بين تبنِّي المواقف ورفضها.. القضايا واتجاه المجتمع
تبدو القضايا وتتنوع الظواهر تارة لترتفع وأخرى لتهدأ داخل المجتمعات، فتتأثر الجماهير بما يُعرض عليهم؛ ليتفاعلوا أو ينتقدوا أو حتى يرفضور الأمر برمِّته.
وقد يصل اتجاه الأفراد نحو العديد من القضايا والأحداث والظواهر في مجتمعنا وبخاصة على محتويات وسائل التواصل الاجتماعي، حدّ التهكُّم وربما التحريض، الأمر الذي تسوء فيه الحالة العامة ويضطرب الرأي العام، وتبلغ فيه النفوس حالة الشحن التي ترفض حتى إلقاء السمع.
لا تأتي مرَّة واحدة
لكن اتجاهات الناس لا تأتي مرَّة واحدة.
يقول علماء الاتصال والرأي العام أن تشكيل اتجاهات الجمهور لا تنبني ولا تتكون فجأة، إذ أنَّ فكرة أن يكون اتجاه المجتمع نحو ظاهرة أو فرد وليد اللحظة درب من عدم التوفيق أو التمعُّن في الأحداث أو عن قلة دراسة.
لقد وُجِدَ الإنسان على وجه هذه الدنيا كائنًا باحًا من الدرجة الأولى، وهذه العبارة إذ يتم ذكرها لا تُذكر من باب الديباجة العلمية أو النصية التي تملأ فراغًا أو تسردمُحنوى، لكن الحقيقة ياتي هذا الإنسان كائنًا يتبنَّة ويرقض، يرتضي ويمتعض، يأمر وينهى، من باب أنَّ فطرته التي جُبِلَ عليها هي التي أوحت له بذلك.
يقول ويشير علماء النفس الاجتماعي، والاتصال، والرأي العام أن الأفراد يتعرضون بشكل دائم إلى تيا رات متدفقة من المعلومات والأخبار التي تسعى إقناعهم بأمور معينة، ربما لا تكون في الحُسبان.
وما يحدث أنه نتيجة النخفاض معدل انتباه خلال التعرض للأفكار والأخبار والمعلومات يكون مصيرها التلقي دون دون اخضاعها للنقد والتحليل، وهو ما يترتب عليه تكون مخزون كبير من الافكار غير المتسقة والمتماثلة والمتقاربة مع بعضها البعض، ما قد يخلق حالات الجدل والتشتت بين الناس في تقييم الظواهر، ومن ثمَّ استقبالها وإدراكها، والتعامل معها بشكل سليم.
دور الإعلام والمؤثرون
ياتي دور بعض وسائل الإعلام في قدراتها الخاصة والماهرة جدًّا والتي كثيرا ما تكون غير مباشرة في تغيير المعايير، أو المؤثِّرون "صنَّاع المحتوى" على التواصل الاجتماعي في اللَّعب على أوتار ما سلف ذكره من كمِّ المعلومات الضخم الذي لم يدركه الجمهور تمام الإدراك، ومن هنا تتكون أزمة التبني والرفض عن عدم وعي.
وإضافة لما سبق، يكون دور الإعلام التفاعلي في خلط المستخدمين الأوراق، فتتحول التفاعلية، إلى انسياق، وليس تعبيرًا حقيقا عن اتجاه حقيقي للمجتمع، الذي حين يواجه نفسه بالمنطق، والعقل، وصحيح المعتقد، تعود مدركاته المعرفية "معلوماته عن الظاهرة، والنفسية العاطفية التي تستقيم، والسلوكية التي تتشكل بعيدًا عن العنف والتحريض.
حلول مقترحة
يرى العديد من الباحثين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية توجيه الأطفال والنشء من قِبَلِ المربين والعلمين والمرشدين الروحيين لتعزيز قيم المواطنة، والتسامح، وقبول الآخر، بالإضافة تكوين برامج علمية وأكاديمية للنشء والشباب تحثُّهم نحو وحدة الهدف والعمل خلال استراتيجية موَحَّدة تقبل جديد الأفكار بما لا يضرب جميل الأسس، فيكون قبول القيمة أو رفضها بناءً على خلفية معرفية وإدراكية مفهومة وليس ت مجرَّد أهواء أو عن عن تنفيس غضب بإثبات موقف.
اكتم السرَّ
يحاول بعض الفاسدون الترويج لأمور عديدة داخل المجتمعات، تارة بالبحث والنبش في التراث الديني، وأخرى بحملات تشويه لأفراد يؤثِّرون في مجالات معينة، وثالثة إثارة حفيظة النشطاء عبر التواصل الاجتماعي، وما خفي كان أعظم.
لذا كلمة حق، ستظل المثيرات للجدل لا تنتهي سواءً بقضايا أو ظواهر أو حتى حكايا تعود لعصر "سيدنا آدم".
ودُمتم،،