من هو العالم المجهول الذي فك شفرة وقود الدفاع الجوي بحرب أكتوبر؟
من العالم المجهول الذي فك شفرة وقود الدفاع الجوي بحرب أكتوبر
في ذكرى أكتوبر المجيدة ل49 تسعي بوابة الفجر الالكترونية باستعراض أبرز أبطال حرب الشرف والكرامة.
لذلك قامت البوابة بالبحث علي أسماء الابطال ليسوا من العسكريين ولكن من المدنيين فكان من أبرز المدنيين هو الدكتور محمود يوسف السعادة.
تفاصيل القصة
وبالتحديد في 8 يوليو سنة 1972م، صحيت مصر كلها على عناوين الجرائد، أن الرئيس "السادات" أصدر قرار جرئ جدا بطرد الخبراء السوفييت من مصر، العالم كله تفاجئ باللي بالقرار ذلك، وشهد كل أبطال وقاده حرب أكتوبر بحتميه التخلص منهم قبل الحرب، لأن وجودهم عامل قلق أمني.
ولكن هذا القرار قابله الروس بمنع قطع غيار الأسلحة الموجودة في مصر لتصديرها إليها، فهذا يعني تعطيل السلاح الموجود في مصر فهذا أمر يعتبر كارثة لأن السلاح الموجود بشكل كبير في مصر كان من الإتحاد السوفيتي ولكن يوجد بعض الفروع في الجيش المصري من الممكن التعامل مع الأمر ولكن الكارثة كلها كانت في سلاح الدفاع الجوي وهذا بسبب أن 90% منه كتايب صواريخ سام 2 و10 % كتايب سام 3 تلك الصواريخ كانوا لا يعملون إلا بالوقود الروسي.
وذلك الوقود له مدة صلاحية فعندما تمر تلك الصلاحية يعني وقوف الصواريخ وهذا يعني وقوف حائط الصواريخ المصري وهذا يعني مصر لا تستطيع الحرب.
البحث عن الحل
بدأت تتحرك الجيش والمخابرات والدولة كلها من أجل الوصول إلى حل تلك المشكلة فهذا الحل كان يجب أن يكون في العقل المصري فبدأ البحث في المعاهد الفنية العسكرية وبعد ذلك اتجه إلي العلماء المصريين المدنيين في كليات مصر.
وفي مايو 1973 ذهبوا المتخصصين في البحث إلي المركز القومي للبحوث وتم طرح المشكلة الكاملة لهم فرشح أستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز، دكتور شاب اسمه "محمود يوسف سعادة".
اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة
في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في يونيو 1973م، تم عرض مشكلة الوقود على "الرئيس السادات" فكان رده " بصراحة كدا استحالة الحرب"، فطلب اللواء "محمد علي فهمي" انضمام شخص مدني لهم، فوصلت عربة إلي بيت الدكتور" سعادة" يطلبون منه الحضور إلي وزارة الحربية الآن.
بداية الأمل
خلال نفس الشهر استطاع العالم المصري استخلاص 240 لتر وقود جديد صالح للاستخدام، من الكمية المنتهية الصلاحية الموجودة بمخازن قوات الدفاع الجوي، وبالفعل أخذ العينة الكمية المستخلصة والبحث وحضر اجتماع المجلس الأعلى للحرب تم عرض النتائج.
وبعدها تم تكلف الأجهزة المعنية توفير كافة المطلوب لتوفير الكميات المطلوبة تم إنتاج ما يقارب 45 طن من الوقود واستطاعت مصر الدخول في هذه الحرب واستطاع الدفاع الجوي التصدي إلي هجمات العدو.
الجوائز
بعد الحرب حاز الدكتور محمود سعادة على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون، تقديرا من الرئيس السادات على دوره التاريخي في النصر.
شغل منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومدير مكتب براءة الاختراع فى التسعينات، وبعدين بقى أستاذ متفرغ بالمركز القومي للبحوث.
وفاة العالم المصري
توفي في 28 ديسمبر 2011م، وبعت المشير "طنطاوي" مندوب عنه لتشييع الجنازة، اللي حضرها بعض قادة الجيش الحاليين والمتقاعدين، زملاء العمل.