ضربة للنفوذ الفرنسية.. ماذا يحدث في بوركينا فاسو؟
شهدت السفارة الفرنسية في بوركينا فاسو حالة من الفوضي، بعدما إضرم محتجون النيران في أجزاء من السفارة، بالتزامن مع سماع دوى إطلاق نار في العاصمة واغادوغو، وسط اتهامات لقائد الانقلاب الأخير إبراهيم تراوري حول إخفاء رئيس المجلس العسكري السابق بول هنري دامبيا.
وطالب عدد من المحتجين بالقرب من القاعدة الفرنسية مغادرة الجنود التابعين لها بالبلاد، وحمل المحتجون أعلام روسية، وذلك فى إشارة لدعمهم توجه "تراورى" نحو تنمية العلاقات بين بلاده وروسيا.
وبدورها، نددت وزارة الخارجية الفرنسية بما سمته العنف الذي حدث ضد بعثاتها الدبلوماسية والعسكرية بأشد العبارات، مؤكدة أن القاعدة العسكرية التابعة لفرنسا بالبلاد لم ولن تستضيف "داميبا".
وفي سياق متصل، نفى الزعيم المخلوع دامبيا أيضا، أنه كان في القاعدة الفرنسية قائلا: إن "هذه التقارير تلاعب متعمد بالرأي العام".
ووجه "تراوري" الدعوة إلى رفاقه العودة إلى رشدهم؛ لتجنب نشوب حرب بين الأشقاء لا تحتاجها بوركينا فاسو.
وكان تراورى، قد أعلن نفسه زعيمًا للبلاد عقب الإطاحة بـ "دامبيا" من السلطة؛ لتدخل بوركينا فاسو فصل جديد مثير للقلق، خاصة بعد تصاعد هجمات الحركات المسلحة المتطرفة فى الفترة الأخيرة، والتى أسفرت عن تقويض الثقة في السلطات وتشريد ما يقرب من مليوني شخص.
وكان قد برر قائد الانقلاب الأخير، عملية الإطاحة بدامبيا، إلى فشله في التعامل مع الحركات المتطرفة المسلحة، وهو نفس السبب الذي قدمه "داميبا" للإطاحة بالرئيس الأسبق "روش كابوري" مطلع العام الجارى.
وفى السياق ذاته، قدم رئيس أركان الجيش فى بوركينا فاسو، الدعوة إلى الفصائل المختلفة لوقف الأعمال القتالية ومواصلة المحادثات، واصفا ما يجري بأنه أزمة داخلية داخل القوات المسلحة.
تنديد دولى
وتوالت ردود الفعل الدولية حول عملية الانقلاب الأخيرة، حيث أدانت العديد من الدول والمنظمات الاضطرابات الجارية في بوركينا فاسو، من أبرزها وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ودعا الاتحاد الإفريقي، الجيش فى بوركينا فاسو للامتناع فورا عن أي أعمال عنف أو تهديدات للمواطنين؛ مطالبا بإعادة النظام الدستوري بحلول عام 2024.
كما أعرب رئيس الاتحاد الإفريقي موسى فكي، عن بالغ قلقه حيال عودة الانقلابات غير الدستورية سواء في بوركينا فاسو أو بلدان أخرى في القارة.
فيما أكد الاتحاد الأوروبي، أن هذا الانقلاب يعرض الجهود التي بذلت لإعادة النظام الدستوري للخطر، داعيًا السلطات الجديدة إلى احترام الاتفاقات السابقة.
هذا ويحوم الغموض حول شخصية قائد الانقلاب النقيب إبراهيم تراوري، المعروف بالرجل القوي الآن في واغادوغو، والذي سيحدد سياسة البلاد فى المرحلة القادمة.
ويعد تراوري هو ضابط برتبة نقيب فى الجيش الوطنى البوركينى، عينه "دامبيا" فى مارس الماضى رئيسا لفوج المدفعية في منطقة "كايا" خلفا له، وهي منطقة تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وتبعد 100 كم عن العاصمة واغادوغو.
كما تولى النقيب إبراهيم تراوري، رئاسة الحركة الوطنية للحماية والإصلاح، وهي الهيئة الحاكمة للمجلس العسكري.
وكانت بوركينا فاسو قد شهدت عدة انقلابات سابقة فى الأعوام 1966، 1980، 1982، 1983، 1987، 2014، 2015، وانقلابين فى العام الجارى 2022.