الأرشذياكون جوزيف موريس يروي ذكرياته مع الدكتور نصحي عبد الشهيد

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

نعى الأرشذياكون الدكتور جوزيف موريس فلتس، أستاذ علم الإبائيات واللغة اليونانية، بالكليات الإكليركية، وأحد مسؤولي مركز القديس أنطونيوس للدراسات الأبائية، الدكتور والمُترجم نصحي عبد الشهيد، مسؤول بين التكريس بحدائق القبة، الذي ودعته الكنيسة القبطية منذ فترة وجيزة، وذلك في منشور نعي حمل شعار «المسيح قام.. بالحقيقة قام»، راويًا خلاله بعض الذكريات الشخصية بين كليهما.

وقال: «انتقل إلى عالم الأحياء بعد عمر مديد، وفي شيخوخة صالحة أبونا ومعَّلمنا الفاضل التقي جدًا الدكتور نصحي عبد الشهيد بطرس، وتقابلنا لأول مرة عام 1969 في اجتماع للشباب الجامعي حيث فجر في داخلنا محبة المسيح، والاشتياق لتكريس الحياة لخدمة اسمه القدوس في كنيسته».

وأضاف: «تتلمذنا على يديه وتعلَّمنا منه حياة البذل والمثابرة والإخلاص وإنكار الذات في خدمة المسيح الذي أحبه من كل القلب، خدم في صمت وصبر متحملًا الكثير وشاكرًا في كل حين، كان هدفه واضحًا جدًا أمام عينيه لذا لم تثنيه متاعب الطريق عن تحقيق شهوة قلبه وهي أن يرى كنيسته فرحةً وقوية بتعاليم آبائها الأولين، فبذل كل الجهد حتى النفس الأخير، والوقت والمال ليوفر لأبنائها سبيلًا للتعرف على هذا الكنز الذي لا ينضب، باللغة العربية، ولم تكن كتابات الآباء بالنسبة له مجرَّد نصوص تتم ترجمتها بل منهج حياة تقوية تعكس إيمانًا مستقيمًا».

ووجه رسالة لروح الدكتور نصحي قائلًا: «أبي الروحي ومعلَّمي التقي، أمس القريب تمتعت بجلسة لن أنساها حين حاولت بكل جهدك وبكلماتك المعزية أن تطيب قلبي المجروح لفقد أخونا الغالي الدكتور جورج عوض، واليوم في مكالمة لي من أمريكا للدكتور جورج كنت اطمئن عليك فأخبرني أنك بخير،  ثم بعد نحو ساعة فاجأني خبر انتقالك، فمن منا كان يودع الآخر بالسؤال؟؟ وهل كان قلبي يشعر برحيلك؟».

واختتم: «للآسف لن يسعفني الوقت للحضور لألقي عيك نظرة الوداع، وما يعزيني عن هذا إنني لن أودعك أبدًا بنظرة فأنت باقٍ معنا بما علَّمتنا إياه وسيرتك العطرة لن تترك المكان الذي شهد لعشرات السنوات مدي إخلاصك لكنيستك ولعريسها الذي أحببته من كل قلبك راجيًا أن تذكرنا الآن أمام عرش النعمة لنكمل نحن أولادك المسيرة بعدك وتطلب عنا شفاعة كل آباء الكنيسة الكبار الذين تعبت أنت في نشر نصوصهم والتمسك بتعاليمهم، ولتسترح نفسك النقية هادئة ومطمئنة في أحضانهم».