البابا يصلي القداس الإلهي في الذكرى الـ 60 لتأسيس أسقفية الخدمات
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم الخميس قداس ثالث أيام عيد الصليب المجيد، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والتي تأسست بسيامة المتنيح الأنبا صموئيل أسقفًا لها بيد القديس البابا كيرلس السادس في 30 سبتمبر 1962.
شارك في صلوات القداس الإلهي 19 من أحبار الكنيسة وآباء كهنة ممن خدموا ويخدمون في أسقفية الخدمات، إلى جانب عدد كبير من خدام الأسقفية امتلأت بهم جنبات الكاتدرائية.
وفي عظة القداس تحدث قداسة البابا عن أسقفية الخدمات منذ بدايتها وعن خدمتها، مستخدمًا الآية "شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ." (٢كو ٢: ١٤).
حيث أشار إلى أن البذرة الأولى للأسقفية وضعها ورعاها خادم أمين هو المتنيح الأنبا صموئيل الذي عمل بجد وأمانة وإخلاص، وخدم ووضع اسم الكنيسة القبطية أمام المحافل الدولية. ثم جاء الآباء الأساقفة الذين تلوه وعملوا بكل أمانة أيضًا، إلى أن أصبحت الأسقفية كيانًا متكاملًا يخدم في عدة مجالات وينفذ برامج ويبرم اتفاقات تعاون مع جهات عديدة في الداخل والخارج، إلى جانب شركاء التنمية الذين يعملون حاليًا تحت مظلة أسقفية الخدمات، وعلى سبيل المثال تتعاون الأسقفية مع مبادرة حياة كريمة التي تخدم ستين مليون مصري. وأكد قداسته بأن عمل الأسقفية وخدامها عبر السنين يمثل موكب كبير قدموا خلاله رائحة المسيح الذكية، والرائحة تنتشر في كل مكان، وهي صورة للعمل الكنسي الرائع والناجح.
واختتم: "نحتاج في كنيستنا أن يكون العمل مؤسسي وجماعي وواضح، جماعي فالعمل الذي يعتمد على شخص واحد لا يستمر".
وعقب انتهاء القداس الإلهي تم تكريم أسماء عددٍ من الآباء الأساقفة والشخصيات التي تركت أثرًا كبيرًا خلال فترة خدمتها في أسقفية الخدمات، سبقها تقديم درع الأسقفية لقداسة البابا.
والمكرمون هم: "اسم المتنيح الأنبا صموئيل، اسم المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا
وأصحاب النيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، والأنبا سرابيون مطران لوس أنچلوس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوسف أسقف جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، والأنبا يوأنس أسقف أسيوط، والأنبا دميان أسقف شمال ألمانيا، والأنبا مكسيموس الأسقف العام لكنائس مدينة السلام، والأنبا أنجيلوس أسقف لندن، والأنبا ديڤيد أسقف نيويورك، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا أرساني أسقف هولندا، والأنبا أبراهام الأسقف العام بإيبارشية لوس أنچلوس، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية".
وتوالى على الإشراف على أسقفية الخدمات منذ نشأتها خمسة من أحبار الكنيسة، نيافة الأنبا صموئيل (١٩٦٢ - ١٩٨١)، نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا السابق (١٩٨١ - ١٩٨٥)، نيافة الأنبا سرابيون مطران لوس أنچلوس (١٩٨٥ - ١٩٩٦) نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط (١٩٩٦ - ٢٠١٥) نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة (٢٠١٥ - حتى الآن).
ويتركز دور أسقفية الخدمات على خدمة المجتمعات المحرومة والمهمشة في جميع أنحاء الجمهورية، بهدف المساهمة في تكوين مجتمع قادر على استثمار إمكاناته، يقبل التنوع، يحترم الاختلاف، متمتعًا بالكرامة الإنسانية، مما يسهم في إيقاظ الوعي الاجتماعي لدى الأفراد، لتحرير المجتمع من الفقر والجهل والمرض، وترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز الهوية المصرية وقيادة التغيير من خلال مشاركة جماعية.
وتُتَرجَم هذه الأهداف من ١٤ برنامج يتم تنفيذها في ٤٤ إيبارشية في ١٤ محافظة، وهي تخدم ٥٢٣ مجتمع، بإجمالي أربعة ملايين مصري من بين الأفراد الأكثر احتياجا، أغلبهم من النساء والشباب والأطفال. ويقوم على هذا العمل فريق مكون من ٤١٥ موظف إلى جانب ١٢٠٠ متطوع.