بعد فوزها.. محاضر دولي بجامعة جورج واشنطن: تراس ستقوى علاقتها بدول الخليج والملف الاقتصادي أولوية على طاولتها (خاص)
يوم كامل وتتصدر ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة عناوين الصحف، لما تتمتع به من صيت لكونها المرأه الحديدية وما لها من باع كبير في السياسة.
وكان لخطاب الانتصار الخاص بها أهمية كبيرة، حيث ركزت كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية عليه لما يحتويه من أبرز النقاط التي سوف تتعامل معها تراس على طاولتها الخاصة والاستفادة من أخطاء من سبقوها في هذا المنصب.
المرأة الحديدية
وفي سياق متصل، قال الدكتور عاطف عبد الجواد المحاضر الدولي بجامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكية في تصريحات خاصة ل "الفجر":" تراس والتي تبلغ من العمر ٤٧ عاما هي رابع رئيس وزراء خلال ست سنوات في بريطانيا وهي كزعيمة جديدة لحزب المحافظين تمثل واحدا في المائة فقط من الناخبين في بريطانيا ولكنها فازت بأصوات أغلبية أعضاء الحزب وليس أصوات عموم الناخبين".
وأضاف "عبد الجواد":" وخلفية تراس تثير الدهشة فهي كانت في البداية عضوا في الحزب الديموقراطي الاجتماعي الذي يمثل الوسط وصوتت ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي بل ودعت في بداية حياتها السياسية إلى إلغاء الملكية، لكنها اليوم تتوجه لمقابلة الملكة إليزابيث الثانية لأخذ تكليف الملكة لها بتشكيل الحكومة الجديدة".
ملفات على طاولة "تراس"
أما عن أهم الملفات على طاولة المرأة الحديدية، فقال المحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكية: "أهم الملفات أمامها هي أولا ملف ارتفاع تكاليف المعيشة والتي تجاوزت ١٣ ٪ وخطر الانكماش المحتمل بسبب التضخم الذي يرجح ارتفاعه عن نسبته الراهنة بمعدل ٨٠ ٪ خلال الشهر المقبل، والملف الآخر هو ضرورة تخفيض الضرائب على المواطنين للتخفيف عنهم".
أخطاء بوريس وخطة ليز تراس
وعند سؤال "عبد الجواد" بشأن الاستفادة من أخطاء رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، فقال في تصريحاته الخاصة: "أخطاء بوريس جونسون كانت مجموعة من الفضائح الأخلاقية وليس قرارته السياسية مما دفع العديد من وزرائه إلى الاستقالة وأدى في النهاية إلى سحب الثقة عنه، وكانت تراس وزيرة للخارجية في حكومة جونسون كما كان غريمها الذي تنافس معها وزيرا للخزانه".
وأضاف:" ولأن أخطاء جونسون كانت أخلاقية بالدرجة الأولى فمن المتوقع أن تنأًى تراس بنفسها عن مثل هذه الفضائح، لكن تراس أن تختلف سياسيا عن جونسون بل إنها في الواقع أشادت بإنجازاته بعد فوزها بزعامة حزب المحافظين وهذا يعني أنها لن تختلف كثيرا عنه في سياساته خصوصا الإقتصادية وأيضا التعامل مع الاتحاد الأوروبي وكذلك الحرب الروسية الاوكرانية". وتابع:"من الطبيعي أن تركز تراس على حل أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب هذه الحرب ولكنها سوف تستمر في معاقبة روسيا ومساعدة أوكرانيا عسكريا واقتصاديا وربما تمكنت تراس من إرساء علاقة أقوى مع الرئيس الامريكي بايدن بسبب خلفيتها السابقة في حزب الوسط البريطاني، وبالنظر إلى أنها كانت وزيرة الخارجية في حكومة جونسون فسوف تستمر في هذه السياسة بعد توليها رئاسة الوزارة".
العلاقات مع الدول العربية
وعن علاقة رئيسة الوزراء البريطانية الحالية مع الدول العربية، فقال المحاضر الدولي في جامعة جورج واشنطن:" استمرار تراس في سياستها الخارجية يعني أنها مستمرة في السياسات نفسها فيما يتعلق بالمنطقة العربية ولكنها سوف تسعى إلى علاقات أقوى مع دول الخليج في مسعى لحل أزمة الطاقة في بريطانيا، ومن حسن حظها أن أسعار النفط بدأت تنخفض لكن ذلك سلاح ذو حدين لأن بريطانيا تنتج النفط في بحر الشمال".
واستطرد "عبد الجواد":" سوف تكثف تراس جهودها للتنسيق مع واشنطن بشأن بعض القضايا الساخنة في المنطقة العربية مثل حرب اليمن والتعامل مع إيران والأزمة السياسية في العراق والوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، أما القضية الفلسطينية فسوف يكون عليها الانتظار حتى نوقع المقبل موعد الانتخابات الاسرائيلية فأحد مرشحي هذه الانتخابات هو لابيد الذي يشغل حاليا منصب رئيس الحكومة الاسرائيلية المؤقت وهو على عكس سلفه أو خصومه الآخرين في الانتخابات يؤيد حل الدولتين، ولكن تراس سوف تركز أولا على قضايا بريطانيا الراهنة وهي ارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب والمفاوضات مع ايرلنده ومع الاتحاد الأوروبي".