بعد الاستعراض المسلح بالحديدة.. كيف نسف الحوثي اتفاق استوكهولم وقضى على السلام باليمن؟
تواصل مليشيات الحوثي الإيرانية جرائمها في ظل سريان الهدنة باليمن، والتي قامت المليشيات بإختراقها منذ الوهلة الأولي، ورغم التمديد لأكثر من مرة إلا أن ميليشيات الحوثي ما زالت تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين باليمن.
◄ الأمم المتحدة باليمن
وبشأن جرائم ميليشيات الحوثي أدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بشدة هجوم مليشيات الحوثي لقطع آخر شريان إلى مدينة تعز، لتهديده الوضع الإنساني.
وصرح المبعوث الأممي بيانا تعليقًا على جرائم امليشيات الحوثي حيث قال: أدين بشدة الهجوم الذي انطلق من مناطق سيطرة الحوثي، في منطقة الضباب في تعز مما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من جنود الجيش اليمني.
كما أضاف البيان الصادر عن المبعوث الأممي لليمن بأن هجوم مليشيات الحوثي على مدينة تعز المحاصرة منذ 7 أعوام ونصف يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكل خطير.
◄ الحكومة اليمنية
وحل الأمر نددت الحكومة اليمنية في الهجوم قبل أن تعلق مشاركتها في المحادثات الأممية العسكرية في الأردن مع مليشيات الحوثي حتى إشعار آخر وذلك ردا على تصعيد المليشيات ومساعيها قطع آخر شريان إلى تعز.
حيث تسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل الماضي وجددت مرتين لمدة شهرين، واستوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها بما فيه قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، فيما تتنصل مليشيات الحوثي عن تنفيذ تعهداتها بما فيها فتح شريان حياة إلى مدينة تعز.
كما حذرت الحكومة اليمنية، من عودة جهود التهدئة إلى نقطة الصفر، مطالبة مجلس الأمن بإعلان موقف واضح وخطوات رادعة للتصعيد الحوثي.
واعتبرت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني العرض المسلح والتحشيد العسكري الحوثي لأسلحة محرمة دوليا على البحر الأحمر "تصعيد خطير وانقلاب مكتمل الأركان على اتفاق ستوكهولم بخصوص الوضع في مدينة ومحافظة الحديدة".
حيث قال وزير الإعلام اليمني على حسابه في موقع "تويتر"، إن استعراض الحوثيين المدعومين إيرانيا للألغام والصواريخ البحرية إيرانية الصنع من طرازات مختلفة في الحديدة، يعكس الخطر الذي يمثله استمرار سيطرة المليشيات إرهابية على سلامة السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
وأضاف أن تلويح مليشيات الحوثي بالألغام والصواريخ البحرية بشكل علني يمثل تحديا سافرا للقوانين الدولية التي تحرم حيازتها، وتأكيدا على استمرار تدفق الأسلحة والخبراء الإيرانيين عبر موانئ الحديدة، واستخدام طهران للحوثيين أداة لتهديد حركة التجارة العالمية وأمن الطاقة والأمن والسلم الإقليمي والدولي مؤكدًا بأن انقلاب مليشيات الحوثي اتفاق ستوكهولم واستغلالها للاتفاق لترتيب وضعها عسكريا في مدينة الحديدة التي كانت قاب قوسين من التحرير 2018.
ودعا الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأمريكي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة إلى اتخاذ وإعلان موقف واضح وخطوات رادعة إزاء التصعيد الحوثي.
وشدد الإرياني على ضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على طهران لوقف تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي، محذرا من تصعيد الانقلابيين الذي "يهدد بنسف جهود التهدئة وإعادة الأوضاع لنقطة الصفر.
◄خروقات الحوثي لاتفاق ستوكهولم
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت مليشيات الحوثي الإيرانية بخرق اتفاق استوكهولم وذلك إثر تنفيذه عرضا مسلحا في الجهة الجنوبية من محافظة الحديدة، إلا أن ذلك لم يرق إلى مستوى الاتفاق الأممي الموقع أواخر 2018 الذي ينص على انسحاب المليشيات من المدينة وموانئها.
وكانت مليشيات الحوثي أجرت عرض مسلحا كبيرا في المدخل الجنوبي للحديدة بحضور كبار قياداتها في الصف الأول في نسف لاتفاق ستوكهولم ورسالة تحد للسلام في اليمن وضمن تهديد إيراني باتخاذ البحر الأحمر ساحة حرب واتخاذ المحافظة الساحلية قاعدة انطلاق عسكرية.
◄بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة
وأعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة عن بالغ قلقها إزاء الاستعراض المسلح الذي أجرته مليشيات الحوثي الخميس الماضى في مدينة الحديدة واعتبرته خرقا لاتفاق استوكهولم.
وجددت البعثة الأممية في بيان صادر دعوتها لمليشيات الحوثي على الاحترام الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاق الحديدة لا سيما فيما يتعلق بالحفاظ على المدينة خالية من المظاهر المسلحة والعسكرية".
وأكدت أنها تراقب عن كثب ومن الضروري بذل كل جهد لضمان حماية السكان المحليين من خلال التنفيذ الكامل للاتفاق الحديدة"، في دلالة على نسف مليشيات الحوثي اتفاق ستوكهولم.
◄ردود الفعل على جرائم الحوثيين
كما لاقى هجوم مليشيات الحوثي العسكري على بلدة "الضباب" في تعز إدانات دولية وأممية واسعة أكدت أنه يقوض جهود السلام في اليمن.
وأصدر سفراء واشنطن وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بيانات منفصلة تنديدا بالهجوم الحوثي الذي استهدف قطع آخر شريان إلى تعز، في إجماع دولي يرفض الهجمات وخروقات الحوثيين السافر للهدنة الإنسانية.
وأكد السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، بأنه منزعج بشدة من هجوم الحوثيين على الضباب في تعز مما يعد انتهاكًا للهدنة الأممية.
من جهته، أعرب السفير الأمريكي لدى اليمن، في بيان مقتضب،عن قلقله من هجوم الحوثيين على بلدة "الضباب" في تعز، وقال إنه "انتهاك مباشر للهدنة" وشدد على ضرورة تجنب المزيد من التصعيد.
وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء الهجوم الدامي من قبل الحوثيين على بلدة الضباب، والذي استهدف الطريق الجبلي الذي يربط بين تعز وعدن.
وقال في بيان إن هجوم مليشيات الحوثي يقوض جهود السلام، كما أنه ليس ما يريده ويستحقه سكان تعز"، مؤكدا أهمية المشاركة وبطريقة بناءة في لجنة التنسيق العسكرية باليمن.
ونددت السفارة الفرنسية لدى اليمن، في بيان، بالهجوم الحوثي واعتبرته عملا ينسف جهود السلام ولا يخدم تطلعات السكان المدنيين في تعز.