ألمانيا تمر بأزمة اقتصادية واليورو في أدنى مستوى منذ 20 عام

الاقتصاد

بوابة الفجر

بعد قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة، الاقتصاد الأوروبي دخل في منطقة النفط الأسود، وأصبحت الدول في حالة ارتباك في ظل العديد من الصدمات الإقتصادية التي سببتها كورونا وتليها الأزمة الروسية الأوكرانية، وتعاني من قلة إمدادات الطاقة وارتفاع معدلات التضخم، حيث تمر العملة الأوروبية بأسوأ أيامها وتعاني من انخفاض حاد أمام الدولار، فقد انخفض اليورو مقابل الدولار إلَّى أدنى مستوى للعملة الأوروبية منذ ما يقرب من 20 عامًا، مما يهدد اقتصادات منطقة اليورو لتصل إلى حالة ركود، وانخفض سعر اليورو بنسبة 0.8٪ إلَّى 0.9736 دولار وهُو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2002.

 

تباطؤ النشاط التجاري في ألمانيا

تباطأ النشاط التجاري بشكل أكبر في ألمانيا أثر ارتفاع تكاليف الطاقة في أوروبا، وتعاني الشركات من انخفاض الأعمال التجارية الجديدة، ووفقًا لخبراء الإقتصاد فقد أدى التراجع الحاد في القوة الشرائية والتضخم المرتفع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة للشركات إلى دخول الاقتصاد الألماني مباشرة إلى الركود.

حيث قالت فريتسي كولرجايب كبيرة الاقتصاديين في بنك التنمية الألماني الحكومي «كيه إف دابليو» في تصريح لها: «سيترك الانكماش الاقتصادي بصماته على سوق العمل»، مضيفة أنه من المتوقع أن تعاني الأسر وقدرتها الشرائية على وجه الخصوص خلال هذه الأزمة، وقالت: «بسبب التضخم المرتفع، تدهور الوضع المالي للأسر بشكل كبير منذ بداية العام».

بينما توقع مارك شاتنبرج، الخبير لدى مركز «دويتشه بنك ريسيرش»، أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي بنحو 3،5% العام القادم، رأى خبراء آخرون أن التراجع سيكون أقل حدة إلى حد ما، ولكنه سيطول جميع مجالات أكبر اقتصاد في أوروبا.

ولخصت كاتارينا أوترمول، خبيرة الإقتصاد في مجموعة «أليانز» للتأمين الوضع بشكل واضح قائلة: «سنخرج جميعًا من الأزمة أكثر فقرًا»، مضيفة أن ألمانيا تمر حاليًا بأسوأ أزمة خلال الخمسين عامًا الماضية، مضيفة: «هذا يقزم من الأزمة المالية الكبيرة وأزمة ديون منطقة اليورو».

بالتزامن مع ذلك أقبل المستثمرين على شراء الدولار الأمريكي  بعد رفع أسعار الفائدة الأمريكية، مما أدى إلى تحسن نتائج البيانات الاقتصادية الأمريكية، وقد ساهم هذا في استمرار الهبوط الحاد لليورو مقابل الدولار الأمريكي.

فقد انخفض اليورو هذا الأسبوع إلى 0.9807 ويعد هذا المستوى الأدنى الذي وصل له منذ 20 عامًا، واستقر حول المستوى 0.96868 في متوسط تعاملات اليوم.

وكانت الجمعية الألمانية قد حذرت هذا الإسبوع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري لأكبر اقتصاد أوروبي من موجة عمليات إفلاس بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة.

 

اجراءات تخفيف الأعباء لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة

قال المستشار الألماني أولاف شولتس في رسالة له عبر الفيديو: "الآلية التشريعية سارية، وستنظم الدعم اللازم بسرعة كبيرة جدا"، موضحا أن الأمر يتعلق بدعم الأسر ومحدودي الدخل، بالإضافة إلى الشركات التي تتكبد الآن تكاليف طاقة مرتفعة ولا تعرف كيف تواصل أعمالها، وأشار إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والتدفئة والغاز وقال أنه يتعين خفضها وأنه من المخطط إجراء تغيير في تصميم السوق بحيث يضمن هبوط الأسعار، بالإضافة إلى أنه تم اتخاذ تدابير احترازية لضمان إمدادات الفحم والغاز والنفط والكهرباء قائلًا: "اليوم يمكن أن نقول: سنتجاوز الأمر".