كيف يتم اختيار زوجة الكاهن القبطي؟.. القمص أثناسيوس فهمي يجيب
نشر القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، دراسة تحت شعار «اختيار زَوْجَةُ الكَاهِنِ القِبْطِيِّ»، موضحا أنه يلزم أن نميز بين نوعين من زوجات الكهنة.
وأوضح مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، أن النوع الأول الذﻱ فيه ترتبط الزوجة برجل التزم بدعوة الكهنوت وسيتقدم للرسامة الكهنوتية، والنوع الثاني تمثله النساء اللواتي تقع قرعة الاختيار على أزواجهن بعد زواجهن بزمنٍ، وكلتاهما يدخلن مسئولية حمل صليب التكريس.
وتابع أن زوجة الكاهن هي سَنَد عائلتها وهي محطّ الأنظار، لا لأجل ريادتها؛ ولكن لتقييمها ورصدها في كل شيء. وبالرغم من أن ارتباطها ليس تكليفًا مواهبيًا، لكن خدمتها محورية تعملها بإسهاماتها المضيئة وخبرتها وقدوتها قبل كل شيء. فليس من الضرورﻱ أو الحتمي أن يكون لها موقع داخل تدبير الخدمة، لكن وجودها ينبع من دورها المُعاش؛ كلما كان ملموسًا، والذﻱ يبدأ بتدعيم اصطفاء الله لخدمة زوجها، مقتنعة بأنها ستكون تحت الميكروسكوب، وأنها تبقى تحت مجهر المراقبة الحساسة في كل شيء؛ وستلُوكها الألسنة
- القبول والتجاوب الواعي لحمل الصليب يضاعف المعونة الإلهية
وأضاف القمص أثناسيوس فهمي جورج، لذلك القبول والتجاوب الواعي لحمل الصليب يضاعف المعونة الإلهية، لكل مَنْ تستتر في المسيح بصدق عفوﻱ غير مفتعَل، ولكل من تحيا حياة فاضلة. عارفة لحدودها؛ غير متأففة من صغائر الناس، خادمة للمسيح ولرعيته، بقدوة المحبة وصبر الإنجيل سواء في تربية أولادها أو في قدوتها لتكميل الوصية.
وأشار إلى أن موافقة زوجة الكاهن للسلوك في حياة التكريس التي قَبِلَها زوجها، يضع عليها مسؤولية الالتزام بروح الرزانة والعفة المسيحية، دون لَغْو؛ لتكون أعمالها بالله معمولة في دائرة الإيمان الناضج، مبتعدة عن ثقافات الرومانتيكية وبذخ الموضات وزخرفتها الرخيصة، وعن مجاراة أفكار وطرق بنات الناس؛ لأن لها أيضًا دورها الأيقوني الذﻱ يضفر لها إكليلها؛ ويحفظ لها أجرها السماوﻱ عند الآب القدوس الذﻱ عنده ستُستعلَن الخفيات؛ وما هو مكتوم عن أعين البشر. مستعدة للشهادة البيضاء وعلى أُهْبَة الاستعداد أن تقدم حياتها طاهرة متعقلة، وقد أتتها الفرصة بإتساع لتتاجر فيما هو موضوع أمامها؛ وتكسبه لربح أبدﻱ، وحتى لا ينخر سوس البطالة والبريق حياتها، فاهمة لخطّة الله في حياة بيتها.
- زوجة الكاهن خط دفاع في حراسة بيتها من هجمات ومعطلات عدو الخير
واستطرد فالبرغم من أن زوجة الكاهن ليست كاهنة، لكنها خادمة الرب التي يجب أن تكون سيرتها على طريقة مريم أخت هارون وموسي، خَلْدَة تضيء مصباحها بالزيت وتقتنص الفرصة التي وضعها الله أمامها، تغتنمها لتربح وتكشف معنى خدمة المرأة ودورها؛ في ضوء معنى الحياة وهنائها الحقيقي؛ لأن المُرْوِﻱ هو أيضًا يُروَى.،فهي تَرىَ نفسها في نجاح عمل الله برضًى ومسرة لأجله، بوعي حقيقي ومسئولية الأيقونة الصادقة، التى شبهها بعض الآباء "بالملاك الحارس" لتعقُّلها ووداعتها وحضورها العذب في تربية أولادها، وبالأكثر في الجهاد والتعب الذﻱ ينتظرها؛ لتقدم من بيتها أثمارًا مفرحة، مزوَّدة بالفهم والعمق والخبرة والاطلاع.
وبهذا تكون زوجة الكاهن خط دفاع في حراسة بيتها من هجمات ومعطلات عدو الخير الشرسة، الذﻱ يجُول ليهدم هذا البيت تحديدًا؛ كهدف لسهامه. صلاتها وبرها واكتفاؤها وقناعتها، هي التي تكمل ما نقص. أمينة في كل شيء؛ وغير متداخلة ولا فضولية فيما لا يعنيها، بل ستَّارة للعيوب وكاتمة للأخبار، لكي وبهذا يكون تَوَارِيها وخفاؤها علامة ودلالة انصرافها لما هو فوق وحق ونافع.