التغذية، لافتا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، قد يتسبب في إعادة انتشار أمراض المناطق الحارة، مثل الملاريا والفلاريا.
تأثير التغيرات المناخية على السياحة
مضيفا أن تغير المناخ، وتأثر بعض المناطق الساحلية بظاهرة إرتفاع سطح البحر، يؤثر على الكثير من المقاصد السياحية، ويجعلها غير جاذبة للكثير من السياح، مما يؤثر على الاقتصاد للكثير من الدول السياحية.