مرشحو الرئاسة يتراهنون على الفقراء
الرهان على الفقراء أصبح هو الشعار الذي يرفعه مرشحو الرئاسة في مصر، مع تصاعد وتيرة حملاتهم لخوض الانتخابات الرئاسية التي لم يتحدد موعدها حتى الآن. واستغل بعض هؤلاء المرشحين الأجواء الرمضانية ليتقرب من بسطاء المصريين الذين يمثلون الغالبية العظمى من الناخبين.
ورغم أن محاولات التقرب من البسطاء سواء بتناول الطعام معهم أو الجلوس في منتدياتهم كان فعلاً يحرص الرئيس السابق حسني مبارك على ممارسته في جولاته الميدانية، فإن ما تم كشفه عن افتعال تلك المقابلات وتدبيرها من خلال الأجهزة الأمنية نال من مصداقية تلك الأعمال. لكن مرشحي الرئاسة المحتملين، الذين لا يمتلكون حتى الآن أجهزة أمنية ترتب لهم تلك اللقاءات، يبدون أقرب إلى رجل الشارع.
وأكثر مرشحين يركزان على لقاء بسطاء المصريين هما عمرو موسى وحمدين صباحي، إذ تناول موسى الإفطار على «طبلية» واحدة مع أسرة فقيرة الثلاثاء الماضي، وذلك عندما طلب خلال جولة انتخابية له في منطقة دار السلام العشوائية تناول الإفطار مع أسرة مصرية يعولها «فران». والتُقطت الصور له وهو يأكل أطعمة الفقراء المصريين (ملوخية ولوبيا وأرز وسلطة) بعيداً عن الموائد الفاخرة وولائم الملوك والرؤساء التي اعتادها خلال سنوات عمله أميناً للجامعة العربية وقبلها حين كان وزيراً للخارجية المصرية. ثم انتقل موسى بعد الإفطار إلى مقهى شعبي لتناول الشاي مع عدد من سكان المنطقة.
عمرو موسى لم يكتف بذلك فقط، بل سبقت زيارته دار السلام عدة زيارات أخرى إلى أماكن شعبية، فزار سكان مقابر الإمام الشافعي (وهي واحدة من أشد مناطق القاهرة فقراً)، وقضى معهم يوماً كاملاً ووصف حياتهم بأنهم «أموات فوق الأرض»، مشيراً إلى أن معيشتهم مع الأموات في المقابر هو الدليل الحي على أكثر مظاهر الظلم والفساد التي أساءت إلى المجتمع المصري.
واستعان موسى بالمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم أثناء زيارته لمنطقة الطوابق بحي الهرم مطلع الأسبوع الماضي، وقدم «شعبولا» أغنية جديدة تحية له تقول كلماتها «بحب عمرو موسى الطيب الحسيس… وإن شاء الله هاينجح وهو ده الرئيس… وايييه»، مستعيداً الأغنية الشهيرة التي قدمها المطرب الشعبي: «بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل».
واستخدم المرشح حمدين صباحي نفس النهج وإن اختلف قليلاً، فتناول إفطاره في الجمعة الأخيرة من رمضان على مائدة رحمن في منطقة السيدة زينب، كما زار قبل أيام حي المطرية الشعبي في القاهرة، وتجول بين المقاهي والمحلات والتقى أهل المطرية الذين فوجئوا بوجوده بينهم بعد صلاة العشاء فتجمعوا حوله وانضموا إلى مسيرته، ليفاجأوا بعدها بدخوله محل عصير ليطلب عصير قصب.
المرشح المحتمل أيمن نور افتتح هو الآخر منفذاً لتوزيع اللحوم بسعر منخفض يصل إلى 40 جنيهاً للكيلو، في مغازلة واضحة لأهالي باب الشعرية الذين مثلهم على مدى 10 سنوات في البرلمان.
ورغم أن د. محمد البرادعي، وهو الدبلوماسي الدولي الذي قضى معظم سنوات عمره خارج مصر، هو الأقل حضوراً في أوساط بسطاء المصريين، والأقل تواصلاً مع الطبقات الفقيرة مقارنة بنظرائه من المرشحين، فإنه حاول أن يستخدم هذا النهج أيضاً، فأدى صلاة العشاء والتراويح في مسجد الرفاعي بالقاهرة القديمة، وهو ما تسبب في اتهامه بمغازلة أصحاب الطرق الصوفية الذين يصل عددهم إلى نحو 18 مليون مصري.