متفوقًا على 111 دولة حول العالم..
"الفجر" تحاور بلال السنهوري الفائز بالمركز الأول في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم بالسعودية
قل للبلاغة أنصتى لبيانى..لا قول بعد بلاغة القرآن، فعندما خلق الله الخلق، قال لهم جميعًا، فليختر كل منكم صنعته، فاختار كل أهل الأرض صنعتهم، وبقيت فئة قليلة لم تختر، قال لهم سبحانه: ما لكم ألا تختارو، فقالوا عجزنا ربنا أن نختار، فأختر لنا ربنا.
فنظر الله إلي قلوبهم فوجدهم أنقى القلوب وأصفاها، فأورثهم كتابه، فقال سبحانة: (ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا فَمِنهم ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهم مُقْتَصِدٌ ومِنهم سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ).
قال أهل الفضل سابقنا سابق، مقتصدنا لاحق، ظالمنا مغفور له بأذن الله، فتفاخرات السماء على الارض وتفاخرت الأرض على السماء، قالت السماء إني في العرش والكرسي، فقالت الأرض أنا في بطني جماجم حملة القرآن.
في لقاء يملؤه الحب والود والسرور، التقت جريدة "الفجر" بالقاري الشاب بلال السيد السنهوري، ابن محافظة البحيرة، صاحب ال29 عاما، في الجامع الأزهر بالقاهرة، بعد لقائه مباشرة بشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وكنا قد حددنا موعد المقابلة سابقا.
وكان قد فاز الشيخ بلال بالمركز الأول في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم، بالمملكة العربية السعودية، متفوقًا بذلك على 111 دولة حول العالم.
أولا شيخ بلال أريدك أن تعرفنى بنفسك ؟
بلال السيد السنهوري، من مواليد أكتوبر 1994، ولدت بمركز المحمودية محافظة البحيرة، ولقد تخرجت من كلية علوم القرآن بطنطا وأدرس الآن في مرحلة الدراسات العليا بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة.
كيف كانت البداية مع القرآن؟
القرآن كان في حياتي منذ الصغر، أنا تعلمت القران وختمته في سن الــ 12 سنة، ثم انتقلت إلى مرحلة التجويد والقراءات بمعهد القراءات بدمنهور، وانتهيت من القراءات قبل أن أنتهي من معهد القراءات، وحصلت على إجازة قراءة القراءات الصغرى والكبرى.
القراءات السبع، كيف كانت البداية، وهل واجهتك صعوبات فيها؟
طبعا مجال القراءات تحتاج دراستها إلى زمن طويل، أي لا يمكن إتقانها في يوم أو شهر أو سنة، بل تحتاج إلى زمن طويل لإتقانها، كما أخبرتك قضيت في المعهد 8 سنوات، وفترة الكلية 4 سنوات، أي 12 عاما، كل هذة المدة وأنا أدرس فيها القراءات، والتجويد، فالموضوع ليس صعب، بقدر ما يحتاج صبر ونفس طويل، ومتابعة مع الشيوخ.
التحقت بمعهد المحمودية الأزهري، لدرسة المرحلة الابتدائية، ثم انتقلت بعدها إلى مركز دمنهور، للالتحاق بمعهد قراءات دمنهور، حيث أننى لم أدخل المرحلة الإعدادية أو الثانوية، بل انتقلت مباشرة لمعهد القراءات، ودرست فيه 8 سنوات.
هل كان لوالدك ووالداتك دور في حفظك للقرآن الكريم؟
طبعا لهم الدور الأول والأساسي والمركزي، فالوالد هو الذي وضعني على طريق القرآن، فعندما انتهيت من دراسة العام الدراسي السادس الابتدائي، كنت صغيرا فاختار لي والداي طريق القرآن والسير في هذا الطريق، ودخلت معهد القراءات بعد مرحلة الابتدائية مباشرة، ثم كلية القرآن الكريم، ثم شكرته بعد ذلك على هذا الإختيار.
