الأزهر وكازاخستان.. علاقات ممتدة وتعاون مستمر
تمتد العلاقات بين الأزهر وكازاخستان لما يقرب من الثلاثين عاما، وذلك منذ إعلان كازاخستان دولة مستقلة عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١م، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بدولة كازاخستان، وتم الإعلان عن قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل 1992.
نشاط ثقافي وتعليمي
وشهدت العلاقة بين الأزهر وكازاخستان نشاطا علميا، ثقافيا وتعليميا، حيث قدم الأزهر الشريف للطلاب الكازاخستانيين العديد من المنح التعليمية في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، كما أوفد الأزهر أساتذته للتدريس في الجامعات الكازاخية وعلى رأسها جامعة نور مبارك.
جامعة "نور مبارك"
ومع أول زيارة للرئيس الكازاخستاني "نازارباييف" لمصر في 1993، تم الاتفاق على إنشاء جامعة "نور مبارك" فى "ألمآتي"، كأول جامعة مصرية في آسيا الوسطى، حيث وقعت حكومتا البلدين في يونيو 2001 على اتفاقية تشغيل الجامعة، التي تعد منبرا مهما لتقديم صورة الإسلام الوسطى المعتدل في آسيا، من خلال الاستعانة بمناهج الأزهر الشريف وعلماء وأساتذته الذين يدرسون للطلاب الكازاخيين علوم الشريعة والفقه طبقا للمذهب الحنفي السائد، ليس في كازاخستان وحدها، بل في آسيا الوسطى بشكل عام.
وتشهد جامعة "نور سلطان" إقبالا كبيرا من قبل الطلاب في دول آسيا الوسطي، حيث يتم إعدادهم ليكونوا دعاة في مختلف أنحاء كازاخستان وسائر دول المنطقة، حيث تضم تخصصات: الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، والترجمة من العربية إلى الكازاخية والروسية، وتدريس اللغتين العربية والإنجليزية، ويتولى التدريس أستاتذة مصريين وكازاخستانيين، بالإضافة لرئيس الجامعة، وهو حاليا فضيلة العالم الأزهري الدكتور محمد الشحات الجندي.
مؤتمر زعماء الأديان
وشهدت كازاخستان زيارات عديدة من شيوخ الأزهر وعلمائه، لتعزيز أوجه التعاون، والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات، وأبرزها مؤتمر "زعماء الأديان"، برعاية واهتمام خاص من الرئيس "نازارباييف"، الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان "، والذي نجح فى إدارة البلاد على مدار ثلاثين عاما في تعايش سلمي كامل، في بلد يتنوع سكانها عرقيا ودينيا ما جعل هذا الزعيم يطرح نموذجه في التسامح على العالم وجمع قادة الأديان في "نور- سلطان" لأول مرة في عام 2003.
ومنذ ذلك الحين تم عقد 6 دورات للمؤتمر، بمشاركة زعماء الأديان العالمية والتقليدية وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الحالي.
زيارة الإمام الطيب الأولى
وفي أكتوبر 2018 قام فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بزيارةٍ رسمية إلى كازاخستان، للمشاركة في افتتاح الدَّورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، حيث ألقي فضيلتُه كلمةً في الجلسة الرئيسة للمؤتمر، كما اَلتقي كبارَ المسئولين الكازاخيين، وألقي محاضرةً في جامعة "أوراسيا القومية"، أكبرِ جامعات كازاخستان،وتم تكريمه؛ بمنحه الدكتوراه الفخريّةَ من الجامعة.
وفي مارس ٢٠٢١م استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مكتبه بمشيخة الأزهر، وفدًا من وزراء الأوقاف والمفتين من كازاخستان، حيث أكدوا لفضيلته على اهتمامهم وحرصهم على رفع مستوى التعاون مع الأزهر الشريف، وخصوصًا من خلال زيادة المنح الدراسية، وتدريب الأئمة والخطباء في الأزهر على معالجة القضايا المعاصرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة نتيجةً للتأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي على شباب الأمة، وما ينشر عليها من معلومات مغلوطة تؤثر على الإطار المعرفي والسلوكي لدى الشباب، فضلًا عن تزويدهم بالمناهج الأزهرية والكتب العلمية التي تثري المكتبات العلمية في بلادهم وتخدم رسالة العلم والمعرفة.
تعاون بين مراكز حوار الأديان
وفي فبراير ٢٠٢٢م وقع مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف ومركز نور سلطان نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات (NNCIICD)، مذكرة تفاهم بمقر مشيخة الأزهر لتعزيز التعاون بين الطرفين ولتحقيق المنفعة المتبادلة والترويج الشامل للحوار والتعاون، وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وتهيئة الظروف لتعزيز العلاقات بين الشعوب من مختلف الثقافات والتقاليد والأديان، وتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم، والمساعدة في تحديد القضايا الخلافية وحلها من خلال الحوار.
زيارة الجامع الأزهر
كما زار الدكتور مولين أشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، في ٢١ فبراير ٢٠٢٢م الجامع الأزهر، مشيدا بروعة تصميمه وجماله، مؤكدًا أن الجامع الأزهر يعد رمزًا لكل المسلمين وليس مجرد بناء، كما أشاد بملتقى الخط العربي والزخرفة وانفتاح الأزهر على الفنون وأنه ليس مؤسسة منغلقة أو تهتم بالعلوم الشرعية فحسب بل هو مؤسسة تفتح ذراعيها للجميع، وهو ما جعلها قبلة لكل الراغبين في دراسة العلوم الشرعية والعربية وغيرها من العلوم.
دعوة رسمية للإمام الأكبر
كما سلم رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دعوة رسمية من الرئيس الكازاخى "قاسم جومارت توقاييف"، لزيارة كازاخستان، وافتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان والذى سيتناول "دور زعماء الأديان فى التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية فى فترة ما بعد جائحة كورونا"، والذى سيعقد لمدة يومين فى 14 و15 سبتمبر المقبل.
المؤتمر السابع لزعماء الأديان
يزور فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في الفترة من ١٢ حتى ١٦ سبتمبر ٢٠٢٢م، العاصمة الكازاخية "نور سلطان"، للمشاركة في أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، والتي تنعقد تحت عنوان "دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19".
ويلقي فضيلة الإمام الأكبر كلمة في الجلسة الرئيسية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان، كما يلتقي فخامة الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توقايف، في القصر الرئاسي بالعاصمة "نور سلطان"، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والقيادات الإسلامية، وقادة وزعماء الأديان المشاركين في المؤتمر، كما يزور فضيلته مسجد "حضرة السلطان"، أكبر مساجد كازاخستان، وأحد أكبر مساجد آسيا.