"زهران": بعد زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لروسيا.. اتجاه مصر إلى الشرق صفعة جديدة على وجه أمريكا

أخبار مصر

زهران: بعد زيارة
"زهران": بعد زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لروسيا.. اتجاه م

منى النشار

على خلفية سفرعدد من السياسيين المصريين إلى روسيا فى إطار مجهودات الدبلوماسية الشعبية, صرح الدكتور جمال زهران البرلمانى السابق وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة وعضو الوفد: بأن السبب الرئيسى الذى دفع الوفد لزيارة روسيا هو محاولتهم إعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية على ضوء مبادئ جديدة فرضت نفسها بعد ثورة 30 يونيو العظيمة التى أطاحت بنظام عميل مثل الإخوان المسلمين وكتبت ملامح جديدة لمصر التى لاتعرفها ولا تحبها شرطى المنطقة الولايات المتحدة الأمريكية .

وأضاف زهران فى تصريحات لـ بوابة الفجر : أن تلك الزيارة جاءت تجاوبا مع التغيرات التى طرأت على النظام الدولى واطاحت بالهيمنة الأمريكية على قرارات مجلس الأمن وقدرتها على فرض ارداتها على الأسرة الدولية خلال العشرين عاما الماضية .

فإثر انهيار الاتحاد السوفيتى وسمحت بظهور أقطاب جديدة على رأسها روسيا والصين قادرة على حماية قرارها السياسى وتقويض القرار الأميريكى واتخاذ مواقع فاعلة على الخريطة الدولية فى اطار من التشاركية والتعددية كما جاءت الزيارة ردا على الضغوط الأمريكية الأخيرة التى تمارسها على الدولة المصرية على خلفية ما إعتبرته الغدارة الأمريكية تحديا لها من قبل السلطة الانتقالية فى مصر لرفضها التدخل الأميريكى فى الشأن المصرى نتيجة الدعم اللا محدود الذى يقدمه أوباما للإخوان الإرهابيين مما أدى إلى توترالعلاقات بينهما وأخيرا جاءت الزيارة تحقيقا لأهم مبادئ ثورة 30 يونية العظيمة فى الحفاظ على سيادة القرار الوطنى واتساع هامش الحركة للدولة المصرية .

وأكد الدكتور زهران على أن اعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية والاتجاه إلى الشرق لا يعنى الاخلال بالعلاقات المصرية الأمريكية بما تتضمنه من مواثيق ومعاهدات دولية ولكن يعنى بالضرورة الخروج من دائرة التبعية الأمريكية وتأسيس علاقة ذات ملامح جديدة قائمة على الندية واحترام ارادة الشعب المصرى وتحقيق اعلى درجات الاستفادة من ركائز القوة المصرية والتنوع فى مصادر التسليح وهادفة لتحقيق المصلحة الوطنية المصرية وخاتمة لعصر من قبول الإملاءات .

وتابع الدكتور زهران لن نكتفى بزيارة روسيا وإنما سنذهب إلى الصين والهند وكوريا الشمالية وإيران وكل الدول التى تساعد مصر على اتساع هامش الحركة وتكاملية دورها الاقليمى والدولى وتنويع مصادر التسليح تحقيقا لأعلى درجات المصلحة المصرية .

واختتم الدكتور زهران حديثه قائلا: نعيش فى إطار قواعد جديدة حاكمة للنظام الدولى اهم ملامحه هى عودة النمط التعددى بعد سنوات عضال من الهيمنة الأمريكية وانفرادها بالقرار الدولى والجلوس منفردة على عجلة القيادة العالمية وهو ما كان يعرف بظاهرة الأحادية القطبية التى جاءت نتيجة لانهيار الاتحاد السوفيتى ليبزغ من جديد الدب الروسى بعد سنوات من الاستكانة ليفرض قراره على مجلس الأمن وليستعيد مكانته القديمة, حيث كانت الأزمة السورية كاشفة لقدرة روسيا على تقويض القرار الأميريكى كما يبزغ النجم الصينى محققا اعلى درجات التنمية ومهددا للقرار الأميريكى .

حيث تحتل الصين قرابة 2 تريليون والنصف من حجم الدين الأميريكى وليبزغ معهما عدد آخر من الكيانات الاقتصادية والسياسية على رأسها النمور الآسيوية تتخذ بخطى جادة مواقعها كاطراف فاعلة على الخريطة الدولية لتبدأ عصرا من التعددية القطبية لا تستطيع فيه دولة القيادة منفردة .

وفى إطار هذه الملامح الجديدة يتسع هامش الحركة للدول متوسطة القوة مثل مصر التى اصبح لزاما عليها التجاوب مع تلك المتغيرات باعادة هيكلة سياستها الخارجية والاتجاه شرقا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا أيضا .