هل هناك من شيوخك من أثر فيك وتود شكره؟
شيوخي حقيقة لهم علي فضل كبير، وكل منهم أثر في شخصيتي في جانب ما، فلو أذكر لأبد أن أذكر جميع شيوخي، درست قديما على يد الدكتور مصطفي الحلوس، أستاذنا الشيخ علي ناجي، والدكتور أحمد خطاب، هولاء هم أستاذتي في المرحلة الابتدائية في مركز المحمودية، قبل الانتقال إلى معهد القراءات بدمنهور، وعندما انتقلت إلى معهد قراءات دمنهور، قرأت على يد الشيخ إبراهيم صلاح، والشيخ علي متولي، الشيخ محمد مسعود، وقرأت علي الشيخ محمد الوكيل، الصغرى والكبرى، والشيخ محمد نبيل ضيف والشيخ أحمد خليل، وسيدنا الدكتور عبدالكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف، وغيرهم، ولكن أرجو ألا أكون نسيت أحدا.
وأنت تسير في طريق القرآن الكريم، هل حدث لك موقف أو رأيت رؤيا معينة؟
هو ليس برؤيا، دائما بفضل الله وأنا ماشي في طريق القرآن كان ربنا بينفح الإنسان بنفحات ويتفضل عليه بأفضاله، والحمد لله دا كان بيأكد أننا على الطريق السليم، ومنذ أن ابتغينا طريق القرآن، وما جاء إلينا خير إلا من طريق القرآن، فالقرآن سبحان الله رفعنا لأماكن عليا، وتعرفنا على أشخاص لم أكن اتخيل أن ألتقي بهم أو أجالسهم، وكل هذا ببركة القرآن الكريم، وبالنسبة للرؤيا، فرئيتك لنفسك ورؤية الناس إليك، أنك من أهل القران، هذا يحفزك أنك تكمل في نفس الطريق، وتسير على نفس المنوال، كما أن الشخص يحب دائما أن يكون في مكانه مرتفعة في أعين الناس.
بالنسبة للمسابقة الدولية في أي شيء كانت، وهل كان لها تجهيزات خاصة؟
المسابقة كانت في القراءات السبع، وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، من خلال كتاب الشاطبية، وقام بتأليفه، الإمام الشاطبي، فكان الاختبار في القرآن الكريم والقراءات من خلال هذا الكتاب، وبخصوص التجيهزات، أنا كنت أدرس القراءات، منذ 12 عام، وهي صميم تخصصي، فكنت بفضل الله مستعد للمسابقة.
فالمسابقة كانت تحتاج للإتقان الشديد، حيث أن المنافسة قوية، وكل بلد تخرج أفضل من فيها، كما أنها يمثلها أفضل القراء.
كنت قبل قليل في لقاء مع شيخ الأزهر، كيف كان اللقاء، وبما نصحك؟
نعم كنت قبل قليل في لقاء مع شيخ الأزهر بمشيخة الأزهر، وهذه أول مرة لي أقابله وجه لوجه، فلا ننكر أن مقام شيخ الأزهر رفيع، وفضله على الأمة كبير، وجميعنا نفخر ونسعد لو أننا نقابله للحظات، والحمد لله كل هذا كان بفضل القرآن.
وبالنسبة للقاء، لم يكن طويلا، حيث أن هناك اليوم اجتماع في المشيخة، واللقاء كان في عجالة وسألني بما أدرس، وأجبته ونصحني، أن أستمر.
ما هي النصائح التي تود أن تقدمها لمن أراد أن يسلك طريق القرآن؟
هذا العلم يحتاج إلى طول زمن، والقراءة على المشايخ لأن علم القراءات من العلوم التي تحتاج أن تتلقها من أفواه المشايخ، ولا تكتفي بقراءة كتب فقط، بل يجب أن يلزم شيخ ويتابع معه، وأن يخلص النية لله في هذا الطريق.
كم عدد الإجازات التي حصلت عليها؟
حقيقة لا أستطيع حصرها، قالها وهو يبتسم ابتسامه التواضع، معللا ذلك لأنه قرأ على مشايخه كل واحد منهم أكثر من ختمة، بأكثر من قراءة مختلفة، فمثلا شيخي محمد الوكيل قرأت عليه حفص، وأبو عامر، ثم السبعة، ثم الثلاثة، ثم العشرة، الشيخ محمد نبيل ضيف قرأت عليه ختمتين، الشيخ أحمد رمضان ختمة، الشيخ عبدالكريم صالح ختمة، الشيخ عيد خميس جابر صقر ختمتين، الشيخ محمود الحوفي خاتمة واحدة، تقريبا 10 أو 15 خاتمة.
