مساعدة رئيس "الصحة العالمية": الفرصة متاحة أمام قادة الدين الإسلامي للقيام بدَور محوري
قالت الدكتورة حنان بلخي مساعدة رئيس منظمة الصحة العالمية بجنيف: إنَّ العالم يسير بمعدل 1/4 المعدل المطلوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإذا أكملنا العمل بهذا المعدل، ولم نغير هذا التوجُّه، فلن نحقق الأهداف المرجوة للفترة 2023-2025م فيما يتعلق بأنظمة التغطية الصحية الشاملة، أما إذا أسرعنا وتيرة العمل فسيستفيد أكثر من 390 فردًا حول العالم من هذا النظام الصحي بحلول عام 2025م.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر العالمي السابع للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم والذي يُعقد بالقاهرة يومَي 17، 18 أكتوبر 2022م برعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أهداف التنمية المستدامة
واستعرضت مسئولة الصحة العالمية أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، تحت شعار: "لن نترك أحد خلف الركب".
وتطرقت إلى عدة أهداف منها الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاهية مؤكدة على أنه يدعم ويشكل جزءًا أساسيًّا من باقي الأهداف واستشهدت بنموذج الحج الاستثنائي للحفاظ على الأرواح.
وعددت آثار وأضرار جائحة كوفيد 19 على الصحة مؤكدة على أنها جائحة تهدد ما تم إنجازه في مجال الصحة العامة على مدار عقود، فقد أصاب الوباء أكثر من 500 مليون فرد حول العالم (حتى منتصف 2022) فضلًا عن 15 مليون إجمالي الوفيات حول العالم (2020-2021)، وكذلك في الخدمات الصحية الرئيسية ضربت الأنظمة الصحية في 92% من دول العالم، وجرى تعطيل مسيرة توفير التغطية الصحية الشاملة عالميًّا، وكذلك انخفاض متوسط الأعمار حول العالم، وانخفاض معدلات المناعة، وكذلك زيادة معدلات حالات القلق والاكتئاب، وزيادة معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالدرن.
وأشارت إلى بعض الأهداف الأخرى التي تتقاطع مع الهدف الثالث حول الصحة الجيدة والرفاهية منها هدف العمل المناخي: اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التغير المناخي، وهدف المياه النظيفة والنظافة الصحية، وهدف طاقة نظيفة وبأسعار معقولة وغيرها من الأهداف، فضلًا عن ترقب وانتظار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بشرم الشيخ في مصر 6-18 نوفمبر، 2022م.
وعن هدف التعليم الجيد أشارت المسئولة إلى أن 130 اتفاقية دولية وخطة عمل معتمدة من الأمين العام للأمم المتحدة مكونة من 5 بنود وذلك في يوم 21 سبتمبر 2022م وهي ضمان الحق في التعليم الجيد للجميع، والفتيات على وجه الخصوص؛ والتركيز على أدوار المعلمين ومهاراتهم؛ وكذلك التأكد من أن المدارس تصبح أماكن آمنة وصحية بلا عنف أو وصم أو إرهاب؛ وأيضًا التأكد من أن الثورة الرقمية تعود بالفائدة على جميع المتعلمين؛ فضلًا عن تعزيز تمويل التعليم والتضامن العالمي.
وعن تفاقم الآثار الناجمة عن تغير المناخ والصراع قالت: إن العالم النامي يشهد تأثيرًا غير مسبوق- من الفيضانات وانعدام الأمن الغذائي ونقص المياه النظيفة.
واستعرضت د. حنان بعض الإحصائيات التي تتعلق بأنماط النزوح والهجرة العالمية فقالت: هناك 281 مليون مهاجر حول العالم (2020) وهناك 36 مليون مهاجر من الأطفال (2020) وأما ضحايا التهجير القصري فيبلغ عددهم 100 مليون (2022).
وأضافت أن النساء والفتيات تشكل أكثر من 50٪ من النازحين داخليًّا تشمل العواقب خسارة الممتلكات والأصول وسبل العيش والعنف الجنسي؛ تدهور الصحة والحصول على الرعاية الصحية.
وعن المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام قالت: إن المبادرة تهدف إلى تصنيف الصحة بوصفها عاملًا مؤثرًا في السلام، وتصنيف منظمة الصحة العالمية باعتبارها ممثلًا لحفظ السلام من خلال التدخلات الصحية المراعية لظروف النزاع والموصلة لتحقيق السلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات، والمشارِكة في أهداف منظمة الصحة العالمية المليارية الثلاثة، وكما قال د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لا يمكن تحقيق صحة دون سلام، ولا يمكن تحقيق سلام دون صحة.
وعن عظمة الدين الإسلامي قالت: إن الدين الإسلامي يتبنى وسائل تحقيق أهداف التنمية المستدامة انطلاقًا من تعاليم القرآن الكريم وسنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤكد على ضرورة التعليم والمساواة والعدل والتفكير المنطقي والقياس والعلم والسلام، بل جاء مناسبًا لجميع الأزمنة والمجتمعات، وحاويًا للفئات الخمس التي تندرج تحتها أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
واختتمت مسئولة الصحة العالمية كلمتها قائلة: الفرصة متاحة أمام قادة الدين الإسلامي للقيام بدور محوري ومُلحٍّ في تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة استنادًا إلى العلم والبيانات لتوجيه الجهود في المساحات الأبطأ تقدمًا والمفتقرة للتقدم، بل تعتبر البيانات القُطرية حول مؤشرات أهداف التنمية المستدامة ودراسة الحالات المجتمعية ذات أهمية بالغة لتقديم فتوى فعالة في ضمان استفادة المجتمعات الأكثر ضعفًا.