"في عيدها القومي".. تعرف على المقومات الأثرية والبيئية بمحافظة الوادي الجديد
تحتفل، محافظة الوادي الجديد، اليوم، بعيدها القومي والذي يوافق 3 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي يمثل نقطة فارقة في تاريخ تنمية وتطوير المحافظة وتحولها لأكبر قطاع تنموي مع تعاقب السنوات.
وتضم المحافظة على مدينة القصر وجبانة البجوات والمسجلتين على القائمة التمهيدية لمنظمة الايسيسكو، وتمثل واحات الوادي الجديد أهمية خاصة بالنسبة لمصر القديمة والحديثة، فمنذ أقدم العصور كانت هذه الواحات تعتبر بمثابة البوابة الرئيسية لحدود مصر الغربية والجنوبية، فالواحة الخارجة كانت تقع على درب الأربعين، وهو الطريق البري التجاري الذي كان يربط بين مصر والدول الواقعة إلى الجنوب منها.
ومنذ عصور ما قبل التاريخ استوطن الإنسان المصري القديم أكثر من موقع في الواحات، وخصوصًًا في الفرافرة التي عثر فيها مؤخرًًا على أكثر من موقع لإنسان هذه العصور.
واحة الخارجة
كانت هذه الواحة تُعرف قديمًا بالواحة العظمي حيث كانت تشغل منخفضًا كبيرًا في الصحراء وتتميز المدينة بالعديد من المقومات السياحية والأثرية من مختلف العصور منها ستة مواقع مفتوحة للزيارة ومتحف وهي: معبد هيبس، ومعبد الغويطة، ومعبد قصر الزيان، معبد دوش، جبانة البجوات وهي واحدة من أقدم الجبانات المسيحية في مصر بل في العالم، ومتحف الوادي الجديد.
واحة الداخلة
يوجد بها العديد من المناطق الآثرية منها منطقة بلاط والتي تضم قلاع الضبة وعين الأصيل، ودير الحجر، والبشندي، والمزروقة، ومدينة عين السبيل، مدينة عين الجديدة وهي واحدة من أقدم المدن المسيحية في الواحة الداخلة، مدينة أسمنت الخراب، مدينة القصر الإسلامية بالداخلة.
واحة الفرافرة
عُرفت في النصوص المصرية القديمة باسم " تا إحو" أي "أرض البقرة"، ربما ربطًا بينها وبين الإلهة حتحور، ومن المناطق الأثرية المعروفة بها عين الدالة، وقصر الفرافرة، وهناك عين الجلاو وعين السنط وعين الحارة وعين شمندي وعين أكور.
متحف آثار الوادي الجديد
يضم المتحف عددًا من القطع الأثرية المتميزة والتي تُلقي الضوء على حكام الواحات قديمًا، من أبرزها تمثال لحاكم الواحات إيمابيبي وزوجته جالسان على كرسي يضع كلا منهما يده على كتف الأخر، وعدد من الأواني الخاصة بالاحتفال بالعيد الثلاثيني للملك بيبي الأول، ومسند الرأس الخاص بحاكم الواحات خنت كا.
ويضم عددًا من القطع الأثرية يرجع تاريخها منذ بداية عصر ما قبل التاريخ حتى عصر أسرة محمد علي، ومن أبرز مقتنياته محتويات مقبرة حاكم الواحات قديمًا خنت كا والتي تم العثور عليها بمنطقة بلاط الأثرية، على يد عالم المصريات الدكتور أحمد فخري في سبعينيات القرن الماضي، كما يعرض المتحف مجموعة من التوابيت الآدمية من الخشب، والحلي وتماثيل بعض المعبودات من العصرين اليوناني والروماني، ومجموعات من الأيقونات والمسارج والأخشاب من العصر القبطي، كما يضم مجموعة من المشكاوات والآيات القرآنية على الأخشاب والورق ومجموعات من الخزف والأواني وشبابيك القلل من العصر الإسلامي.
يقع متحف آثار الوادي الجديد بمدينة الخارجة العاصمة الإدارية لمحافظة الوادي الجديد، وترجع فكرة إنشائه إلى السبعينات القرن الماضي، حينما تم إنشاء أول مقر إداري لتفتيش آثار الوادي الجديد عام 1973م، حيث قام المهندس المعماري حسن فتحي بتصميم مبنى من الطوب اللبن على طريقة القباب ليكون مقر إداري لتفتيش آثار الوادي الجديد. كان هذا المبنى يضم صالة طولية كانت هي نواة المتحف الجديد، عُرض فيها عدد 37 قطعة أثرية من نتاج أعمال حفائر الدكتور أحمد فخري.
وفي فبراير عام 1993، أنشأت هيئة الآثار المصرية حينذاك المقر الحالي لمتحف آثار الوادي الجديد، على مساحة 3150 م2، ويتكون من ثلاثة طوابق لعرض القطع الأثرية الموجودة بالمخازن من نتاج حفائر البعثات المختلفة بمنطقة آثار الوادي الجديد ونشر الوعي الثقافي والأثري بين سكان الإقليم.