وسائل الإعلام: الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا جعل فكرة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الليبية أمرًا مستحيلًا
لا تزال الأزمة السياسية في ليبيا قائمة دون إيجاد أي حلول فعلية لها، والسبب في ذلك التطورات العسكرية العديدة التي تشهدها البلاد خاصةً بعد الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس بين الميليشيات المسلحة التابعة لطرفي الصراع.
واشارت وسائل اعلام ليبية منها وكالة الأنباء الليبية أن الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا جعل من فكرة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الليبية أمرًا مستحيلًا، بعد تمسك عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية بمنصبه ورفض التسليم السلطة لحكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.
هذا الرفض دفع الطرفين لإستعمال القوة من أجل السلطة ما أسفر عن سقوط ضحايا ومُصابين من المدنين الأبرياء.
الخبير والمحلل السياسي الليبي، محمد الفيتوري، قال إن ضعف لجنة 5+5 العسكرية تعمق وبات أكثر وضوحًا مع بروز وإحتدام الصراع على السلطة. الفيتوري وفي تصريحٍ له أضاف: "المجموعات المسلحة في عموم ليبيا لم تلتفت يومًا لما يصدر عن تلك اللجنة من قرارات، وبالتالي لم يكن لها تأثير أو سلطة، لذا كان من المستبعد من البداية أن يكون لها دور، ولم تحاول التدخل في إشتباكات العاصمة طرابلس نهاية أغسطس الماضي".
وأضاف الفيتوري أن اللجنة تعهدت منذ توقيع وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 بترحيل المرتزقة والقوات الأجنبية، لكن ذلك لم يحدث لأسباب عدة، وربما يتم الاكتفاء فقط بترحيل بعض المرتزقة السوريين في الفترة المقبلة. الفيتوري رأى أن واشنطن تميل لتأييد عمل اللجنة العسكرية؛ لأنها تريد إعطاء إنطباع بأن قطاع الأمن الليبي يتم إصلاحه ونشر الوهم بأن المرتزقة يرحلون.
وبالعودة إلى الخلافات السياسية التي تُعتبر السبب الرئيسي لفشل عمل اللجنة العسكرية المشتركة، قال رئيس وفد المنطقة الشرقية في اللجنة الفريق، مراجع العمامي، أن الخلافات السياسية أعاقت تنفيذ خططنا كلجنة عسكرية، إذ إن أي مقترح نقدمه في أي ملف أو قضية كان يتطلب قرارًا سياسيًا في نهاية المطاف للمساعدة في تنفيذه على أرض الواقع، وذلك لكون العسكريين لا يتدخلون في الأمور السياسية.
ومع إستمرار الخلافات السياسية سيستمر الوضع الأمني في البلاد دون حل ويبقى الوضع كما هو عليه ما لم يتحرك الشعب الليبي ويصطف ويُطالب بتحقيق مطالبهم وإقصاء جميع الأجسام السياسية وكل من له يد في إستمرار الفوضى في ليبيا.