إسهال حاد.. كيف تسبب الكوليرا الوفاة خلال ساعات؟

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حالة من الرعب العالمي انتشرت بسبب ظهور عدد من حالات الإصابة بمرض الكوليرا في مجموعة من البلدان الامر الذي دفع منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ بسبب هذا الأمر، وتنشر بوابة الفجر: إسهال حاد.. كيف تسبب الكوليرا الوفاة خلال ساعات؟

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، عن أول وفاة بمرض الكوليرا منذ رصد المرض في أكتوبر.

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء وضع تفشي مرض الكوليرا في عاصمة هاييتي بورت أو برنس والمناطق المحيطة بها.

وبحسب أرقام وزارة الصحة في هاييتي بلغ عدد الحالات نحو 224 حالة مشتبهة بإصابتها، بالإضافة إلى 16 حالة وفاة، إلى جانب تفشي الكوليرا في السجن الوطني بالعاصمة مع 39 حالة مشتبه بإصابتها و9 وفيات.

أُطلق في عام 2017 استراتيجية عالمية بشأن مكافحة الكوليرا بعنوان "وضع حد للكوليرا: خريطة طريق عالمية إلى عام 2030"، بهدف تخفيض الوفيات الناجمة عن الكوليرا بنسبة 90%.

وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح بين 1.3 و4.0 ملايين إصابة بالكوليرا سنويًا، وإلى تسبُّب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة في جميع أنحاء العالم.

الأعراض  

الكوليرا مرض شديد الخطورة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2.

وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.  

ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصا آخرين.  

ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضا خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.  

تاريخ الكوليرا  

انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند.

واندلعت بعد ذلك 6 جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.

أما الجائحة الحالية "السابعة" فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى إفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكتين في عام 1991. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.  

سلالات الكوليرا  

هناك الكثير من المجموعات المصلية لضمات الكوليرا، على أن مجموعتين مصليتين منها حصرًا، وهما O1 وO139، تسببان اندلاع الفاشيات.

وقد تسببت ضمات الكوليرا O1 في اندلاع جميع الفاشيات الأخيرة، فيما تسببت ضمات الكوليرا O139 - التي حُدِّدت لأول مرة في بنغلاديش في عام 1992 – في اندلاع فاشيات بالماضي، ولكنها لم تتسبب بالآونة الأخيرة سوى في الإصابة بحالات مرضية متفرقة، ولم يُكشف عن وجودها قط خارج آسيا، ولا يوجد فرق في الاعتلالات الناجمة عن المجموعتين المصليتين كلتيهما.  

وبائيات المرض وعوامل خطره

يمكن أن تكون الكوليرا مرضا متوطنا أو وباءً، والمنطقة الموطونة بها هي عبارة عن منطقة يُكشف فيها عن حالات مؤكدة للإصابة بالكوليرا خلال فترة 3 سنوات بالاقتران مع وجود بيّنات تثبت انتقال المرض فيها على الصعيد المحلي (ما يعني أن الحالات لا تفِدُ إليها من مكان آخر). ويمكن أن تندلع فاشيات/ أوبئة الكوليرا في كل من البلدان الموطونة بها وفي تلك التي لا تظهر فيها الكوليرا بانتظام.  

وفيما يخص البلدان الموطونة بالكوليرا، فيمكن أن تندلع فيها فاشيات موسمية أو متفرقة، وتتسبب في حالات تفوق أعدادها التوقعات، أمّا في البلدان التي لا تظهر فيها الكوليرا بانتظام، فإن فاشيتها تُعرّف على أنها وقوع حالة مؤكدة واحدة على الأقل للإصابة بالكوليرا بحيث تكون مسندة ببيّنات تثبت انتقال المرض على الصعيد المحلي في منطقة لا تنتشر فيها الكوليرا عادة.

ويرتبط انتقال الكوليرا ارتباطا وثيقا بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. وتشمل المناطق المعرضة للخطر تقليديا الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات المشردين داخليا أو اللاجئين.  

ويمكن أن تسفر العواقب المترتبة على وقوع أية كارثة إنسانية - مثل تعطل شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي أو نزوح السكان إلى مخيمات غير ملائمة ومكتظة – عن زيادة خطورة انتقال الكوليرا إذا كانت بكتريا المرض موجودة فيها أو إذا وفدت إليها من مكان ما. ولم يسبق الإبلاغ قط عن أن الجثث غير المصابة بعدوى المرض قد شكلت مصدرًا لانتشار الأوبئة.  

واستمر عدد حالات الكوليرا التي يجري إبلاغ المنظمة بها في الارتفاع خلال السنوات القلائل الماضية، حيث أخطر 24 بلدًا خلال عام 2020 بنحو 369 323 حالة و857 وفاة. ويُردّ التباين في تلك الأرقام والتقديرات المتعلقة بعبء المرض إلى عدم تسجيل العديد من الحالات بسبب قصور نظم الترصد والخوف من تأثيرها على أنشطة التجارة والسياحة.

وتُشجَّع البلدان المتضررة من الكوليرا على تعزيز ترصد المرض والتأهب لمواجهته على الصعيد الوطني بغية الإسراع في الكشف فاشياته والتصدي لها.

 وما عاد الإخطار بجميع حالات الكوليرا إلزاميًا بموجب اللوائح الصحية الدولية، ولكن يجب أن تخضع دومًا أحداث الصحة العامة المنطوية على الإصابة بالكوليرا للتقييم في ضوء المعايير المنصوص عليها في تلك اللوائح (المبادئ التوجيهية لاتخاذ القررات الواردة في المرفق 2 من اللوائح الصحية الدولية)، وذلك للبت فيما إذا كان يلزم الإخطار بها رسميًا.