زيلينسكى: تهديد بوتين النووى قد يصبح حقيقة
قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، اليوم الأحد، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ربما لا يكون مخادعا فى تهديداته الأخيرة باستخدام أسلحة نووية.
وأضاف زيلينسكى- فى برنامج أمريكى متلفز، نقلت عنه صحيفة "ذا هيل" الأمريكية- "انظر، ربما كان الأمر أمس خداعًا، والآن، يمكن أن يكون الأمر حقيقة واقعة".
وتابع "دعونا ننظر، ما هو الاستخدام المعاصر للأسلحة النووية أو الابتزاز النووى؟ لقد استهدف واحتل محطة الطاقة النووية ومدينة إنيرهودار".. كما أشار إلى القصف الروسى بالقرب من المحطات النووية الأوكرانية وكذلك المقابر الجماعية التى تم الكشف عنها فى الأيام الأخيرة.
وقال زيلينسكى: "إنه يعلم أنه يخسر الحرب فى ساحة المعركة، وانتهزت أوكرانيا زمام المبادرة، والآن لا يستطيع أن يشرح لمجتمعه السبب، وهو يبحث عن إجابات لهذه الأسئلة".
وكان بوتين قد استدعى، الأربعاء الماضى، ما يصل إلى 300 ألف جندى احتياطى لمساعدة روسيا، كما هدد باستخدام الأسلحة النووية للبلاد.
فى سياق آخر.. أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبارشت، أن بلادها تقوم بتزود أوكرانيا بـ50 مركبة مدرعة من طراز "دينجو"، إضافة إلى نوعين من راجمات الصواريخ المرفقة بصواريخ تدريب، لافتة إلى أن برلين ستقدم لليونان 40 عربة قتال برية لتعويضها عن مركبات قتالية سوفييتية الصنع أرسلتها إلى كييف فى وقت سابق.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية- أثناء حضورها "اجتماع الجيوش 2022" الذى استضافته برلين قبل خمسة أيام- إن راجمات الصواريخ الألمانية التى سترسلها إلى أوكرانيا ستتضمن طرازى "MARS" و"MRLS" ومعها 200 صاروخ تدريب للقوات الأوكرانية، وفقا لمجلة "جينز" العسكرية.
وأضافت أن بلادها ستزود اليونان بـ 40 مركبة قتال ميدانية من طراز "ماردير" لتعويض حكومة أثينا عن "هبة مركبات القتال السوفييتة من طراز IFV" التى قدمتها إلى كييف، مشيرة إلى أن جيش ألمانيا الشرقية السابق كان قد زود الجيش اليونانى بالمركبات الأربعين فى الفترة 1993-1994.
ونقلت مجلة "جينز" العسكرية، عن قائد القوات المشتركة لحلف "الناتو" السابق فى بروكسل، الجنرال الألمانى المتقاعد إيجون رامز، قوله لمحطة إذاعية محلية إنه فى الوقت الذى أعلنت فيه ألمانيا تقديم دفعة أسلحة أخير، فإن حكومة برلين لم تمنح شركات دفاعية ألمانية الموافقة على تصدير مركبات "ماردير" القتالية المدرعة ودبابات "ليوبارد1" إلى أوكرانيا، وهى مسألة أرجئ البت فيها، منذ مايو الماضى، وكانت حكومة كييف قد أبدت تحفظها مرارًا على قلة الأسلحة التى تقدمها ألمانيا لأوكرانيا.
على صعيد آخر.. قال مسؤول دفاعى أمريكى بارز إن مدراء التسليح فى الولايات المتحدة ودول حليفة لها سيجتمعون فى 28 سبتمبر الجارى فى بروكسل؛ لبحث سبل ضمان المجتمع الدولى لاستمرارية تدفق الأسلحة على أوكرانيا، كما تتضمن النقاشات كيفية إزالة العراقيل الإنتاجية التى ظهرت على السطح منذ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، فى فبراير الماضى.
وذكرت مجلة "بريكينج نيوز" الأمريكية أن وكيل وزارة الدفاع للمشتريات والإمداد بيل لابلانت، سيترأس وفد الولايات المتحدة فى أول اجتماع لمدراء التسليح الوطنيين تستضيفه بروكسل، والذى سيضم أكثر من 40 عضوًا من "مجموعة الاتصال الدفاعى لأوكرانيا"، مبينة أن مسؤولين أمريكيين آخرين من هيئة الأركان المشتركة، وقيادة القوات الأمريكية الأوروبية، ومسؤولى سياسة التسليح بالبنتاجون، سوف يشاركون فى الاجتماع.
وقال المسؤول الدفاعى، فى تصريحاته للمجلة، إن الاجتماع "سيتضمن الدعوة إلى دعم إنتاج بعض العتاد مثل مواسير البنادق والمدافع، وكريات التحميل الانزلاقية (الرولمان البلى)، وأنابيب التغليف الفولاذية"، علاوة على قطع الغيار والشرائح الصغيرة القابلة للتلف والتدمير.
كان مسؤولون من الولايات الولايات المتحدة وعدد من الدول الحليفة لها أقروا، سابقًا، بوجود نقص فى إنتاج مثل تلك النوعيات من المنتجات، وربما يفتح الاجتماع المقبل السبيل أمام اختيار تلك الدول للموردين المحتملين أو القيام بعمليات شراء مشتركة لمثل تلك المنتجات التى تستخدم بكثافة فى الصناعات الدفاعية.
وبخلاف مناقشة جهود الإنتاج المستمرة حاليًا، فإن المسؤول الدفاعى حدد أولويتين رئيسيتين للتعاطى مع هذا الأمر؛ أولاهما تتمثل فى الحاجة إلى "نظم قابلة للتغيير"- وهو مصطلح تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية لتوصيف ما يعرف بنظام اللجوء إلى ما هو "موجود على الرف" فعليًا، بحيث يمكن تعديله ببعض الطرق السريعة ليتلاءم مع فجوة القدرات الأوكرانية.
أما الأولوية الثانية، فتتعلق بإعداد استراتيجية مستدامة طويلة الأجل؛ للتأكيد على بقاء العتاد الأوكرانى فى حالة تشغيل جيدة فى ظل استمرار عجلة الحرب.
وقال المسؤول "كما سنناقش ما هى المتطلبات التى يرجح أن تحتاج أوكرانيا إليها فى المستقبل، كالصواريخ طويلة المدى والدفاعات الجوية، وكيفية تدعيم القاعدة التصنيعية الواسعة لجماعة الاتصال حتى تتمكن من تلبية تلك المتطلبات"، وأحجم المسؤول الحديث عن نوعية التكنولوجيات التى يمكن اقتراحها من ذلك العتاد العسكرى.
وأعرب عن تطلعه فعليًا لتلك النقاشات "حتى لو اقتصر الأمر على مشاركة الحديث عن أفضل الممارسات والدروس المستفادة حتى الآن"، مؤكدًا "لدينا بالفعل ردود فعل إيجابية لما قمنا به من أعمال أولية، لذا يحدونى الأمل، بينما نذهب إلى تلك الجلسة، أن يكون هناك المزيد من الإرادة والقدرة على العمل سويًا عبر البلدان (المشاركة) لمحاولة حل بعض هذه التحديات".