المرأة ملزمة بالخدمة والرضاعة.. الأزهر يحسم القضية
أثار موضوع أحقية المرأة في الحصول على أجر من زوجها نظير إرضاع أولادها أزمة كبيرة وجدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، بعد حديث عن من النساء عن ذلك من بينهم نهاد أبوالقمصان، المحامية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والدكتورة هبة قطب وغيرهما.
محامية تطلب بأجر للمرأة نظير الرضاعة
طرحت نهاد أبو القمصان فكرة أحقية الزوجة في الحصول على أجر نظير إرضاع الأولاد ما أثار حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض إلى أن تدخل عدد من رجال الدين في الأمر للرد عليه وتوضيح ما يميله الدين الإسلامي في هذه الحالات.
فتوى الأزهر
أكد الدكتور عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر، عدم أحقية الزوجة في الحصول على أجر نظير إرضاع الأطفال، لافتا إلى أن هذا الأجر تستحقه فقط المرأة المطلقة وليست الزوجة.
واستدل شومان على حديثه بقول الله سبحانه وتعالي: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍۢ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُۥٓ أُخْرَىٰ).
الأزهر للفتوى يؤكد إلزام المرأة بالرضاعة وأعمال المنزل
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى، بيانا، اليوم الأحد، أكد فيه أن الخوض في أحكام الأسرة بغير علم يُشْعِل الفتن، ويُفسد الأسرة، ويعصف باستقرار المُجتمع ككل.
وقال المركز إن العلاقة الزّوجية علاقة سَكَن تكامُليّة، تقوم على المودة والمُسامحة، وحفظ حقوق الرّجل والمرأة والطّفل، وليست علاقة نديّة أو استثمارية نفعيّة، وتغذيةُ روح المادية والعدائيَّة فيها جريمة أخلاقيّة.
الأمومة رسالة عظيمة
شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن أُمومة المرأة وزوجيتها ورعايتها بيتها وتخريجها أجيالًا صالحة للمجتمع رسالةٌ عظيمة، لا تضاهيها رسالة، وادعاء دونية هذه الأدوار طرح كريه؛ يُقصد به تخلي المرأة عن أهم أدوارها وتفكك أسرتها.
قدسية العلاقة الزوجية
أشار المركز إلى أنه لا يليق بقدسية الزواج ومكانة الزوجة فيه أن تُعامل معاملة الأجير في أسرتها، بأن تُفرض لها أجرة محددة نظير أعمال رعاية أولادها وزوجها، وإنما على الزوج واجب النفقة بالمعروف لها ولأولادهما، وإفساد منظومة الأسرة يؤذن بفساد المجتمعات.
وقال إنه على الزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على أدوار ومهمات حياتهما وفق ما رأيا، وفي حال الاختلاف يُرد الأمر المُتنازع فيه للشرع الشريف والأعراف المُستقرة التي لا تخالفه، والحقوق الزوجية متشابكة ومرتبة على بعضها.
عمل الزوج خدمة لأهل بيته
شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن عمل الرجل خارج المنزل خدمة ظاهرة لزوجته وأهل بيته؛ حتى يوفر لهم النفقة، وأعمال المرأة المنزلية خدمة باطنة لزوجها وأبنائها؛ حتى يتحقق السكن في الحياة الزوجية.
خدمة المرأة لزوجها وأولادها إلزامية
أشار المركز إلى أنه جرى العرف بقيام المرأة على خدمة زوجها وأولادها، وهو كالشرط المُلزِم، وتطوع الرجل بمساعدة زوجته في أعمال المنزل سنة عن رسول الله.
وأوضح أن إنفاق المرأة على بيتها من مالها الخاص يُعد من تعاونها مع زوجها وحسن عشرتها له، وهو غير واجب عليها.
إرضاع الأبناء واجب على الزوجة
قال المركز إن إرضاع الأم لأولادها واجب عليها حال بقاء الزوجية إن لم يضرها الإرضاع واستطاعته، وهو عُرف ملزِم كالشرط، وتوفير متطلبات الزوجة والأولاد واجب على الزوج حسب يساره وإعساره.
وشدد على أن الأخذ من أحكام الإسلام الخاصة بالمرأة ما يتفق والأهواء، ورفض ما ترفضه، والتعامل مع نصوصه بانتقائية؛ أمر مُستنكر لا يتناسب وربانية رسالته، وشمول أحكامه، واستسلام العباد لربهم سبحانه.
الزواج علاقة راقية
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الزواج علاقة راقية تناسب إنسانية الإنسان، وتحفظ حقوقه، ولا تُعد بدائلها من العلاقات غير الشرعية المُحرمة إلا سقوطا في وحل الشهوات اللاإنساني الهابط، واعتداءً على الفطرة السوية، وقيم المجتمع المستقيمة، وإن تعددت مسمياتها أو أُلبست ثيابَ زورٍ من منطق معوج.