حسام زيدان يكتب: يا وزارة "السياحة والآثار" يومًا واحدًا لا يكفي
رسالة بعث بها المصريون أمس الثلاثاء 27 سبتمبر إلى قيادات وزارة السياحة والآثار، حيث قالوا لهم عمليًا، عذرًا فيومًا مجانيًا واحدًا لا يكفي، نحن نريد التعرف على تراثنا، والاستمتاع بآثارنا، ولكن قد لا نستطيع الوفاء بثمن تذاكر الدخول شهريًا.
تلك العبارات السابقة جاءت وحيًا من واقع الصور الكثيرة المتداولة عن الأعداد المقبلة من المصريين على زيارة المتاحف المختلفة، وخصيصًا المتحف المصري في التحرير، حيث بلغت طوابير الانتظار حدًا وصل إلى قلب ميدان التحرير.
وقد احتفلت وزارة السياحة والآثار أمس الثلاثاء بعيد المصريات، وعيد السياحة العالمي، فجعلت دخول المتاحف بالمجان، وهي خطوة محمودة، وفي ذات الوقت كاشفة أن يومًا واحدًا غير كاف، وعلى الوزارة مد مجانية الدخول عدة أيام أخرى لإتاحة الفرصة للمزيد من الجمهور التعرف على حضارته.
وأقترح هنا على وزارة السياحة والآثار بجعل يوم 27 من كل شهر، هو اليوم المجاني لزيارة متاحف الجمهورية، وتفعيل الخدمات بالمتاحف من بازارات وبيوت الهدايا وورش الأطفال والعروض الفنية بحيث يتحول ذلك اليوم إلى كارنڤال شهري وتكون فسحة المصريين في متاحفهم.
وهذا اليوم سيعود اقتصاديًا على الدولة المصرية بشكل كبير، فسيحدث زخم في استخدام المواصلات العامة، ومن الممكن تخصيص نسبة من دخل تذاكر النقل العام في هذا اليوم لصالح الآثار.
كما أن الخدمات المحيطة بالمتاحف سوف تعمل بشكل كبير، وهي عائدة أيضًا على المتاحف، والخدمات تلك تتمثل في الكافيتريات، والبازارات، وبيوت الهدايا، الملحقة بالمتاحف، والتي يجب تقديم الخدمة من خلالها بسعر معقول مما سيجعل الإقبال عليها كبيرًا.
وإضافة إلى ما سبق فمن الممكن تفعيل بند الرعاية، على سبيل المثال لا الحصر يتم طرح مناقصات لرعاية كل متحف على حدة وتتقدم الشركات والنوادي في سبيل وضع الدعاية الخاصة بها بشكل لائق لا يضر بالأثر، في مداخل المتاحف، أو صالات عرضها، أو بأي شكل يتم الاتفاق عليه، ويكون مبلغ الرعاية عائد إلى المتحف.
كما نستطيع في ذلك اليوم وبالتعاون ما بين وزارة النقل ووزارة السياحة والآثار، أن نضع على تذكرة مترو الأنفاق دعاية الشركة الراعية، في مقابل المبلغ المالي الذي سوف تقوم بسداده، وتخصص نسبة من هذا المبلغ، ونسبة من ثمن تذاكر المترو لصالح المتاحف.
كما من الممكن أن نقلد المتحف البريطاني، والذي يفتح أبوابه مجانًا بشكل يومي، ولكن يضع هرمًا من الكريستال عليه عبارة تبرع للمتحف، وتلك الأهرامات الكريستالية تمتلئ عدة مرات في اليوم بالتبرعات، فمن الممكن تكرار نفس الطريقة بالشكل الذي يناسبنا بعد دراسة الفكرة.
ومن الممكن أن تستعين المتاحف بشركة كنوز للمستنسخات الأثرية وهي شركة مصرية خالصة، وتخضع للإشراف المباشر لوزارة السياحة والآثار، ولها بازار في المتحف القومي للحضارة، والتي من الممكن أن تصنع آلاف المجسمات الصغيرة والميداليات عالية الجودة رخيصة الثمن وتُعرض في ذلك اليوم.
عشرات الأفكار والتي سيكون لدى الخبراء أضعافها من الممكن أن تنهض بالحركة الثقافية المتحفية في مصر، وتجعل النزهة الرئيسية للمصريين هي المتاحف، ونستغلها أيضًا اقتصاديًا، ولدينا من الخبراء والاقتصاديون من يستطيعوا صياغة تلك الأفكار وتحويلها إلى شكل استثماري دون تكلفة على المواطن الذي يريد أن يستمتع بتراث بلاده.