الأنبا يواقيم يطيب رفات شهداء إسنا في الأقصر
احتفلت إيبارشية إسنا وأرمنت بعيد استشهاد الثلاثة فلاحين سورس وأنطوكيون ومشهوري، بمزار الشهداء،وصلى نيافة الأنبا يواقيم الأسقف العام للإيبارشية تسبحة نصف الليل، وخلالها طيَّب رفات الشهداء، واختتمت الصلوات بالقداس الإلهي، وخلاله دشن عددًا من الأواني لخدمة المذبح، وشارك نيافته الصلوات عدد من الآباء الكهنة.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إن الثلاثة فلاحين بإسنا هم (سورس، أنطوكيون، مشهوري).
وهم فلاحون من إسنا، التقى بهم أريانوس الوالي في زيارته الرابعة للمدينة. بعد المذبحة التي أجراها في إسنا، والتي استشهد فيها كل المدينة. كانوا يسيرون على جسر المدينة ويحملون فؤوسهم، فصاحوا بصوت عظيم: «نحن مسيحيون مؤمنون بالسيد المسيح».
قال الجند للوالي: «أما تسمع هؤلاء الرجال الفلاحين الذين يصيحون؟ فقال الوالي: قد أرجعنا سيوفنا إلى أغمادها إذ تلمت من كثرة القتل. وإذ عرف الفلاحون المؤمنون بذلك وكانوا يحملون فؤوسهم على أعناقهم، قالوا للوالي: اقتلنا بفؤوسنا! فأمر الوالي جنده أن يقتلوهم بفؤوسهم، فمدوا أعناقهم على حجر كبير كان في ذلك الموضع، وقطع الجند رؤوسهم بالفؤوس. وكان ذلك في الحادي عشر من شهر توت».
بنيت لهم مقبرة بعد انتهاء الاضطهادات. ومع مرور القرون زالت آثار المقبرة، إلى أن رأى أحد سكان إسنا في أواخر القرن التاسع عشر، وهو المرحوم ميخائيل الرشيدي، رؤيا في إحدى الليالي تطلب إليه أن يذهب إلى بحري البلد ويحفر في مكان معين محدد بالجير فسيجد رفات هؤلاء القديسين الثلاثة، وأن يقوم ببناء مقبرة لهم.
ذهب ميخائيل إلى الحاكم يستأذنه في بناء المقبرة فرفض في بداية الأمر لكنه عاد فصرح له بذلك بعد أن شاهد رؤيا تطلب إليه أن يأمر بالتصريح بالبناء.
وبالفعل بُنيت المقبرة وبجوارها حقل من النخيل، وإن كانت المباني في السنوات الأخيرة قد زحفت على حقل النخيل ولم يبقَ سوى قلة من النخيل.
ولا تزال هذه المقبرة قائمة تهتم بها عائلة الرشايدة بإسنا. كثيرًا ما تخرج منها رائحة بخور عطرة، خاصة في عشية الأحد.