عبد اللطيف رشيد يرشح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء بعد عام من الاضطرابات التي تركزت حول التيار الصدري

بعد انتخاب رشيد رئيسًا.. هل ينتهي الجمود السياسي في العراق (تقرير)

تقارير وحوارات

عبد اللطيف رشيد
عبد اللطيف رشيد

انتخب البرلمان العراقي السياسي الكردي عبد اللطيف رشيد رئيسًا، والذي قام على الفور بتعيين محمد شياع السوداني رئيسًا للوزراء، منهيًا عامًا من الجمود السياسي بعد الانتخابات الوطنية في أكتوبر 2021.

ويعد منصب الرئاسة، الذي يشغله تقليدياً الأكراد، هو منصب شرفي إلى حد كبير، ولكن التصويت لصالح رشيد كان بمثابة خطوة رئيسية نحو تشكيل حكومة جديدة، وهو ما فشل السياسيون في القيام به منذ الانتخابات.

ودعا السوداني مرشح كتلة  الإطار التنسيقي وهو تحالف من الفصائل المتحالفة مع إيران، لتشكيل الحكومة،وأمام السوداني 30 يوما لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.


أربعة انتخابات للرئيس خلال عام

وكان تصويت أمس الخميس هو المحاولة الرابعة لانتخاب رئيس للعراق خلال العام الجاري، وتأتي جلسة البرلمان  بعد عام من الانتخابات التي كان فيها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر هو الفائز الأكبر لكنه فشل في حشد الدعم لتشكيل حكومة.

وسحب الصدر نوابه البالغ عددهم 73 نائبا في أغسطس وأعلن أنه سيعتزل السياسة مما أدى إلي أعمال عنف لم تشهدها البلاد منذ سنوات، عندما اقتحم أنصاره قصرا حكوميا واشتبكوا مع جماعات شيعية منافسة معظمها مدعومة من إيران ومع فرق مسلحة.

ويتمتع الصدر، الذي لم يعلن عن خطوته التالية، بسجل حافل من الأعمال المتطرفة، بما في ذلك قتال القوات الأمريكية، والاستقالة من الحكومات، والاحتجاج ضد الحكومات. ويخشى الكثيرون احتجاجات أنصاره.


انتخابات على أصوات قصف المنطقة الخضراء

وتمت الانتخابات بعد استهداف المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد بتسعة صواريخ فيما أصيب ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم عناصر من قوات الأمن، كما وقعت هجمات صاروخية مماثلة خلال الشهر الماضي، وذلك بحسب بيان عسكري

فيما وضعت قوات الأمن،، نقاط تفتيش في أنحاء المدينة، وأغلقت الجسور والساحات، وأقامت جدراناً على بعض الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة.

 

خطة الإطار التنسيقي لملاحقة الصدريين بأجهزة الدولة

تهيمن الجماعات المدعومة من إيران على البرلمان في الوقت الحالي، وسيحتاجون إلى الاستفادة من سلطتهم التشريعية للسيطرة على مفاصل الدولة العراقية، وبحسب تصريحات لـ"حمدي مالك" المتخصص في شؤون الميلشيات العراقية، أن الإطار التنسيقي سيستفيد من سيطرته على السلطة التشريعية في البلاد  لطرد الموالين للصدريين من أجهزة الدولة، مضيفاً أن النهج المتبع في كيفية القيام بذلك سيحدد كيفية رد فعل الصدر.


تقاسم السلطة والصراع الطائفي

وبموجب نظام تقاسم السلطة في العراق والمصمم لتجنب الصراع الطائفي، فإن الرئيس العراقي هو كردي، ورئيس الوزراء شيعي، ورئيس البرلمان سني.

وشهدت الرئاسة تنافساً شديداً بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي رشح رشيد، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي رشح صالح.

ويثير انتخاب رشيد مخاوف بشأن تصاعد التوترات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين خاضا حربا أهلية في التسعينيات.

ولم يتمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من تسوية الخلافات والاتفاق على مرشح واحد.

وقال زمان علي سليم، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة السليمانية، إن العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في أدنى مستوياتها، متوقعا أن لا يؤدي ذلك التوتر إلي انقطاع العلاقة بين الطرفين.

.