حدثني عن تفاصيل وأحداث المسابقة في المملكة العربية السعودية؟
أخبرته أنني شاهدت له فيديوهات المسابقة، وأنني لاحظت أنه بعد السؤال كان يقف فترة من الزمن، لماذا الوقف بعد السؤال، وهل كان هناك تصفيات أخرى، رد الشيخ بلال قائلًا، إنه كان فى تصفيات أولية قبل هذا الفيديو، ما شاهدته أنا هو التصفيات النهائية، وبالنسبة للوقف بعد كل سؤال، من قوانين المسابقة، أنه يحق لمتسابق الفرع الأول فقط، أن يقف دقيقة يراجع نفسه، ويتذكر تسلسل الآيات بالقراءة المطلوبة، لأن المعلومات كثيرة جدًا، وكل كلمة فيها قراءة معينة.
حيث تأهل للوصول إلى الممكلة العربية، 153 متسابقا من 111 دولة، وتم الاختبارالأولي في فندق الساعة المواجة للحرم المكي مباشرة، وكانت التصفية المبدئية لمدة 3 أيام، وتم التصعيد إلى التصفية النهائية كل من تخطى الـ 80 %، ثم استمرت التصفية النهائية لمدة 4 أيام في الحرم المكي، والموجودة علي اليوتيوب هي التصفية النهائية، والحمد لله وفقنا الله وفزت بالمركز الأول، وأخيرًا شكرت الشيخ بلال على هذا اللقاء الممتع، مع التعبير بالكثير عن الحب والامتنان والتوفيق فيما هو قادم.
حوار مع الشيخ السيد السنهوري والد الشيخ بلال
ثم انتقلت للحديث مع والده الشيخ السيد السنهوري، والد الشيخ بلال، وعرفني بنفسه أنه يعمل مؤذن بالأوقاف، وطلبت منه أن يحدثني عن الشيخ بلال في المراحل الأولي من العمر، ومرحلة الطفولة، وسألته كيف دفع به للقران الكريم ولماذ اختار له هذا الطريق.
بعد أن حمد الله وأثنى على رسول الله، قال هي دعوة دعوت الله بها، والله سبحانه استجاب لها، ففي ليلة زفافي دعوت الله أن يرزقني ولد صالح، وسوف أهبه للقرآن، وسوف أسميه بلال حبًا في مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدنا بلال بن رباح، وفي سن 5 سنوات دفعته في طريق القرآن الكريم، للحفظ على يد مشايخ ومحفظين.
فضيلة الشيخ سيد لقد سلكت مسلكا مختلفا عن الآخرين، لماذا ؟
عندما انتهى من مرحلة الابتدائية التحق بمعهد القراءات لأن في الحقيقه كما قلت لك، إنى وهبته للقرآن، وقلنا نزيد في القرآن يكون قراءات، والحمد لله كان في المعهد كان يتفوق على من معه من الطلاب فيخرج بالمركز الأول أو الثاني طول أعوام الدراسة الثمانية، وفي كلية علوم القران، كإنه ترتيبة الخامس على الجامعة.
هل من الممكن أن يسلك الشيخ بلال للقراءة في المعازي؟
حقيقة مجال القراءة في المعازي ليس هدفنا، ولن يحصل، لأنه هو حديث واحد ونحن نتمسك به، حديث رسول صلى الله عليه وسلم، "خيركم من تعلم القران وعلمه"، فالعمل في تعليم القرآن أفضل من ذلك.
وأنا محفظ قرآن، مرخص تابع للأزهر، وأنا معى 3 إجازات، ومعهد قراءات، وعندما دخلت معهد القراءات كنت أنا وابني في تخته واحدة، في عام واحد، وأخدت سنتين تجويد وثلاثة قراءات، كما كنا نشترك في التسميع والختمات سويا طول فترة المعهد الحمدلله.
ثم استرسل الشيخ سيد في الحديث وقال الفضل الكبير يرجع لزوجتي، هي من دفعتني وساعدتني في حفظ القرآن الكريم، وعندما سألته كيف ذلك، قال لأننى حفظت القران، وأنا في سن الثلاثين، وقال "فهل يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، فالحفظ ليس مقترن بسن معين، كما أنها ألزمتني بالتسميع كل يوم جزء أو جزئين يوميا، حتى وفقني الله وحفظت القرآن الكريم.