المرأة في العالم.. إيران "الجمهورية الإسلامية"
ما يمبز الخبيث من الطيب ليس بالضرورة أن يكون واضحًا جليًا، بل ربما يكون نسبيًا يفتقد للمعيارية الثابتة، وربما يكون هذا نتاج التعددية الفكرية، والتآلف بين البشر.
لكن العجيب أن كثير من الدول، ومن ضمنها الجانب الإيراني مهما بلغ تقدمها أو بلغت قوتها، لم يزل ملف المرأة عالميًا يشكِّل أزمة داخل المجتمعات شرقية كانت أم غربية، دون استثناء.
المأساة في القرن الحالي.. الجانب الإيراني
بالرغم أنَّ العالم، في القرن الحالي، صار على يقين تقريبًا أن المرأة نصف المجتمع، وأساس من أس مقومات الحياة فيه، إلا أن عائًا يقف الحيلولة بين التصور الفكري والديني من جانب والمرأة. إذ تعاني المرأة والمتعاملون مع قضيتها من أزمة فكرية تصل حدّ التأطير، والذي للأسف قد تقوم عليه نظم حاكمة بأكملها.
إنّ ملف المرأة في العالم صار يحوي جوانبًا أكثر من اجتماعية وسياسية، إذ أنّ دولًاا مهما بلغت من القوة يُقدَّم لها هذا الملف على طاولة حوارها؛ لتتداعى كل الجوانب الدينية والعقدية والاجتماعية والفكرية، كمخاطر على كثير المجتمعات، وكأنَّ صورة ذهنية معينة توهم الكثيرين بأن المجتمع يصبح هيراركيًا "مجتمعًا تحكمه النساء"، وإن كان هذا على خلاف الحاصل.
النساء في إيران
من الجانب الإيراني، العجيب جدًا ما نقرأه كل فترة عما يصدر عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنموذج، والتي لازلن فيها النساء يتعرضن لأزمة مع النظام الحاكم فيما يخص الحجاب والزواج، وآخرها وفاة فتاة تُدعى "مهسا أميني" البالغة من العمر 22 عامًا بعد أيام من اعتقالها من قبل جهاز شرطة "الأخلاق" لديهم لمزاعم بعدم امتثالها للقواعد الصارمة المتعلقة بغطاء الرأس "الحجاب".
من الجانب الإيراني، بالرغم ما صدر عن جهاز شرطة الأخلاق بنفي المزاعم التي حول تعرُّض "أميني" للضرب أثناء وجودها داخل سيارة شرطة ما أدى إلى وفاتها، إلا أنَّ غضبًا عاركمًا يجتاح المجتمع هناك، وبخاصة النساء.
وهناك تقارير حول المعاملة المتحيزة للجنس ضد النساء الإيرانيات والتي لا تحتمل المزاح، تقول بتعرضهن للعنف المنزلي والأسري، وكذا الزواج المبكر، وصعوبة الحصول على حق التطليق داخل المحاكم الإيرانية.
من الجانب الإيراني
من الجانب الإيراني، يرون دومًا أنهم يتعرضون إلى المؤامرات، فالدولة التي ترفع شعار "لا شرقية، لا غربية، جمهورية إسلامية"، والتي تقوم على ولاية الفقيه، فتربي في نفو مواطنيها اتقالاية الدولة عن أي معكر كان، إلا أنها لا تستغني عن العصا الأمنية شانها شأن الكثير من الدول. إذ أنه ذات الحال التي نراها داخل هذه الدولة القوية والتي تمثل خطرًا نوويًا على العالم تتخدم ذات السلاح الذي استخدمته السودان – على بيل المثال لا الحصر – في وضع قيودًا وأطرًا لجانب المرأة داخل نظام الدولة.
العجيب والأعجب في الجانب الإيراني
من العجيب كما ذكرنا سالفًا أن يظل ملف المرأة فزَّاعة لطكثير من المجتمعات، لكنَّ الأعجب أننا ومع كل التطورات التي وصلت لها الانظمة العالمية، لم يزل الملف مقلقًا، في وقت يحف العالم الكثير من المخاطر الأكثر خوفًا من هذا الكائن الرقيق.