مطران طنطا: دير مار جرجس الروماني هي الكنيسة الوحيدة المستديرة في مصر
يُعد دير مار جرجس بمصر القديمة إحدى أشهر الأديرة القبطية في مصر؛ وذلك لمكانته التاريخية والروحية لدى قلوب الأقباط، يكفي فقط أن نذكر أن هذا المكان وطأت عليها أقدام العائلة المقدسة أثناء رحلتهم في مصر؛ مما دفع ذلك المتروبوليت نقولا مطران طنطا وتوابعها للروم الأرثوذكس أن يذكرنا بأهمية هذا المكان عن طريق نشر بعض المعلومات تاريخية هامة حول هذا الدير عبر صفحته الرسمية علي الفيس بوك.
قصة دير مارجرجس
وبدأ المتروبوليت نقولا بالقول: ’’دير القديس جيورجيوس هو ملك لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا وتشرف عليه وزارة الآثار المصرية، وهو معروف باسم دير مار جرجس الروماني التاريخي. ويقع بجوار المتحف القبطي المجاور للكنيسة المعلقة التاريخية التابعة للبطريركية القبطية، كما أنه بالقرب من جامع عمرو بن العاص التاريخي، وكذلك بالقرب منه المعبد اليهودي التاريخي، لذلك المنطقة تُسمى “مُجمع الأديان”.
وتابع قائلًا: ’’كنيسة الدير الرئيسية في الأصل كانت باسم الملاك ميخائيل، وكانت تعلو أحد أبراج الحصن الروماني بابِليون ثم في سنة 684 ميلادية شُيد مكانها كنيسة باسم القديس جيورجيوس، ثم في القرن السادس عشر أعيد بنائها إثر حريق شب فيها، كما تم ترميمه في عام 1904، وهذه الكنيسة دائرية الشكل على شكل البرج المبنية عليه، وهذا الشكل المعماري في بناء الكنائس فريد من نوعه، وهي الكنيسة الوحيدة المستديرة في مصر‘‘.
وأكمل نيافته قائلًا: ’’وفي كنيسة الدير الرئيسية توجد أيقونة عجائبية للقديس جيورجيوس تُجري معجزات موضوعة داخل مزار، لهذا فإن الدير مقصد لكل مَن هو في ضيق طالبًا أن رحمة الرب بشفاعة القديس جيورجيوس، لذا هو معروف في مصر بأنه “سريع النداء”.
وأضاف قائلًا: ’’يُعتبر الدير من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، وجزء مقدس من أرض مصر، لأنه أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر، حيث يوجد أسفل كنيسة رقاد العذراء، الموجودة في وسط مدافن الدير لأبناء الروم الأرثوذكس، بئر ماء عاشت جواره العائلة المقدسة حسب تقليد الكنيسة‘‘.
وتابع نيافته قائلًا: ’’الدير لا يمثل فقط أثرًا تاريخيًا هامًا بالنسبة لبطريركية الإسكندرية للروم الأرثوذكس في مصر، وإنما يعد من أهم المعالم الدينية المسيحية إذ يأتي إليه الآلاف من الزوار المسيحيين من جميع أنحاء العالم للتَبَرُك والصلاة، كما يزوره المسلمين لطلب البركات، إذ يُعرف عندهم باسم الخضر، خاصة في ذكرى مولد القديس جيورجيوس يوم 23 أبريل من كل عام‘‘.
وواصل قائلًا: ’’يتميز الدير أنه يضم مجموعة من أيقونات القديسين تعود من القرن الـ11 إلى الـ15، كما يضم سبع كنائس صغيرة تمثل أيام الأسبوع، وبه برجان رومانيان كان يمر خلالهما نهر النيل، وأيضًا يوجد فيه أقدم مقياس لنهر النيل أسفل الكنيسة الرئيسية‘‘.
وأضاف نيافته قائلًا: ’’ويحتوى الدير على آثار تعود لعصور وأزمنة مختلفة، فضلا عن أنه يضم أيقونة للسيدة العذراء تُعرف باسم "عذراء القاهرة"، وهى أيقونة نادرة، كما يوجد في أسفل الكنيسة الرئيسية مقابر لقديسين وسراديب الموتى، وكذلك مدفن باباوات بطاركة الإسكندرية.
وأكمل قائلًا: ’’في الكنيسة الرئيسية للدير يوحد منبران، أحدهما يتلى عليه الإنجيل باللغة اليونانية (لغة الإنجيل المقدس) والآخر بالعربية‘‘.
واختتم نيافته قائلًا: ’’آخر ترميم للدير كان في عام 2012 بتبرعات من محسنين يونانيين محبان للقديس جيورجيوس ولبطريركية الإسكندرية، وبلغت تكلفتها 70 مليون جنيه مصري، استغرقت أعمال ترميم للدير ثلاث سنوات، وافتَتَح البابا ثيودروس، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الارثوذكس، الدير بعد ترميمه في يوم 24 أبريل 2015، في احتفال كبير‘‘.