الدواء القاتل.. التفاصيل الكاملة لوفاة طفلتين بسبب حقنة مضاد حيوي بالإسكندرية
شهدت مينا البصل بمحافظة الإسكندرية حادثا مأساويا بعدما فقدت أم طفلتيها فور قيام صيدلانية بحقنهما بحقنة مضاد حيوي.
البداية
تعود بداية الواقعة أن الطفلتان إيمان وسجدة محمد النجار، عانتا من ارتفاع بدرجة الحرارة، وذهبت الأم بطفلتيها إلى الصيدلية بمنطقة مينا البصل بالإسكندرية، لتصرف الروشتة لعلاج الطفلتين.
فقامت الصيدلانية بوصف عقار بديل للمدون بروشتة العلاج، إلا أنها حاولت البحث عن العلاج الأصلي فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل، حسب رواية الأم، وقامت الصيدلانية بإعطاء حقنة مضاد حيوي للطفلتين دون إجراء اختبار حساسية، وبعد حقن الطفلتين شعرتا بإعياء شديد وذهبت الأم بهما إلى المستشفى لكن الطفلتين كانتا قد فارقتا الحياة.
تحررالمحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة مينا البصل، وألقي القبض على صاحبة الصيدلية وعاملتين بها.
التحقيقات
بعدما تلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغًا من والدة الطفلتين إيمان وسجدة محمد النجار، تتهم فيه صاحبة صيدلية وعاملة بها بالتسبب في وفاتهما إثر تلقيهما عقارًا بالصيدلية.
وبسؤال الأم، قالت في التحقيقات إنها ذهبت إلى صيدلية بجوار محل إقامتها بمنطقة بشائر الخير لصرف روشتة علاج للطفلتين، حيث تعانيان من ارتفاع في درجة الحرارة وبرد.
وقامت الصيدلانية بوصف عقار بديل للمدون بروشتة العلاج، إلا أنها حاولت البحث عن العلاج الأصلي فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل.
فقامت العاملة داخل الصيدلية بحقن ابنتيها بالعقاقير مضاد حيوي، دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن، فشعرتا بإعياءٍ شديدٍ نُقلتا على أثره للمستشفى حيث توفيتا على الفور، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة مينا البصل، وألقي القبض على صاحبة الصيدلية والعاملين بها.
قرار النائب العام
قام النائب العام بإصدار مجموعة من القرارات بشأن هذه الواقعة كالأتي:
- حبس صيدلانية على ذمة التحقيقات.
- حبس عاملين في الصيدلية على ذمة التحقيقات.
- التحفظ على الصيدلية.
- تفتيش الصيدلية.
- ندب لجنة مختصة لمراجعة التراخيص.
- فحص العقاقير الموجودة بالصيدلية.
بيان النيابة
قال بيان صادر عن مكتب النائب العام: أمر المستشار حمادة الصاوي بحجز صيدلانية، وحبس عامليْن لديها 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، لاتهام الأخيرين بمزاولة مهنة الصيدلة بغير ترخيص، واتهام الأولى بالسماح لهما بذلك، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.
وأضاف: كان قد ورد بلاغ إلى النيابة العامة من والدة الطفلتين المجني عليهما مفاده وفاة ابنتيها على إثر تلقيهما عقارًا بالصيدلية، متهمةً صاحبةَ الصيدلية والعاملةَ بها بالتسبب في وفاتهما، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، وبسؤال المبلِّغة شهدتْ بأنَّ الصيدلانية المتهمة وصفت عقارًا بديلا للمدون بروشتة علاج إحدى الطفلتين، فحاولت البحث عن العلاج الأصيل فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل، وهناك وجدت عاملة حقنت ابنتيها بالعقاقير دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن، فشعرتا بإعياءٍ شديدٍ نُقلتا على إثره للمستشفى حيث توفيتا.
وتابع: على هذا، استجوبت النيابة العامة المتهمين، واتخذت حزمةً من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، منها التحفظ على الصيدلية وتفتيشها، وندب لجنة مختصة لمراجعة تراخيصها، وفحص ما بها من عقاقير، وجارٍ استكمال التحقيقات.
والد الطفلتين
وقال والد الطفلتين، إن الطفلتين كان لديهما مشاكل في الصدر، وكتب لهما الطبيب علاجًا لحساسية الصدر والسعال ونزلات البرد، يحصلان عليه في أول أسبوع من المدارس، وقامت والدتهما بعمل اختبار حساسية، وحصلا على الحقن التي كانت مكتوبة إليهما في اليوم الأول، ومن ثم عادا إلى مسكنهما من جديد، وفي اليوم الثاني للحصول على الجرعة الثانية من الحقنة، زوجته أخذت الطفلتين من أجل الحصول على الحقن، ومن ثم قالت لها الطبيبة الموجودة في الصيدلية إن هناك حقنة موجودة والأخرى غير موجودة ولم تكن موجودة في كل الصيدليات.
وقالت الطبيبة “إن المادة الفعالة في تلك الحقنة نفس الموجودة في الأخرى، ولكن هذه شركة وهذه شركة أخرى، ووالدة الطفلة لم تكن تعلم ذلك لأنها ليست متخصصة، الصيدلانية قالتلها الاتنين زي بعض، وكانت هتديهم الحقنتين، مراتي قالتلهم مش هتعملي ليهم اختبار حساسية الأول قالت لا ما هما خدوا حقن إمبارح ومحصلش حاجة، وبعدما حصلا الطفلتان على الحقن، بدأت الطفلة الصغيرة تصرخ ولديها ضيق في التنفس، والأخرى تشعر بوجع قوي في رأسها، رحت للصيدلي قولتله إلحق بنتي، قالي بنتك جعانة ومفهاش حاجة بس أكلها بس ومفيش حاجة، جريت ببناتي الاتنين على دكتور صيدلي تاني قالي الحق إجري ببنتك على المستشفى بسرعة عشان بتموت”.
“دخلت المستشفى، أكتر من طبيب تجمع على الطفلتين، وحاولوا إنقاذ الطفلتين لحد ما الطبيب قاللي سيبهم واطلع برا والحالة مستقرة وسيبها على الله، وظل الدكاترة مع الطفلتين من الساعة 11 ونص وحتى الخامسة فجرًا، وبعدها أبلغوني بوفاتهما، أنا عايز حق عيالي”.
نقيب صيادلة القاهرة
قال الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة، إنه يجب الاعتراف بأن الأطباء يسرفون في كتابة المضادات الحيوية، وكذا الأمر بالنسبة لإقبال المواطنين عليها من تلقاء أنفسهم.
وأن الطبيب عليه أن يكتب دواء شرب أو أقراص، بينما الحقن تكون للحالات الشديدة.
فالطبيب يكتب الحقن من منطلق حرص الأسر على علاج الطفل سريعًا، وهو ما يمثل نوعًا من الإسراف، الطبيب بيكتب حقن علشان بيكون عاوز المريض يخف بسرعة ويتقال عليه طبيب شاطر.