أكاديمي يمني لـ "الفجر": سيتم الكشف عن أقنعة ميليشيات الحوثي بعد تصنيفها على قوائم الإرهاب
قال الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بكلية الاداب بجامعة عدن، إن الحوثيون يسمون أنفسهم أنصار الله مثلهم مثل حزب الله وأنصار الشريعة أو تنظيم دولة الخلافة الإسلامية “داعش”.
وأضاف طاهر في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأنه لايجوز اختزال العلاقة بالخالق على تنظيمات بعينها دون غيرها، فالله عزو وجل رب العالمين أي رب الكون كله وشريعته هي شريعة العالم المخلوق، ومفهوم الخلافة ايضا لايقتصر على أمة أو شعب بعينه بل يخص الإنسانية كلها.
وتابع في حديثه": فالإستخلاف لآدم عليه السلام وبني آدم ولطالما أن التسمية عنوان الهوية والهوية تعبر عن التنوع في الطبيعة والمجتمع الإنساني ولكل هوية حدودها، فإن التسميات التي اختارتها هذه التنظيمات ليس لها حدود،حدودها حدود الكون كله، فهي أحزاب وتنظيمات عابرة للحدود وليس لها هوية محددة، ولهذا فهي لا تتردد في فرض أهوائها وأجنداتها على العالم كله والوسيلة التي اختارتها لبلوغ غاياتها هي الإرهاب الذي لايعترف بأي حدود ولا يقر بالمبادئ الأخلاقية والنظم السياسية الذي تشرعن وتنظم العلاقات بين البشر.
وأشار: هم بذلك يخالفون الإرادة الإلهية التي جعلت البشر في تنظيم بنائي يحكم علاقاتهم مع الطبيعة ومع بعضهم بعض، فإن الله خلق البشر وجعلهم في شعوب وأمم،وعدم الامتثال لهذا النظام لا يعد خروج عن طاعة الخالق بل وخروج أيضًا عن المبادئ الأخلاقية والسياسية التي شرعنتها البشرية وجعلتها أساس لتنظيم العلاقة بين مكوناتها.
وأكد لـ "الفجر": لقد اتخذت هذه الأحزاب في كل أرجاء العالم من هذا السلوك منهجًا عمليًا لأنشطتها الإرهابية التي غلفتها بأغلفة دينيه عبرت عنها التسميات التي اختارتها عناوين لها. حيث نرى ذلك واضحًا على سبيل المثال في انشطة وأفعال الحوثيين في اليمن حيث يضربون بصواريخ الإرهاب وطيرانهم المسير في كل الاتجاهات ويشنون الهجمات على الجغرافية السيادية للشعوب العربية المجاورة لهم، “على المملكة العربية السعودية وعلى الإمارات العربية المتحدة وعلى شعب الجنوب واستهداف مصالحة الاقتصادية وثرواته ومنشآته”، ليس ذلك فحسب بل ويستهدفون المصالح الدولية وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، الأمر الذي يجعل الإرهاب الحوثي يصنف في مصاف التهديد العام للأمن والسلم الدوليين في هذه المنطقة من العالم ويجعلة في مواجهة مع الإنسانية كلها، فما يقوم به يرقى إلى مستوى الأضرار بالمصالح الدولية بكل مستوياتها المحلية والاقليمية والدولية.
وقال إن التصنيف الذي صدر مؤخرًا عن الأطراف المحلية والاقليمية ومؤسسات الشرعية الدولية باعتبار الحوثي منظمة إرهابية رغم أنه جاء متأخرًا إلا إنه يعبر عن هذه الحقيقة، فالأصل الذي نشأت عليه هذه المنظمة لا صلة له بالوطنية فهي تمثل ذراع من الأذرع التي أنشأتها إيران في العالم العربي لفرض أهوائها وأجنداتها على العالم العربي وعلى العالم كله.
واختتم الأكاديمي اليمني حديثه لـ "الفجر": توقعاتنا أن تصنيف هذه المنظمة كمنظمة إرهابية سيلعب دورًا حاسمًا للكشف أقنعة أنشطتها وأفعالها الضارة وتعزيز مستوى الإصطفاف والحشد المحلي وتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية لألحاق الهزيمة بالأرهاب الحوثي وحلفائهم في حزب الأخوان الإرهابي وكل قوى التطرف المتحالفة بمختلف مسمياتها، فبلادنا تمثل في موقعها الجيوسياسي نقطة التقاء المصالح الدولية وعصب خطوط المواصلات العالمية الأمر الذي يستوجب الاصطفاف الإنساني والتحالف بين دول العالم ومؤسساته الشرعية لمواجهة أخطبوط الإرهاب واستئصاله.
يذكر أن مجلس الدفاع الوطني في اليمن، أعلن إدارج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب، محذرا من أن التعامل مع تلك المليشيات سيقابله إجراءات وعقوبات صارمة.
وأصدر مجلس الدفاع الوطني القرار رقم “1” لسنة 2022 بتصنيف مليشيات الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية وفقا لقانون الجرائم والعقوبات، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية.
وبموجب ذلك وجه مجلس الدفاع الوطني الجهات ذات العلاقة باستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار.
كما حذر الكيانات والأفراد الذين يقدمون الدعم والمساعدة، أو التسهيلات أو أي شكل من أشكال التعاون والتعامل مع هذه الجماعة الإرهابية، بأنه سيتم اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة تجاههم.
وكان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن وجه الحكومة المعترف بها دوليا بردع مليشيات الحوثي، وذلك عقب اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطني.
وعقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعا طارئا برئاسة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، بحضور كافة أعضاء المجلس، ورؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والاستشارية ومحافظي محافظات حضرموت وشبوة.