يستخدم النظام العنف مرة أخرى في حملته القمعية

في يومها الثامن عشر.. هل تنتهي الاحتجاجات الإيرانية بالحل الأمني (تقرير)

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع استمرار الاحتجاجات غير المسبوقة في إيران على وفاة الشابة الكردية "مهسا أميني" يومها الثامن عشر، بدء النظام في حملة اعتقالات، شملت الصحفيين المؤثرين وأبرزهم محرر التعليقات في صحيفة شرق والمراسل الذي نشر قصة احتجاز أميني لأول مرة، وذلك وسط غياب المعلومات بشان أعداد المعتقلين فى الحملة الأمنية المكبرة.

وتفيد بعض التقارير غير الرسمية أن ما يصل إلى 57 شخصًا لقوا حتفهم في زاهدان بإقليم بلوشستان، بينما قالت المصادر الرسمية إن 400 طالب في منطقة طهران الكبرى وحدها قد تم إطلاق سراحهم بعد استجوابهم.

وعلى الرغم من إصدار البيت الأبيض بيان لتأييد التظاهرات والتلويح بفرض عقوبات جديدة، فقد قيمت إدارة بايدن هذه الانتفاضة بأنها محكوم عليها بالاشتعال ثم سحقها تحت أحذية الحرس الثوري، وذلك حسبما نقلته "أسوشيتد برس".

 

 

 

 

تاريخ النظام الإيراني في قمع التظاهرات 

تحت إشراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 83 عاماً، يبدو من غير المعقول أن تتخلى القيادة المحافظة عن غريزتها الطبيعية للرد الأمني.

حيث شهد يوليو 1999، تظاهرات عنيفة قام بها طلاب جامعة طهران، والتي اندلعت بسبب إغلاق صحيفة إصلاحية مرتبطة بالرئيس آنذاك محمد خاتمي، وتحولت العاصمة إلى ساحة اشتباكات.

 وقامت الأجهزة الأمنية بمداهمة خيمات الاعتصام والقبض على قيادات الطلاب وبعد ستة أيام، تم سحق الاحتجاجات، وظل العديد من الطلاب في السجن لمدة تصل إلى ست سنوات، وتم تجاهل مطالبهم بحرية الصحافة وتقليل فحص المرشحين البرلمانيين.

كما انهارت احتجاجات حقوق المرأة في عامي 2005 و2006، بما في ذلك حملة المليون توقيع لدعم المساواة القانونية، بعد اعتقال أكثر من 50 من أعضائها ورحيل العديد منهم إلى المنفى.

ومرة أخرى، في عام 2009 بعد ادعاءات بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية، نزلت الحركة الخضراء بشكل عفوي إلى الشوارع، حيث بلغ قوامها ثلاثة ملايين شخص، وكانت الشابة الموسيقية "ندى آغا سلطان" والتي قتلت برصاص قناص أيقونة للثورة الجديدة، واستغرق الأمر ستة أشهر حيث قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين لمجموعات صغيرة تم سحقها من خلال الاعتقالات الجماعية والمحاكمات الصورية وقتل العشرات وفي اعترافات قسرية على شاشة التلفزيون، كان على المتظاهرين الاعتراف بأنهم كانوا متحالفين مع الولايات المتحدة.

وفي عام 2019، قتلت الأجهزة الأمنية بالرصاص ما يصل إلى 1500 شخص عندما احتج الإيرانيون من الطبقة العاملة المضطهدة بعد الارتفاع المفاجئ في أسعار البنزين ثلاث مرات.

 

 

هل تفشل قبضة خامنئي الأمنية مع ثورة غير مسلحة

 

استخدم خامنئي قواعد اللعبة القديمة للادعاء بأن أعمال الشغب كانت من صنع الأشرار المألوفين، الولايات المتحدة وإسرائيل، كما تم استدعاء سفير المملكة المتحدة في طهران بتهمة التحريض على الاحتجاج.

فيما تروج وسائل الإعلام لفصل المتظاهرين عن القلق المشروع بشأن وفاة أميني، وتصويرهم على أنهم عملاء للغرب، وانتقد وزير الداخلية الشعار الاحتجاجي “المرأة حياة وحرية” المشتق من حركات التحرر الكردية، قائلاً إن من يرددونه يبدو أنهم يرون الحرية في عري المرأة ووقاحتها.

قليلون كانوا يتوقعون أن تستمر هذه المظاهرات لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، حتى لو كان حجمها يتزايد ويتضاءل، ويبدو الأمر كما لو أن القيادة الإيرانية فقدت توازنها وأصبحت متوترة إزاء الطريقة التي تتعرض بها شرعيتها للتحدي بسبب هذه الظاهرة الجديدة المتمثلة في ثورة غير مسلحة بلا قيادة، والتي تجتذب حتى أطفال المدارس.

هناك العديد من الأراء الإصلاحية التي دعت النظام  لضرورة التحرك سياسيًا، وخلال مناقشة بين 100 أستاذ جامعي في جامعة طهران يوم الأحد الماضي، قال وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف: “من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكن تجاهل الناس لا يمكنك أن تحكم بالعنف” ، فيما. طالب البروفيسور صادق زيباكلام،بمعرفة من أعطى الأمر بإرسال "رجال ميليشيا يرتدون ملابس مدنية" لمهاجمة وضرب الطلاب في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران.