شركة أمريكية تستعد لطرح جهاز يراقبك حتى في نومك
تعتزم شركة أمازون الأمريكية طرح جهاز يتمكن تتبع أنماط النوم دون حتى ارتداء سوار حول المعصم.
وقالت الشركة إن الجهاز الذي يطلق عليه "Halo Rise" سيعتمد على مستشعرات غير متصلة والذكاء الصناعي لقياس حركة الإنسان ونمط تنفسه، مما سيسمح له بتتبع مراحل النوم أثناء الليل. ولا يتضمن الجهاز كاميرا أو ميكروفونا وسيصل سعره إلى نحو 140 دولارا.
والجهاز قادر على العمل حتى إذا تقلبت يمينا أو يسارا أو أدرت للجهاز ظهرك أو حتى غطيت نفسك بالبطانية.
والجهاز هو الأحدث في سلسلة أجهزة (Halo) التي تنتجها أمازون والتي تشمل أجهزة مراقبة للنشاط البدني وأنماط النوم، والجهاز مزود كما أغلب أجهزة أمازون بتقنية تسمح باتصاله بالمساعد الافتراضي التابع للشركة "أليكسا"، مما يتيح للمستخدمين الاستيقاظ على نغمات أغانيهم المفضلة أو ضوء يحاكي الألوان والسطوع التدريجي لشروق الشمس.
يسلط الجهاز الجديد الضوء على تحرك الشركة المتنامي صوب دمج تقنياتها في حياة المستهلكين وتوسيع نطاق وصولها إلى قطاع الصحة. ويتنامى طموح الشركة في القطاع بمرور السنوات وتجسد في الآونة الأخيرة في استحواذ بقيمة 3.9مليار دولار على شركة الرعاية الصحية الممتازة "وان ميديكال". والصفقة تخضع للفحص من جانب لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.
قالت أمازون التي تواجه تدقيقا شديدا بشأن معالجتها بيانات المستهلكين كالمعتاد إن المعلومات الموجودة في الجهاز ستظل آمنة وإنه سيتم تشفير البيانات الصحية المسجلة.
وقالت إنها لن تستخدم بيانات "أمازون هالو" الصحية للتسويق أو تقديم توصيات للمنتجات أو الإعلانات وإنها لن تبيعها أبدا.
لكن هذا لا يكفي لتهدئة المخاوف، فتطور تكنولوجيات أمازون بات مخيفا جراء التطور الذي لحق بإنترنت الأشياء في السنوات الماضية والسماح بدمج واتصال الأجهزة الذكية بعضها ببعض.
فعلى شاشة العرض الذكية الجديدة من أمازون التي سيطلق عليها "Eco Show 15" يمكن الآن للمساعد الصوتي أليسكا أن يتلو الروتين الصباحي لكل شخص في المنزل، وأن يقدم تحديثات للتقويم ويسلط الضوء على تقارير حركة المرور في طريق انتقالك إلى مكتبك. كما أن ثمة خيار يسمح للمساعد "أليكسا" بإطفاء الأنوار لمدة تصل إلى 24 ساعة في المستقبل إذا لم تكن في المنزل.
تواصل أمازون توسيع ميزات "Astro" أيضا، فالآن بإمكان الروبوت التعرف على وجوه الحيوانات الأليفة في المنزل وبث لقطات إلى أصحابها عندما يكونون في الخارج. يمكن للروبوت أيضا التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب وإجراء مراقبة أكبر إذا كان المالك بعيدا عن المنزل كجزء من اشتراك مراقبة افتراضي.
بالطبع أمازون ليست الشركة التكنولوجية الوحيدة التي تقدم منتجات تراقب المستخدمين أو تجمع البيانات مع وعد ظاهري بتحسين وسائل الراحة والإنتاجية والسلامة. لكن أمازون ربما أكثر من أقرانها ابتكرت مجموعة واسعة النطاق من المنتجات والخدمات التي يمكن القول بوضوح إنها تتتبع وتراقب المزيد من حياتنا اليومية داخل منازلنا وخارجها.
في الفترة الماضية، أصدرت أمازون إعلانين من شأنهما توسعة انتشارها في حياتنا. إذ وافقت على الاستحواذ على "iRobot" الشركة التي تقف وراء ابتكار روبوتات التنظيف الآلية (المكانس) المعروفة باسم "رومبا" والتي يصنع بعضها خرائط لمنازلنا من الداخل. كما أعلنت خططا للتوسع في سوق الرعاية الصحية.
بهذه الطريقة، فإن أمازون توفر مستوى لم يسبق له مثيل من الراحة للمستخدمين لكن في ذات الوقت مع الكثير مما تعرفه عن حياتنا مما يثير القلق.
وقال "جوناثان كولينز" المحلل لدى "ABI Research" إن نطاق واتساع العروض التي تقدمها الشركة للمستهلكين ربما يكون مصدر قلق للبعض، ولكن قد يقبل الكثيرون ببساطة مقايضة خصوصيتهم بوسائل الراحة.
وقال: "بشكل عام، فإن المواقف السلبية للمستهلكين تجاه جمع البيانات من المنازل الذكية وأماكن أخرى تحسنت من خلال الخدمات التي يتم تلقيها في المقابل... حتى لو لم يكن ذلك واضحا، هناك مقايضة بين الخدمات ذات السعر الأقل أو المجانية ومشاركة وجمع البيانات التي تدعم توفرها".