بسام ابراهيم يكتب: "الألتراس جانى أم مجنى عليه".. من حماس المدرج إلى وقود للمعارك فى الصراعات السياسية

مقالات الرأي

بسام ابراهيم يكتب:
بسام ابراهيم يكتب: "الألتراس جانى أم مجنى عليه".. من حماس ا

بسام ابراهيم


الألتراس جانى أم مجنى عليه .. هكذا يدور الجدل حول مواقف الرابطة منذ ثورة 25 يناير، ولم تحسم بعد تلك القضية، حيث انتقل دور الرابطة من تشجيع الرياضة إلى أزمة سياسية، وتصاعدت الخلافات مع الأمن والإعلام الرياضى الذى حاول أكثر من مرة إعدام الإلتراس. بدأ انتقال الألتراس من لهيب حماس المشجعين للكرة إلى وقود للمعارك فى الصراعات السياسية عقب ثورة 25 يناير، وكانت أبرز قضايا الألتراس التى أحدثت الخلافات مع الدولة حادث مذبحة بورسعيد، التى ما زالت مشتعلة، بالإضافة للقبض على 25 من الألتراس فى مطار القاهرة، ومقتل أحد ابناء ألتراس وايت نايتس والتعامل مع الألتراس فى الوقت الحالى مثله مثل معتقلى الإخوان من تعذيب وقهر داخل السجون عقب 30 يونيو والمطالبة بإعدام الألتراس ووصفهم بالبلطجية.. كل تلك القضايا تفجر الخلافات بين الألتراس وقوات الداخلية والإعلام.


الألتراس والداخلية:

بدأت الحرب بين الألتراس والداخلية من قبل الثورة عندما كانت الداخلية في عز جبروتها، وكان هناك مناوشات بينهم وضرب واعتقالات وتعذيب في الاقسام ولكن بعد ثورة 25 يناير لم ينسى الألتراس ماكان يحدث لهم فقاموا بتأليف الاغاني ضد الداخلية.

وجاء حادث مجزرة بورسعيد بعد قيام أولتراس اهلاوي بالهتاف ضد نظام مبارك والداخلية والعسكر، ودبرت الداخلية هذه المجزرة البشعة مع موظفين الاستاد وبعض البلطجية، وأثناء المباراة، سمحوا بدخول البلطجية إلي الاستاد وتم غلق الابواب علي الجماهير، وقبل نهاية المباراة، ذهب بعض البلطجية المندسين بالاستاد إلي جماهير الاهلي وقطع أنوار الاستاد من قبل موظفين الاستاد وقتل على آثرها 74 شاباً ماتوا، وكان التصادم الآخر بسبب رغبة جماهير الاولتراس حضور المباريات وتصادمت هذه الرغبة مع رفض وتعنت الداخلية حضورهم ومساندة أندياتهم وحرمانهم من متعتهم الحقيقية وهي الكورة .

وفى حادث موت شهيد أولتراس وايت نايتس ، كانت الداخلية تقف لحماية النادي وبعدها جاء طلق النار من داخل النادي ومن البلطجية التي في داخله ولم تتحرك الداخلية بل قامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وتطور مسلسل الصراع بين الاولتراس والداخلية عندما كان يتواجد أولتراس اهلاوي في مطار القاهرة لاستقبال فريق كرة اليد لنادي الاهلي، ولكن حدثت إضطرابات بينهم وبين الداخلية، فقاموا بالاشتباك معهم، مما أدي الي اعتقال 25 فرد من المجموعة، وطالبت الجماهير عن الافراج عنهم ولكن لم يتم الافراج عنهم جميعا، ولكن أفرج عن البعض منهم، وجاء المنظر البشع عندما قام أحد افراد أولتراس اهلاوي بالكشف عن آثار التعذيب التي حدثت له من قبل الداخلية.


الألتراس والاعلام:

بدأت الحرب بين الطرفين منذ ظهور الحركة في مصر من 2007، وقامت برامج الاعلام المصري سواء الرياضية أو السياسية بفتح نيرانها في هؤلاء الشباب منذ البداية وقالوا عنهم أنهم مرتزقين ومثيري شغب واتهموهم بالادمان وعباد الشيطان، وكان الألتراس يرد عليهم بتشجيعهم في المدرج ودخلاته الرائعة.

وطلت علينا هذه الثورة المجيدة بالحريه التي كان يحلم بها هذا الشعب منذ 30 عاما، وكان الألتراس من أبرز من شاركوا فيها وضحوا بأنفسهم من اجل نجاحها، ثم تغير رأي الاعلام عنهم بعدها فتغنوا بهم بأنهم حماة الثورة، وجاءت حادثة بورسعيد ليفتح الإعلام نيرانه تجاه الألتراس ويتهمهم بمثيرى الشغب.

وجاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح مسار ثورة يناير، وبعد عزل مرسي استغل أيضا الاعلام الأوضاع الحالية واتهموا الالتراس أنهم ممولون من الإخوان ونسوا أن الاولتراس يضم جميع طوائف الشعب يوجد منهم من هو إخواني وسلفي وليبرالي وعلماني ومسيحي، واتهموهم بتدبير العديد من الأحداث أهمها الهجوم على وزير الرياضة السابق العامري فاروق في مؤتمره.

وما زال المسلسل مستمر بين الداخلية والإعلام من جانب والألتراس من جانب آخر، وينتظر المواطن المصرى نهاية حلقة هذا المسلسل بشغف بالغ، وعودة كل جانب إلى دوره وعدم تبادل الاتهامات بدون سند ودليل وتحقيق القصاص والعدل واحترام كل جانب للآخر.